صائمو الشرقية يجدون في البحر والبر متنفسا لكسر الروتين

خلال أيام رمضان المبارك

أحد المتنزهات الطبيعية في الأحساء
TT

يلتئم شمل عشرات الأسر في المنطقة الشرقية حول مائدة الإفطار، ولكن ليس بين جنبات المنزل، بل في الهواء الطلق على كثبان الرمال، أو على ضفاف البحر وسط أجواء بدأت بالتحسن قليلاً، وكنوع من التجديد تحمل بعض الأسر في الشرقية طعام الفطور قبل الغروب الى الشواطئ او البر، حيث تفترش الطبيعة هناك وتتناول افطارها، في حين يتجه بعض الأحسائيين إلى المزارع والبساتين المحيطة بواحتهم.

وفي الدمام والخبر والظهران تذهب بعض الأسر في رحلة جماعية منظمة، حاملين مستلزمات واحتياجات الإفطار في الرحلة لتناولها في أماكن تكون خالية من صخب الحياة اليومية، التي يفضلونها على شاطئ الخليج العربي أو الكورنيش على المسطحات الخضراء أو الحدائق العامة المفتوحة، في خطوة تبعدهم عن الروتين اليومي، الذي يجده أفراد الأسرة والذين يلتزمون بهذه الرحلات نوعا من أنواع الترابط الأسري، التي تسعى إليها الأسرة لبث شعور المودة والمحبة بين الجميع.

وتجد هذه الرحلات الإفطارية الجماعية متنفسا لدى الشباب السعودي، ويستعدون لها منذ وقت مبكر لليوم التالي، يتم من خلالها توزيع أدوار العمل، وإعداد قائمة للأطباق المتنوعة التي توزع بالتساوي على الجميع لجلبها أثناء الرحلة، بعد تحديد وقت المغادرة، ويفضل الشباب رحلاتهم التي يعتبرونها مكوكية لتنوعها إلى شاطئ البحر أو البر، حيث تنعم هذه الرحلات الشبابية والأسرية بأجواء من اللعب والمرح والمسابقات الخفيفة.

ويفضل بعض الأحسائيين الإفطار الرمضاني بسماع صوت إيقاع البحر على شاطئ العقير والاستمتاع بنسمات هوائه الباردة، والذي ازدحم خلال الفترة السابقة بمرور عشرات السيارات يوميا بعد أن اختصرت المسافة المؤدية للشاطئ بالمرور عن طريق قرية الجشة في رحلة تستغرق نصف ساعة، وقد تم تجهيز الشاطئ بعشرات البايكات ودورات المياه التي تساعد الأسر على البقاء لمدة أطول وتناول وجبة الإفطار.

ويتحول بر الأصفر في الأحساء أيام رمضان الى وجهة للصائمين للاستمتاع بتناول وجبة الإفطار فوق تلاله الرملية، وهو الذي يتميز بهوائه البارد والنقي بعيدا عن صخب وضوضاء المدن والقرى، حيث يجده الشباب والأسر متنفسا لهم بين رماله الصفراء، وكسرا للبرنامج اليومي المتكرر للإفطار في البيوت، ويجذب بر الأصفر العديد من العوائل داخل الأحساء للتسامر وقضاء أوقات عائلية، تضفي حالة من السرور على أفراد العائلة، وتفضله بعض العوائل على شاطئ العقير، لما له من سكون سوى الحديث الذي يدور في المكان.

ويجذب جبل القارة المشهور بكهوفه عددا من الصائمين، لتناول وجبة الإفطار، حيث يجدون فيه متعة في جماله وهوائه البارد، والاستمتاع بسفوحه والنظر للواحة بما فيها النخيل الممتد على مد البصر وكان أهالي الأحساء ينامون في مغارات جبل القارة سابقا، في فصل الصيف لبرودته، وكانوا يترددون عليه في شهر رمضان، من بعد صلاة الفجر إلى ما قبل أذان المغرب، ليناموا في هذه الكهوف شديدة البرودة.