الأحساء تبكي الشاعر جاسم الصحيح.. وتتهم لجنة تحكيم «أمير الشعراء» بالمجاملة

دعا بعض أئمة المساجد المصلين للتصويت له

TT

لم تكن ليلة أول من أمس في محافظة الأحساء عادية، بل استثنائية حين انسكبت فيها دموع الرجال والنساء على حد سواء، معاً خلف شاشات التلفاز تعبيرا عن حزنهم الشديد، حينما أعلن مقدم برنامج «أمير الشعراء» على قناة أبوظبي، نتائج المسابقة للظفر بلقب «أمير الشعراء»، والتي خسر فيها «سفيرهم في هذه المسابقة» الشاعر السعودي جاسم الصحيح اللقب، وذلك بحصوله على المركز الثالث في هذه المسابقة، الأولى في نوعها. وبدأت الليلة الأحسائية المختلفة عن باقي لياليها الماضية، حينما خلت الشوارع والطرقات في مدن المحافظة وقراها من السيارات والمارة، فيها بقي آلاف الأحسائيين خلف شاشات التلفاز في البيوت والاستراحات والمجالس الشعبية والمقاهي، قلقين ومشجعين بحماس شاعرهم الصحيح، للفوز بلقب «أمير الشعراء»، وكان لهذا المظهر الاجتماعي الجارف، أن يأخذ في طريقه، من ليس لهم أدنى دراية بالشعر، وبأصول المسابقة، وبأهمية اللقب أدبياً وإعلامياً، حيث عاش الجميع، على اختلاف فئاتهم وتوجهاتهم هذه الأجواء المشحونة بالقلق والترقب. هذه المسابقة غيرت لدى الأحسائيين بعض العادات مثل الانتقال من المحافظة إلى مدن المنطقة الشرقية المختلفة أو إلى مدينة الرياض، في وقت مبكر من مساء ليلة الجمعة لمباشرة أعمالهم في اليوم التالي، حيث توقف بعض العاملين الأحسائيين إلى حين انتهاء بث البرنامج، ومعرفة الفائز، متوقعين أن يكون الصحيح هو الفائز في هذه المسابقة، وما أن بدأ البرنامج حتى ارتفعت الأصوات عاليا تأييدا للصحيح تغمرها فرحة قلقة وتصفيق حاد، حتى ظن بعض المشجعين ممن غلبه الحماس أنه بين جمهور مسرح شاطئ الراحة في ابوظبي، وما أن ظهر الصحيح لأداء فقرته الشعرية، حتى علت الأصوات والصفير ترحيبا به، حتى وإن كان المرحبون به خلف الشاشات، فيما ارتفعت الأيدي بالدعاء والتهليل للشاعر، خصوصا من كبار السن الذين آزروه بشدة، حين قرأ قصيدته «آخر مقامات العشق». وتبادل الأحسائيون رسائل الجوال للتصويت للشاعر الصحيح منذ وقت مبكر من يوم الجمعة بعبارات مختلفة، مثل «صوت للشاعر الصحيح عشر مرات»، أو«سنهدي للصحيح 50 ألف رسالة في هذه الليلة»، وكذلك «لا تبخل بالتصويت لشاعر العرب جاسم الصحيح»، أو عبارة «صوت لملك الشعر الصحيح»، بينما صوت الكثير من الشباب وكبار السن من الرجال والنساء، تحت ضغط هذه الرسائل، أو بدافع الحماس دون معرفة القيمة المادية للرسالة والتي بالطبع ستثقل فواتيرهم القادمة.

وفي بادرة قد تكون الأولى من نوعها دعا بعض أئمة المساجد في الأحساء المصلين في صلاة الجمعة الى التصويت للشاعر، وبدأت اتصالات محبيه تزداد إلى ابناء المحافظة للتأكيد على إرسال الرسائل. ووعدت بعض التجمعات الشبابية بإقامة وليمة كبيرة على شرف الصحيح في حال فوزه باللقب ودعوته لهذه الوليمة، وما ان أعلنت نتائج المسابقة وحصول الصحيح على المركز الثالث حتى انهمرت الدموع من محبيه خلف الشاشة، وصب البعض جام غضبه على لجنة التحكيم الذي اتهموها بعدم الانصاف والتحيز والمجاملة، وعدم كشف نتائج التصويت الحقيقية للجمهور. وحصل جاسم الصحيح على المركز الثالث، في حين حصل على المركز الأول ولقب «أمير الشعراء» الشاعر الإمارتي عبد الكريم معتوق، والثاني الشاعر الموريتاني محمد ولد الطالب والمركز الرابع الشاعرة السودانية روضة الحاج والمركز الخامس الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي.