تحديد موعد انتهاء الأعراس والاحتفالات بالثانية صباحاً يثير اللغط بين السعوديين

مواطنون: أثر في الاحتفال بليلة العمر * شرطة المدينة: ساهم في الحد من المضايقات والحوادث الجنائية والمرورية

تذمر من قرار تحديد مواعيد لانتهاء الاعراس
TT

اعتبر مواطنون وملاك قصور افراح قرار اغلاق والزام قصور الافراح والقاعات بالانتهاء من الاحتفالات عند الثانية صباحا إرباكا لليلة العمر وقطعا لافراحهم.

وفي الوقت الذي سجل فيه اعتراضهم على تلك القرارات، تباينت مواقف الجهات المختصة في المدن والمحافظات، فبين مطبق للقرار وملوح به، كانت المدينة المنورة اول مطبقي القرار، اذ أثار القرار عند صدوره مفاجأة في الوسط الاجتماعي، حيث بدأ تطبيقه مع بداية اجازة الصيف وتابعت الشرطة تنفيذه بكل صرامة، كما قامت بإبلاغه لإدارات قصور وقاعات الأفراح.

وطرح ذوو العلاقة وجهات نظر متباينة حول القرار، فبينما يرى أصحاب الأفراح أن القرار أثر بشكل كبير في الاحتفال بليلة العمر على حد قولهم، وأن مناسباتهم تضاعفت تكاليفها بسبب القرار الذي اختصر الفترة الزمنية، وعدم إلزام أصحاب القصور بإعادة فرق السعر، وأن فجائية القرار أسهمت في وقوع هذه الإشكالية التي لا مرجعية لحلها على الأقل في الوقت الحاضر وتحقيقهم لمكاسب مضاعفة.

يقول عبد الرشيد نعيم أحد ملاك قصور الأفراح ان القرار بالرغم من ايجابيات تخفيض نسب استهلاك الكهرباء، إلا أنه أضاف أعباء تشغيلية تتمثل للوفاء بحفلي الرجال والنساء اللذين لا يفصل بينهما سوى نصف ساعة فيما كان في الماضي يفصل بينهما ما يزيد على ثلاث ساعات.

واعتبر سعيد آل مهدي ان القرار تدخل في شؤون خاصة يفترض ان لا يتم ذلك، فمثل هذه المناسبات يحرص الانسان على استمرارها لفترة اطول، مشيرا الى ان تحديد الوقت يربك اصحاب الاعراس، كما يربك المدعوين ويجعلك تعمل وتتحرك وانت تخشى ان تفاجأ بأي جهة تلزمك بالخروج انت وضيوفك.

وكانت الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية، التي كانت وراء صدور قرار مماثل ابان فترة تولي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز ضمن مشروع يهدف إلى الحد من المغالاة في المهور وتكاليف الزواج والإسراف في حفلات الزفاف، إلا أن المشروع لم يحقق أهدافه.

من ناحيته أوضح اللواء عوض سعيد السرحاني مدير شرطة منطقة المدينة المنورة أن قرار تحديد نهاية عمل قصور الأفراح بالساعة الثانية فجراً جاء شاملاً للعديد من الجوانب الايجابية والتي تسهم في تعزيز الأمن الاجتماعي والحد من المضايقات والمشاكل الجنائية والحوادث المرورية التي كان يسهم الوضع السابق في ظهورها بشكل ملموس، مضيفا أن القبول الذي حظي بها القرار في الأوساط الاجتماعية يؤكد رغبة الناس في تعديل النمط السابق والذي كان يثقل كاهل الكثيرين في المشاركة في مناسبات الأفراح ويتسبب في العزوف عن ذلك.

الى ذلك ظلت أعين أصحاب قاعات المناسبات في عدد من المدن السعودية تترقب طيلة الأسبوعين الماضيين ما يؤول إليه قرار تحديد الساعة الثانية صباحاً كموعد نهائي لا بد أن تغلق بعده القاعات أبوابها في بعض مناطق المملكة التي بدأت بتطبيق القرار، لا سيما منطقة المدينة المنورة، وإن كانت مواقفهم أكثر تبايناً واختلافاً. لكن، بما ان الاجازة اوشكت ان تسدل الستار على آخر شهورها فقد انفرجت ازمة ترقب تلك المحلات والقاعات.

أنيس الشاذلي، المشرف على قاعات الاحتفال بفندق رمادا، ابدى تشككه في نجاح هذه التجربة في مدينة مثل جدة اعتادت على السهر ليلاً حتى تشهد ميلاد أول خيوط شمس اليوم الجديد، مضيفا «من خبرتنا، معظم عملائنا يفضلون السهر حتى صلاة الفجر، وأعتقد بأنه ستكون هناك صعوبة كبيرة في إقناعهم بتغيير هذا الأمر، وإن كانت المسألة بالنسبة لنا سيان، فالعميل يستطيع تسلم القاعة في الوقت الذي يشاء للمدة الزمنية ذاتها في كل مرة"؛ وأضاف "لم يسبق لي أن رأيت عرساً ينتهي في الثانية صباحاً».

وإذا كانت المسألة في قاعات الأفراح الكبرى والمصنفة بنجومها الكثيرة لا تؤثر كثيراً على مدى تشغيلها بسبب عناصر مختلفة من بينها الفخامة التي تدفع الكثيرين للقبول راضخين بشرط تحديد ساعات السهر، وبعد هذه الأماكن عن الأحياء السكنية الأمر الذي قد يسبب إزعاجاً لقاطنيها يستوجب تأييدهم للقرار، إلا أن الاستراحات والقاعات البسيطة المتواضعة وهي خيار آخر للكثيرين، ستتأثر كثيراً بالقرار، بحسب أبو محمد، صاحب إحدى الاستراحات بحي سكني، الذي استقبل الخبر بكثير من التشكك.

وقال «يجب الأخذ بعين الاعتبار أن فترة الصيف هي فترة نشاط لأعمالنا، إضافة إلى أن نمط الحياة الاجتماعية في المملكة وحرارة الصيف وضيق النهار وضياعه في الأعمال ومستلزمات الحياة يجعل ساعات الليل هي أفضل موعد لمشاركة الأفراح، وليس من المقبول أن يرشد أي إنسان ضيوفه إلى الباب بعد أن يقضوا ساعتين سعيدتين فقط، فالمناسبات الاجتماعية هي مشاركة».

وفي المقابل ترى وسمة الفضل، المشرفة على قاعة ليلتي للمناسبات، بأنه لم يأتِ أي توجيه بخصوص تحديد أوقات العمل ليلاً في القاعة للإدارة، وإن كانت تنتظر مثل هذا القرار بفارغ الصبر على اعتبار أنه قرار إيجابي بالنسبة للعاملين داخل القاعات على الأقل.

وأضافت الفضل «لن يكون هناك أي تأثيرات سلبية خاصة وأننا سبق والتزمنا بقرار مماثل قبل عدة سنوات وكانت الأمور تجري على خير ما يرام، بالإضافة إلى أن قاعاتنا مجهزة تماماً وسمعتها جيدة. الكثيرون يفضلونها ولن يكون هناك أي فرق».

وعلى الرغم من اختلاف وجهات نظر مشرفي قاعات المناسبات والأفراح، إلا أنهم جميعاً يؤكدون أن القرار لم يتخذ بعد في مدينة جدة، ولم توجه لهم أي تنبيهات بخصوصه، كما لم يتم أي نوع من الرقابة على عدد ساعات سهر عملائهم ومدعويهم، وهم يترقبون بعين اللهفة والفرح أحياناً وبعين الخوف من تأثير القرار على أعمالهم تارة أخرى.