إجراءات بيروقراطية تمنع 19 معاقا متميزا من المشاركة في مسابقات دولية

«التربية والتعليم» تعذرت بوجود عوائق مالية وإدارية.. والآباء يحتجون

TT

اشتكى آباء سعوديون من أن أولادهم من ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة الأحساء، لا يحظون بدعم كافٍ من وزارة التربية والتعليم، ويتم منعهم من المشاركات الرياضية الخارجية.

واشتكى عدد من الآباء على نحو خاص، من أن مسؤولين في ادارة التربية والتعليم بالأحساء منعوا 19 طالباً معاقاً من تمثيل السعودية في مناسبتين منفصلتين في كوريا الجنوبية وبريطانيا، بعد أن تمت الموافقة على مشاركة الطلاب وتدريبهم من قبل الوزارة وإرسال خطابات رسمية للدول المستضيفة بالمشاركة.

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» ذكر مسؤول في وزارة التربية والتعليم، في معرض رده على الشكوى إن «أسباب منع مشاركة الطلاب المعاقين في المسابقات الدولية ترجع إلى وجود عوائق مالية وإدارية».

وكانت الجمعية الكشفية السعودية التابعة لوزارة التربية والتعليم قد رشحت 4 من الطلاب المعاقين في الأحساء بتمثيل السعودية في كوريا الجنوبية، للمشاركة في التجمع الدولي للمعاقين على مستوى العالم وذلك على نفقة الدولة المستضيفة، وتم تجهيز الطلاب لحضور دورات تدريبية يومية في معهد الأمل بالأحساء، ورفعت الأسماء إلى وزارة التربية التعليم، وجهزت كافة مستلزمات السفر للطلاب.

وقال مسؤول في التربية والتعليم بالأحساء لـ«الشرق الأوسط» أمس: إن مشاركة الطلاب المعاقين «لم تحظ باهتمام واسع من قبل الوزارة»، مرجعا سبب الرفض إلى وجود عوائق مالية، هي قيمة التجهيزات اللازمة والسكن وقيمة التنقلات الداخلية للطلاب من العاصمة سيئول إلى مقر إقامة المناسبة.

كما تم منع 15 طالباً من ذوي الاحتياجات الخاصة من السفر إلى بريطانيا للمشاركة في التجمع الدولي الكشفي الـ21 الذي أقيم في لندن، بعد أن تم ترشيح المجموعة نفسها من الطلاب المعاقين «إعاقة سمعية» من معهد الأمل في الأحساء تعويضا عن رحلتهم السابقة إلى كوريا، إضافة إلى معاقين آخرين من الأحساء والطائف للمشاركة في التجمع الدولي الكشفي الواحد والعشرين في لندن والذي حضره وزير التربية والتعليم السعودي الدكتور صالح العبيد.

وتمت مخاطبة أولياء أمور الطلاب وإصدار خطاب رسمي من الوزارة بأسماء الطلاب المشاركين، وتدريب الطلاب بشكل يومي في معهد الأمل بالأحساء وتفصيل ملابس خاصة بالمناسبة مع تسليم جوازات الطلاب، استعداداً للرحلة إلى لندن بعد المعسكر التحضيري في الباحة لتأهيلهم قبل السفر، وفي أثناء المعسكر، فوجئ الطلاب بقرار الوزارة بمنعهم من المشاركة في معسكر لندن، بعد أن سددت رسوم مشاركة طلاب التعليم العام (28) فقط، ولم تسدد الوزارة رسوم الطلاب المعاقين.

وقال والد الطالب المعاق علي القنبر: إن محاولات جادة بذلت من الجمعية الكشفية في الباحة لإقناع وزير التربية والتعليم بإعطاء فرصة للمعاقين للمشاركة في هذا المحفل، بيد أن جوابه كان الرفض لأسباب غير معلومة. واضاف أن ابنه تأثر نفسيا بعد أن وعوده مرتين بسفر والمشاركة في كل من كوريا وبريطانيا، وتم شراء الملابس له وتدريبه من قبل الوزارة غير أن سفره لم يتم مع زملائه، متهما الوزارة بالتقصير اتجاه المشاركات الخارجية للمعاقين.

ولا يخفي عبد اللطيف العفالق ولي أمر طالب معاق، أثر ذلك على نفسية ابنه، بعد أن استعد بتجهيز مستلزمات السفر، وتدريبه في المعهد والمنزل، وهو يحكي ماذا سيصنع حين ووصوله مع زملائه إلى لندن، مضيفا أنه قام بأخذه إلى الأسواق وشراء احتياجاته مع إصدار جواز السفر له، مشيرا إلى أن هذا التصرف قد يسبب عزلة له وتأثيرا على سلوكه، واضعا اللوم على وزارة التربية والتعليم.

ويتساءل إبراهيم الملحم، من المسؤول عن حرمان هذه الفئة من السفر بعد الموافقة عليها من قبل الوزارة؟ وأين اهتمام بهذه الفئة من الناس؟ مضيفا، «ألا يحق لهم بتمثيل السعودية في الخارج؟». وقال مدير النشاط الطلابي للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم علي المنيع: إن الجمعية الكشفية رشحت الطلاب واستعدوا للسفر، وتم رفع الأوراق إلى وزارة التربية والتعليم، الذي وافق وشجع على دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يبلغ تكلفة رسوم كل فرد 6 آلاف ريال، بيد أن الوزير أعطى ملاحظته مستفسراً عن اقتصار اختيار الأسماء على مدينتين سعوديتين، من دون إتاحة الفرصة لجميع المناطق الأخرى.

وقال المنيع: «أوضحنا له أنه يتم توزيع المشاركة بالتناوب على الجميع، حيث تم اختيار هذه المجموعة لتميزها»، مضيفا «في خضم الأخذ والرد انتهى الوقت من دون وجود قرار نهائي من الوزير لمشاركة المجموعة بسبب انشغاله في عمله حتى انقضى وقت المناسبة».وعن وجود عوائق مالية وهي السبب في منع الطلاب من المشاركة، لم ينف المنيع ذلك، وقال إن المشكلة كانت في قضية الإجراءات المتبعة لأخذ الموافقة من الوزير لمشاركة الطلاب لأنه رئيس الجمعية الكشفية بالوزارة.

وقال مدير عام التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم الدكتور ناصر الموسى: إن الوزارة تدعم بشكل كبير هذه الفئة من الناس والنشاط التربوي هو وسيلة فاعلة لاندماج هذه الشريحة مع أقرانهم الأسوياء وإبراز مكانتهم في المشاركات المحلية والإقليمية والعالمية، مضيفا أن سبب عدم مشاركة الطلاب المعاقين هي لأسباب إجرائية، مبينا أن أولياء الأمور شركاء أساسيون في العمل التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة.