9% حجم الانتعاش في السياحة الداخلية.. و«مكة المكرمة» تتصدر

فيما يقدر حجم الإنفاق الخارجي بـ40 مليار ريال العام الحالي

بعض المرافق السياحية في السعودية
TT

أظهرت دراسة سياحية حديثة أجراها مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس» التابع للهيئة العليا للسياحة بأن حجم السياحة الداخلية يشهد انتعاشاً في جميع الجوانب المتعلقة بالسياحة المحلية خلال الصيف الحالي بأكثر من 9 في المائة عن العام الماضي، وتتصدر منطقة مكة المكرمة، المدن السعودية بحصة تصل لنحو 46 في المائة من كعكة السياحة الداخلية، تليها منطقة عسير، والرياض، والمنطقة الشرقية.

وتوقعت الدراسة زيادة عدد الرحلات السياحية الداخلية في صيف هذا العام بنسبة 9.1 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث يبلغ إجمالي مصروفات النشاط السياحي خلال الربع الثالث من عام 2007 حوالي 13 ملياراً وثمانمائة وسبعة وسبعين مليون ريال بزيادة قدرها 9.1 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2006، إضافة الى تسجيل 89.532 مليون ليلة سياحية خلال الفترة نفسها.

وحول أهم وجهات الرحلات السياحية الداخلية توقع «ماس» أن التركيز الكبير سيأتي لحساب منطقة مكة المكرمة وذلك بنسبة 46 بالمائة تليها منطقة عسير بنسبة 12 في المائة، وبنسبة 11 في المائة تأتي العاصمة السعودية الرياض ثالثاً تليها المنطقة الشرقية بنسبة لا تزيد عن 10 في المائة، والمدينة المنورة بنسبة قد تتجاوز 7 في المائة.

وحول الأغراض والأهداف من الرحلات السياحية فقد توقع المركز أن يتصدر الترفيه وقضاء العطلات والتنزه القائمة بواقع 48 في المائة وأن تأتي زيارات الأصدقاء والأقارب ثانياً بواقع 30 في المائة، وأن يكون نصيب الأغراض الدينية أكثر من 15 في المائة فيما تأتي سياحة الأعمال والمؤتمرات أخيراً بنسبة لا تتجاوز 6 في المائة.

من جهته أكد حسين بن علي الحارثي، أمين عام مهرجان مكة خير 28 للتسوق والترفيه والعضو المنتدب مدير عام شركة جدة للمعارض الدولية، بأن إقامة المهرجانات السياحية في مدن المملكة تعد ظاهرة صحية للمحافظة على الموارد الوطنية وتقليص المبالغ التي ينفقها السعوديون على السياحة الخارجية والتي تقدر بحوالي 25 مليار ريال سنوياً. مؤكداً على ضرورة بذل الجهود لزيادة فاعلية المهرجانات الوطنية للعمل على تقليص الفجوة بين السياحة الداخلية والخارجية والعمل على نشر مقومات السياحة السعودية في خارج البلاد.

وعلى صعيد متصل، توقع خبراء في قطاع السياحة ارتفاع فاتورة السياحة الخارجية العام الحالي بنسبة 20 في المائة نتيجة زيادة اسعار الخدمات والتذاكر، بالاضافة الى هبوط سعر الريال تبعا للدولار. وتتركز الزيادة في اسعار تذاكر الطيران نتيجة ارتفاع تكلفة التأمين وسعر الديزل وزيادة الطلب عن العرض ولجوء العديد من الشركات لاستئجار طائرات اضافية للدعم خلال ذروة الموسم. اما الزيادة في الايجارات والخدمات في الفنادق والشقق المفروشة واماكن الترفيه فترجع الى ارتفاع تكلفة الاستثمار السياحي نتيجة زيادة اسعار العقارات والايجارات، خاصة في مصر ودبي ولبنان والمغرب التي تمثل وجهات سفر رئيسية للسعوديين. ويقدر الخبراء حجم الانفاق على السياحة الخارجية هذا العام بأكثر من 40 مليار ريال مقارنة بـ 32 مليارا في العام الماضي.

ودعا الخبراء إلى ضرورة اجراء دراسات تفصيلية عن اوضاع السوق السياحي في السعودية في ظل الدراسة التي اجرتها الهيئة العليا للسياحة، التى اشارت الى ان 74 في المائة من السعوديين يخططون للسفر سنويا الى الخارج في مقابل 25 في المائة فقط يفضلون السياحة الداخلية. مؤكدين على اهمية تجديد دماء المهرجانات السياحية الداخلية بعد مرور عدة سنوات على التجربة لا سيما على صعيد البنية التحتية الخدماتية والاسعار والخدمات في اماكن الترفيه، اذ لا زال العديد من المواقع السياحية تعاني من قصور ملحوظ في الخدمات ويصعب الوصول اليها. ويرى الخبراء ان التحدي الرئيسي امام قطاع السياحة الداخلية يكمن في تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لا سيما ان السياحة ترتبط بحوالي 70 نشاطا آخر في قطاعات مختلفة، بالاضافة الى تحفيز البيئة لجذب الاستثمارات السياحية. ويعتقد الخبراء ان التعويل فقط على الهيئة العليا للسياحة في انعاش السياحة الوطنية لا يمكن ان يحقق اهدافه الكلية داعين الى ضرورة قيام كافة الجهات بأدوارها كاملة لتحقيق هذا الهدف، وضرورة الارتقاء بمستوى تعامل العاملين في القطاع السياحي من خلال التركيز على التأهيل المناسب والتعامل الحضاري مع السائحين.