صراع «العربات» بين المخالفين وسلطات «المسجد الحرام» على كعكة المعتمرين

توفير 10 آلاف عربة مجانية للمسنين والعجزة خلال رمضان

صراع موسمي بين المخالفين وسلطات المسجد الحرام
TT

ما أن يحل موسم رمضان أو الحج إلا وتتجدد مشكلة العربات التي تحمل كبار السن أو المرضى للسعي بين الصفا والمروة بالحرم المكي الشريف، وتطل المشكلة القائمة على مدار العام، لكنها تشتد في المواسم بتزايد عدد المعتمرين والحجاج وضيق المسارات المخصصة للعربات بسبب دخول عربات غير مرخص لها.

ويزداد الصراع حدة بين أصحاب تلك العربات والجهات المعنية بخدمة قاصدي بيت الله الحرام لتضيف بذلك أعباء جديدة وتلقي بظلالها على العملية التنظيمية داخل المسجد الحرام وساحاته خاصة في منطقة «المسعى» وما تسببه من إعاقة لحركة الساعين بين الصفا والمروة نتيجة المخالفات التي يرتكبها أصحاب تلك العربات.

وكانت اللجنة الميدانية المشتركة للساحات المحيطة بالمسجد الحرام قد ألقت القبض على أكثر من 250 حالة مخالفة لأصحاب العربات الخاصة غير النظامية خلال الأيام الخمسة الأولى من شهر رمضان.

وأوضح محمد شافعي رئيس اللجنة الميدانية المشتركة للساحات المحيطة بالمسجد الحرام لـ«الشرق الأوسط» ان قيام اللجنة بهذه الإجراءات نتيجة لقيام أصحاب العربات الخاصة العشوائية وغير النظامية بمخالفات وتصرفات تسيء الى قدسية الحرم المكي الشريف تصل في الكثير من الحالات الى الإضرار بالمعتمرين، خاصة المحتاجين منهم للعربات أثناء تأديتهم لشعيرة السعي كالمسنين والعجزة.

وأكد أن اللجنة تبدي تعاطفا مع الشباب العامل بشكل نظامي في هذا المجال ما دفع اللجنة بمطالبة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام بإجراء دراسة تحويل مهمة الإشراف وتنظيم عمل العربات لشركة مشغلة من القطاع الخاص أسوة بصناديق الأمانات.

وأشار الى أن مثل هذا الإجراء سيساعد على عملية تنظيم العربات الخاصة وتوفير أماكن وأكشاك مناسبة وملائمة في تصميماتها تقام في مختلف المواقع المحيطة بالمسجد الحرام وفق شروط وضوابط مدروسة تكفل بموجبها توفير فرص عمل للشباب، ويمكن لوزارة العمل الإشراف على هذا المشروع بدلا من قيام كل من أراد مزاولة هذا العمل شراء عربة من إحدى الصيدليات أو أحد المحال التي تقوم ببيع مثل هذه العربات والتوجه بها لساحات الحرم بطريقة عشوائية وغير منظمة، إضافة الى الإساءات التي يرتكبها أصحاب تلك العربات مع المعتمرين وما يرد للجنة من شكاوى ضدهم على مدار الساعة.

واوضح الشافعي أن أحد العاملين في اللجنة الميدانية المشتركة تعرض للضرب من قبل أحد أصحاب تلك العربات بواسطة أداة حادة اخترقت إحدى كليتيه أدخل على إثرها المستشفى لمدة عشرين يوما، إضافة الى الممارسات التي يرتكبونها بحق المعتمرين، وقال «تبين للجنة من خلال دراستها لتلك الحالات أن معظمهم من أرباب السوابق غير المنضبطين في سلوكياتهم وتصرفاتهم».

من جانب آخر أصبح أصحاب العربات الخاصة ممن يحملون رخصا لمزاولة هذه المهنة بين مطرقة أصحاب العربات غير النظامية وسندان الجهات المسؤولة عن هذا الأمر ـ على حد قولهم، ويبين الشاب طلال الفهمي أن هذه المهنة هي مصدر دخل اسرته الوحيد، إذ لا يحمل سوى شهادة الصف الأول المتوسط ما دفعه لمزاولة هذا العمل الذي وصفه بالشاق نظرا لسنه وجسمه النحيل. ويضيف أن الترخيص الذي منح له لمزاولة هذا العمل لم يشفع له في الكثير من الأحيان، خاصة في أوقات الازدحام، ويؤكد أن اثنين من أبناء عمه يعملان في نفس المجال أودعا العام المنصرم السجن لمدة ثلاثة أيام.

شاب آخر لم يفصح عن اسمه أشار الى أن العربة التي بحوزته حاليا استدان قيمتها من أحد أقاربه، إذ سبق وسحبت عربته في العام الماضي من أجل العمل والاستفادة من موسم رمضان.

جدير بالذكر أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام وفرت هذا العام 10 آلاف عربة مجانية للمسنين والعجزة، إضافة الى 100 عربة كهربائية لذوي الاحتياجات الخاصة، ومنح 520 رخصة لأصحاب العربات الخاصة «الأجرة» لمزاولة هذه المهنة بأجور رمزية، وأنشأت الرئاسة إدارة خاصة للعربات تتولى تنظيم عملها، ووفرت أكثر من 120 موظفا منهم 38 موظفا رسميا وأكثر من 80 موظفا موسميا يتولون عمل مراقبة العربات وعملية تنظيمها داخل المسعى ومراقبة تسعيرة عربات الأجرة الخاصة كما تقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية بمنع العربات غير الرسمية.