إعلامي سعودي يدفع الحضور لاستذكار أول عمل مؤسسي لرعاية الأطفال المعوقين

الأمير سلمان قاد حملة تبرعات في احتفالية ربع قرن على تأسيس الجمعية

الأمير سلمان بن عبد العزيز يمسك بمطرقة ويقف أمام جدار معلنا بذلك التعبير المجازي لتمكن الجمعية من تخطي كافة المعوقات التي واجهتها خلال ربع قرن. (تصوير: خالد الخميس)
TT

«نيابة عن جلالة الملك فهد بن عبد العزيز، افتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، اليوم، المركز الرئيسي لجمعية الأطفال المعوقين في الرياض».. هكذا جاء في الخبر الذي قرأه الإعلامي المخضرم غالب كامل في التلفزيون الحكومي الرسمي مساء 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1986، معلنا بذلك تأسيس أول عمل مؤسسي في البلاد، يعنى برعاية الأطفال المعوقين، التي احتفلت مساء أول من أمس، بمرور ربع قرن على وضع أولى لبناتها في مايو (أيار) 1983، في احتفالية ضخمة، رعاها الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وأحد الداعمين الرئيسيين للجمعية.

واسترجع الأمير سلمان بن عبد العزيز، في كلمة مرتجلة، اللحظات الأولى لانطلاقة هذه الجمعية، وذلك بعد أن دعاه الدكتور غازي القصيبي أول رئيس مجلس إدارة للجمعية، لافتتاح أول حفل لهذه الجمعية، قبل 25 عاما. وقال أمير منطقة الرياض «يسرني أن أحضر بعد 25 عاما، وأرى التطور الذي حدث لهذه الجمعية».

ولفت الأمير سلمان بن عبد العزيز، الأنظار إلى اعتذاره عن عدم تولي رئاسة مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، بعدما عرض عليه الدكتور عبد الرحمن السويلم هذا الأمر، إثر مغادرة الدكتور القصيبي للعمل سفيرا للبلاد في الخارج، قبل أن يرشح أمير منطقة الرياض ابنه الأمير سلطان بن سلمان لتولي هذه المهمة. وقال أمير الرياض «لقد قام سلطان بن سلمان بالواجب الذي يفرضه عليه دينه ومواطنته».

وأكد الأمير سلمان، على دعم الدولة للعمل الخيري، بتوجيهات من القيادة العليا. وقال «فلنعمل شعباً ودولة، فإننا في الواقع مجتمع واحد، والدولة منكم ولكم، والشعب هو هاجس هذه الدولة كلها». وامتدح الأمير سلمان بن عبد العزيز، توجه جمعية الأطفال المعوقين، للتوسع في فروعها، لتشمل كافة المناطق السعودية، في الوقت الذي أعلن فيه الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الجمعية، أنهم وقعوا على العقد السابع لإنشاء مركز للجمعية في عسير (جنوب البلاد).

وكشف سلطان بن سلمان، في كلمة له خلال الحفل، عن توجه جمعية الأطفال المعوقين، لإنشاء 5 أوقاف جديدة هذا العام، كما أنها تخطط لنقل مبنى المركز الرئيسي إلى موقع جديد، وتحويل الموقع القديم لمركز تجاري، وجعله وقفا خيريا لدعم إيرادات الجمعية.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين: إنهم بصدد إطلاق مشروع الجمعية في منطقة الباحة، متضمنا وقفا خيريا، إضافة إلى مشروع مماثل في محافظة الرس بقيمة تصل لـ14 مليون ريال، سيوقع عقد بعد شهر رمضان المبارك.

ومعلوم، أن لجمعية الأطفال المعوقين، 6 مراكز فرعية، تتبع لمركز الرياض الرئيسي، حيث نجحت على مدى الـ25 عاما الماضية، برعاية وتأهيل 3 آلاف طفل سنويا، ودمج أكثر من 700 طفل وطفلة من المعوقين في مدارس التعليم العام بعد أن استكملوا برامجهم العلاجية والتعليمية والتأهيلية داخل الجمعية.

وفي الوقت الذي أوضح فيه، الأمير سلطان بن سلمان، بأن الهدف من وراء إنشاء الأوقاف الخيرية، هو توجيه ريعها لدعم الميزاينات التشغيلية لمراكز الجمعية في ظل تذبذب إيراداتها من التبرعات والتوسعات الجديدة، شدد مفتي الديار السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، على أهمية الأوقاف، معتبرا أن شأنها في الإسلام عظيم، داعيا الموسورين إلى الإيقاف على هذه المؤسسة الخيرية، فيما أوصى مجلس إدارتها بالجد وحسن التصرف في الأموال والإخلاص والدقة.

ومنحت جمعية الأطفال المعوقين وسام العضوية الشرفية لـ100 من الأفراد والجهات الداعمين لأعمال الجمعية، تقدمهم الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، وعدد كبير من الأمراء، ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وقاد الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، حملة تبرعات للجمعية، بتبرعه بمبلغ 3 ملايين ريال عنه، إضافة إلى ابنائه، قبل أن تصل حصيلة التبرعات التي جمعت ليل أمس الأول لنحو 27 مليون ريال.

وفي شأن آخر، يرعى الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مساء السبت المقبل الحفل الذي تقيمه الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بمناسبة توزيع جائزة الغرفة لخدمة المجتمع.

وأوضح عبد الرحمن الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة ورئيس لجنة الجائزة، أن الجائزة تأتي تقديرا للدور الذي تبذله المؤسسات الخاصة ورجال الاعمال في خدمة مجتمعهم وتحفيز الآخرين للانخراط في مختلف ميادين العمل الخيري بما يؤدي على ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية ونشر ثقافة العمل الخيري.