«صندوق المئوية».. مصنع تجار المستقبل

إعلان قصص نجاح المشروعات الصغيرة

الشاب سليم المسلم أمام شاحنته الخاصة التي ساعده صندوق المئوية على اقتنائها
TT

على الرغم من بساطة أفكار مشروعاتهم وصغر حجمها، إلا أن فرحتهم بنجاح تلك المشروعات كانت أكبر مما يتصوره المسؤولين في صندوق المئوية، إحدى الجهات المتخصصة في دعم المشروعات الصغيرة للشباب والشابات في السعودية.

صندوق المئوية بدأ في إعلان نتائج أعماله للسنوات القليلة الماضية عبر قصص النجاح التي حققها الشباب في مشروعاتهم، والتي تمت من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، حيث أن تلك المشروعات تمثل النجاح الحقيقي للمسؤولين عن إدارة الصندوق.

كان فايز آل ربوع من منطقة نجران، أقصى جنوب السعودية، يحلم بامتلاك صهريج للمياه إلا أن المبلغ لم يكن في حوزته، الأمر الذي جعله يتقدم به كمشروع صغير لصندوق المئوية.

يقول آل ربوع «اتصل بي موظف من صندوق المئوية، وأخبرني بالموافقة على تمويلي بمبلغ 225 ألف ريال لشراء شاحنة كبيرة لنقل المياه، وتحقق حلمي بحصولي على الشاحنة، وبدأت بالعمل بين مدينة نجران ومحافظة شرورة وقرية حبونا. وأصبحت أتعاقد مع الشركات التي كنت أعمل سائقاً فيها سابقا، ولكن هذه المرة بشاحنتي الخاصة، وأنا الآن أقطف ثمار هذا المشروع، حيث ارتفع دخلي الشهري وبات يضاهي رواتب الموظفين من حملة الشهادة الجامعية».

وفي مدينة جدة، غرب السعودية، لم يختلف مشروع سليم المسلم عن سابقه، حيث تقدم بطلب شراء شاحنة للتعاقد مع الشركات الكبرى، حيث سمع عن برامج صندوق المئوية من مجموعة من زملائه.

ويشير المسلم إلى أن صندوق المئوية قدم له دعماً مادياً بـ190 ألف ريال لشراء الشاحنة، مؤكدا أنه بدأ العمل في أبريل (نيسان) الماضي، حيث ارتفع دخله اليومي حتى وصل إلى 500 ريال، موضحا انه يسعى للتعاقد مع كبرى الشركات، ويطمح لأن يعمل مع إحدى الشركات التي ستساهم في تشييد مدينة الملك عبد الله الاقتصادية. وبطبيعة الحال ستكون المشروعات النسائية مخصصة للمرأة، الأمر الذي نجحت فيه الشابة مها الثبيتي، التي افتتحت مشغلا نسائيا في مدينة الرياض، حيث تمكنت من إنشاء مركز نسائي خاص للتجميل يقدم لسيدات المجتمع خدمات الماكياج والتجميل وتصفيف الشعر من خلال تمويل الصندوق المئوية مبلغ 100 ألف ريال لمشروعها.

وترى الثبيتي أن على الشباب والشابات عدم اليأس في حال قلة الوظائف في القطاع الحكومي أو الخاص والتركيز على مشروع المستقبل من خلال الجهات التي تقدم دعما للمشروعات الصغيرة.

ويلخص الشاب بادي العيد مشواره مع صندوق المئوية بهذه الكلمات «في يوم افتتاح مشروعي، سجدت لله شكرا، ودعوت للملك عبد الله بن عبد العزيز بطول العمر والصحة والعافية، وهو صاحب هذه الفكرة الرائعة»، مؤكدا أن مشروعه عبارة عن سوق مركزي تم تمويله بمبلغ 138 ألف ريال.

ويؤكد الشاب يوسف سليم المحمادي أن صندوق المئوية ساهم في دعم الشباب ممن أدركوا قيمة العمل الحر، ولم يترددوا في طرح أفكارهم على الصندوق، واستطاعوا أن يحققوا أحلامهم بعد حصولهم على الدعم المالي من الصندوق، ليعانقوا النجاح بقصصهم وتجاربهم المختلفة. ويقول المحمادي «بعد حصولي على شهادة الثانوية التجارية لم أجد ما يناسبني من الوظائف، وفكرت كثيراً في العمل الحر، ولكون التجارة والمشاريع الخاصة تحتاج إلى رأسمال لم أستطع أن أبدا بتنفيذ ما يدور في ذهني، واحترت كثيراً في كيفية تجاوز هذا العائق الذي حال دون تنفيذي لمشروعي، إلى أن سمعت عن صندوق المئوية من أحد الأصدقاء والذي أشار عليَّ بالتوجه إليه، وبالفعل لم أتردد. وطرحت الموضوع على الصندوق، والذي قام بدوره بالموافقة على ما تقدمت به، وقرر منحي مبلغ 200 ألف ريال لشراء «حفار بوكلين». وبعد أن اشتريت تلك المركبة، وقعت عقداً مع مصنع رابغ للأسمنت بأجر قدره 100 ريال في الساعة بحيث يكون العمل ثماني ساعات يومـيا، واستطعت تحسين أوضاعي المعيـشية».