«عدم الاستماع للنساء» يثير المشاكل في البيوت السعودية والخليجية

خبير إنساني يدعو الأزواج إلى تفهم الفروق لكي يدوم الحب

TT

حمل خبير سعودي في العلاقات الإنسانية «التجاهل من قبل الأزواج وعدم الاستماع» مسؤولية الكثير من الخلافات الزوجية في البيوت السعودية والخليجية، مشيرا الى ان سر النجاح الأسري هو تفهم الفروق بين الرجل والمرأة، وأن الحب بين الزوجين حب سحري ويمكن أن يدوم إذا أدرك كل منهما تلك الفروق.

وقال الدكتور عثمان سالم باعثمان مدرب التنمية البشرية والعلاقات الإنسانية خلال أمسية أقيمت بعنوان «التناغم الأسري» ضمن الفعاليات التربوية والاجتماعية بمهرجان (جدة غير 28) وحظيت بحضور كبير من الجنسين «ان كلا الزوجين لديه أولويات تختلف عن الآخر»، مبيناً أن «أولويات الزوج تدور حول الاهتمام بالبيت ونظافته، والاهتمام بما لذ وطاب من أنواع الطعام والشراب، والتزين والتجمل في اللباس، والاستمتاع الجنسي، ورعاية الأولاد والاهتمام بشؤونهم، والاستجابة لمتطلباتهم ورغباتهم، والعناية بالوالدين واحترامهما، وتحمل أعباء الحياة، وحب التغيير والتجديد».

وأضاف بأن أولويات الزوجة تتمحور حول بذل اليد وسخاء الطبع، الرعاية والاهتمام بالبيت، أن يكون الزوج ذا مظهر جميل وجذاب، الاستمتاع الجنسي، الملاطفة والمؤانسة، الإصغاء التام والاستماع الكامل، التجاوز والصفح عن مشاغل وأخطاء الحياة، حب التغير والتجديد، أن تكون بالنسبة للزوج كل شي في الحياة، وبين أن سر النجاح الأسري هو تفهم الزوجين للفروق التي بينهما، مشيراً إلى أن الرجال يتوقعون أن يفكر النساء ويتواصلن ويستجبن بالأسلوب الذي يتبعه الرجال، وأن النساء يعتقدن أن الرجال يتواصلون ويستجيبون ويشعرون بالأسلوب الذي تتبعه النساء.

وأوضح بأن أكبر شكوى تعبر عنها النساء الخليجيات على وجه الخصوص من الرجال مفادها بأن الرجال لا يستمعون، فالرجل إما أن يتجاهل كلياً عندما تتكلم أو ينصت لها لثوان معدودة، ثم يضع قبعة الخبير (حلاّل المشاكل) ويقدم لها حلاً ليجعلها تشعر بتحسن ويغضب أشد الغضب إذا ما قدرت إيماءات الحب والحلول الرائعة.

وبين أن قيم النساء مختلفة تماماً عن قيم الرجل، فالمرأة تقدر الحب والاتصال والجمال والعلاقات وتقضي وقتا طويلاً في مساندة ومساعدة ورعاية غيرها، موضحاً أن فكرة النساء عن أنفسهن تحدد عن طريق مشاعرهن ونوعية علاقاتهن.

وأوضح أن البوح بالمشاعر والاتصال الفعال ذو أهمية بالغة وهو أهم من تحقيق الأهداف والنجاح، مؤكداً أن المرأة تقدر السيد الخبير حق قدره عندما لا يبرز وهي متضايقة ومفعمة بالحنق، وأضاف بأن تقديم المساندة بالنسبة للمرأة مفخرة، لأن ذلك يؤدي إلى شعورها بأنها محبوبة ومعززة، وأنه عندما تصبح المرأة منزعجة أو تحت ضغط من أحداث يوم شاق تبحث عن شخص ما تثق به لتتحدث إليه بتفصيل دقيق عن مشكلات يومها لكي تشعر بتحسن.

واختتم بتوضيح طبيعة كل من الزوجين، مشيراً الى أن الرجال وجهتهم نحو الهدف بينما النساء وجهتهن نحو العلاقات، موضحاً أن الرجال يمجدون القوة والكفاءة والإنجاز، فكل شيء في عالم الرجال يعتبر انعكاساً لهذه القيم، كما أنهم يهتمون بالمدركات الحسية والأشياء بدلاً من المشاعر والعواطف.