أبو سلطان.. مواطن سعودي مهنته غسيل السيارات

سعيد بعمله ويعول منه أسرة مكونةَ من زوجتين و6 أبناء

المواطن السعودي أبو سلطان يباشر غسيل السيارات في الدمام
TT

في الوقت الذي بدأت الأسعار ترتفع في كل شيء نتيجة لزيادة معدل التضخم، لم يجد أبو سلطان مصدر دخل لعائلته التي تتكون من زوجتين وستة أطفال إلا أن يعمل في غسيل السيارات لتكون هذه المهنة مصدر رزقه الوحيد لتغطية متطلبات الحياة.

أبو سلطان، الذي يحترف مهنته في موقف للسيارات وسط الدمام، يقول إن بدايته في هذه المهنة كانت قبل خمس سنوات، البداية لم تكن سهلة بل كانت تتسم بالصعوبة، حيث واجه منافسة شديدة مع العمالة الأجنبية التي تعمل في المواقف، بالإضافة إلى انه لم يكن من المعتاد أن تتم مشاهدة أي سعودي يعمل في مهنة غسيل السيارات. ويضيف «هذا الوضع جعل البعض يستغرب والآخر متحفظا»، إلا انه يقول ان الكثير من الناس بدأ اليوم يتقبل الوضع، بل وأصبح لديه زبائن وأصدقاء من خلال هذه المهنة.

ويشير أبو سلطان إلى انه لم يجد خياراً سوى العمل في غسيل السيارات بعد أن أصبح الوقت الذي يقضيه في البحث عن وظيفة يضيع عليه بدون أن يستفيد منه خاصة وانه ملتزم بأسرة وأطفال.

ويسترسل في حديثه ليبين ان دخله اليومي لا يتعدى في أفضل حالاته 120 ريالا، وقد ينقص إلى اقل من ذلك، مفيدا أن متوسط دخله اليومي يتراوح بين 70-90 ريالا، ويباشر عمله ابتداء من العصر وحتى بعد منتصف الليل.

ويضيف، أنه تمكن من تكوين صداقات مع العديد من الزبائن وأصبحوا يأتون إليه باستمرار ليغسلوا سياراتهم عنده، ويقول ان زبائنه يستمتعون بالوقت معه من خلال ما يدور بينهم من حوارات ونقاشات.

ولم يخف أبو سلطان آماله وطموحاته؛ فهو يأمل من البلدية أن توفر له ولغيره ممن يمتهنون غسيل السيارات الماء، بدلا من قيامهم بشرائه من أصحاب الصهاريج.

أما على المستوى الشخصي فتمنى أن يرى ابنه سلطان بالزي العسكري وهو يحمل رتبة ضابط في القطاعات العسكرية السعودية ليعوض ما قد يكون هو عجز عنه.

من يأت إلى موقع أبو سلطان لن يراه لوحده، بل سيجد معه العديد من الأشخاص الذين ينتظرون ان يظفروا بسيارة ليغسلوها، من اجل السعي إلى أن يكون لهم مصدر رزق يزيد من دخلهم.

بجواره كانت تقف مجموعة من الشباب السعوديين، لكنهم رفضوا الافصاح عن أسمائهم، في حين كانوا يقولون انهم يشعرون ان هذه المهنة هي مهنة شريفة ولكنها أقل حظاً من مثيلاتها. ويعمل العديد منهم بروح الفريق الواحد، حيث يعقدون اتفاقاً ينظم دورهم في غسيل السيارات، وينسقون بينهم حتى لا يحدث تزاحم او تصارع على السيارات. وأصبح الكثير من الراغبين في غسيل سياراتهم يذهبون إلى هؤلاء من اجل أن يشجعوهم على الرزق الحلال والعمل الشريف، بالإضافة الى أنهم لن يعطوهم صدقة بل مقابلا يقومون به نظير هذه المبالغ التي يأخذونها.