تنافس بين الجمعيات الخيرية على التبرعات الرمضانية

برنامج «الأمان الأسري» يدخل مجال التنافس لدعم ضحايا العنف

TT

تشهد الأيام القليلة التي تسبق دخول رمضان من كل عام، تنافس الجمعيات الخيرية في الإعداد والتحضير وحصر المدعوين وإرسال بطاقات الدعوة لحفلات السحور الخيري التي تقام عادة خلال العشرين يوما الأولى من رمضان، بهدف اقتطاع نصيب مجز من كعكة التبرعات الخيرية، عبر استقطاب اكبر عدد من الحاضرات، إضافة إلى سعي هذه الجمعيات من خلال تلك الحفلات للتأكيد على دورها الإنساني، واستعراض الجديد من البرامج الخيرية كي تقدمها للمستفيدين من خدماتها، وقد يصاحب الحفل عرض تراثي، وعادة ما يكون وسط أجواء رمضانية تقدم فيها الأطباق الشعبية المشهور تناولها في رمضان.

وبهذه المناسبة أقامت جمعية النهضة الخيرية حفل سحورها الخيري مساء الثلاثاء الماضي، الذي أطلقت من خلاله برنامج كفالة أسرة، الذي يخدم الأسر التي ترعاها الجمعية، ويهدف إلى تأمين حياة كريمة مستمرة للأسر المحتاجة، بينما تقيم جمعية الأطفال المعاقين حفل سحورها السنوي بمركز الملتقى النسائي يوم الثلاثاء القادم، وترعاه هذا العام الأميرة عبير بنت تركي بن عبد العزيز بهدف جمع التبرعات لصالح الأطفال المعاقين لتقديم الرعاية الاجتماعية والطبية لهم عبر بيع بطاقات حفل السحور، وتلقي التبرعات الخيرية الشخصية خلال الحفل، فيما أخرت جمعية دسكا حفل سحورها الخيري إلى يوم الاثنين الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. الجديد في حفلات السحور الخيرية التي يشهدها رمضان هذا العام هو انطلاق برنامج «الأمان الأسري» عبر حفل سحور خيري الذي يقام اليوم في فندق الانتركونتيننتال وترعاه الأميرة صيتة بنت عبد العزيز.

ويتضمن الحفل عرضاً تراثياً إضافة إلى التعريف بالبرنامج في أول ظهور له على المجتمع، والذي يهدف إلى إيجاد بيئة آمنة ومتضامنة تتصدى للعنف الأسري من خلال تفعيل ثقافة وطنية تحترم حقوق الأفراد، خصوصا الفئات الأكثر عرضة للعنف من الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

من جانبها قالت الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف، المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني لـ«الشرق الأوسط» إن حفل السحور يهدف إلى إطلاع المجتمع على أهداف وإنجازات البرنامج، وسيعود ريع السحور إلى صندوق مساعدة ضحايا العنف الأسري، ولدعم الجمعيات الخيرية في عمل دور إيواء لهم.

وعن جديد البرنامج ذكرت الدكتورة المنيف أن البرنامج وضعت خطته القادمة لمدة عامين، وقد رفع أول برنامج إلى مجلس الخدمات الصحية لإنشاء مراكز تعالج حالات العنف بداخل المستشفيات الكبرى في كافة مناطق السعودية، وتكون مرتبطة ارتباطا مباشرا ببرنامج الأمان الأسري ووزارة الشؤون الاجتماعية من جهة أخرى وقد تمت الموافقة عليه، وهو في طور الإنشاء كما تم إنشاء مركز للمعلومات لتسجيل حالات العنف الأسري بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي، موضحة أنها خطوة أولى لرصد حالات العنف الموجودة في المجتمع.

وأشارت الدكتورة المنيف إلى أن البرنامج قد وقع مع المنظمة العالمية لحماية الطفل من الإيذاء اتفاقية تعاون لتقديم برامج تدريبيه للعاملين مع الأطفال من الأطباء والممرضين والأخصائيين الاجتماعيين والقانونيين، وستقام أول دورة في نوفمبر القادم ولمدة خمسة أيام، كما أن البرنامج في طور توقيع اتفاقية تفاهم مع اليونيسيف حتى يكون برنامج أمان ممثلاً للسعودية في الملتقيات العالمية في مجالي العنف الأسرى وإيذاء الأطفال. وأضافت أن البرنامج قد أنشأ خطا ساخنا لمساعدة حالات العنف عبر استشارة مختصين، وذلك بالتعاون مع وزارة الشئون الاجتماعية، مشيرة إلى أن ارتفاعا ملحوظاً في معدلات العنف قد لوحظ من قبل الأطباء العاملين في مجالي النساء والأطفال وقد يرجع لعوامل عديدة، لكن في المقابل هناك ارتفاع في كمية الوعي لدى المواطنين أكثر بحقوقهم، خاصة بعد تأسيس هيئة حقوق الإنسان.