استبـق الســـعوديون استقبال اليوم الوطني لبلادهم هذا العام، الذي يوافق اليوم، باستغلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي «الأربعاء» ليصبح رصيد العطلة خمسة أيام بعد تقديم اجازة عرضية ليوم السبت.
العطلة الممتدة أغرت الكثير من سكان المناطق السعودية جميعها باستثناء المنطقة الغربية إلى تجهيز عدتهم، وحمل حقائبهم توجها إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، مما تسبب في ازدحام صالات المطارات ومكاتب الطيران، ووقع الكثير في مشكلة وجود مقاعد للذهاب إلى جدة مما اضطر البعض إلى حجز مقاعد في باصات النقل الجماعي.
وشهدت فنادق العاصمة المقدسة زيادة في نسبة الحجوزات، إذ زادت حتى مساء أمس بنسبة 80% بالمائة عن الأسبوع الماضي، وأكد لـ«الشرق الأوسط» عدد من مديري الفنادق والشقق المفروشة القريبة من بيت الله الحرام ارتفاع نسبة الحجوزات ليومي السبت والاحد، مقابل يومي الخميس والجمعة بنسبة تقدر بنحو 72 بالمائة.
ويقول خالد السوّاس مسؤول المبيعات بشركة الماسة المسؤولة عن سلسلة فنادق مكة المكرمة أن الكثير من النزلاء حجزوا أربع ليال ابتداء من يوم الأربعاء الماضي حتى يوم الأحد، وهذا يحدث لأول مرة في الأسابيع الأولى من شهر رمضان.
ويؤكد السوّاس ان ارتفاع نسبة الحجوزات في فنادق العاصمة المقدسة ليومي السبت والأحد مقارنة بالأسبوع الماضي «تعد فرصة نادرة لدى سكان السعودية لاستغلال الإجازة الرسمية لليوم الوطني لأداء مناسك العمرة في الأسابيع الأولى من رمضان، فالأيام الأخيرة عادة ما تكون مزدحمة للغاية ويتم حجز الغرف الفندقية قبلها بشهر».
ويعلق إبراهيم عبيد الله موظف استقبال في أحد الفنادق الشهيرة بالقرب من بيت الله الحرام بقوله «بعض النزلاء السعوديين كانوا قد حجزوا ليلتي الخميس والجمعة فقط، وبعد تأكيد الإجازة الرسمية احتفالا باليوم الوطني رغبوا في البقاء حتى يوم الأحد مما تسبب في الضغط على إدارة الفندق لاعادة ترتيب الحجوزات».
واستغل مديرو الفنادق الاحتفال باليوم الوطني لتعريف زوار بيت الله من المعتمرين باليوم الوطني السعودي بتوزيع البروشورات والمطويات التي تعرفهم بتاريخ السعودية، وهناك من خصص ركنا في بهو الفندق يرمز إلى ثقافة وتقاليد وتاريخ المجتمع السعودي، وفي ذلك يقول صالح «هذه المناسبة تعد لدى الكثير من المعتمرين والزوار من غير السعوديين ذكرى لا تنسى بمصادفة زيارتهم لبيت الله الحرام احتفال السعوديين باليوم الوطني».
وإذا كانت الغرف الفندقية امتلأت بالمعتمرين خلال يوم السبت في المقابل فإن معظم المدارس عانت من غياب الطلاب والطالبات، وتقديمهم أعذارا تفيد بإصرار ولي الأمر أداء مناسك العمرة خلال إجازة اليوم الوطني، وهذا ما تقوله منيرة صالح مديرة إحدى المدارس «كان من المتوقع تغيب الكثير من الطالبات، لان معظمهن قدمن أعذارهن منذ الأسبوع الماضي»، وتكمل حديثها «استغل الكثير من سكان المناطق البعيدة عن مكة المكرمة إجازة اليوم الوطني لأداء العمرة لكسب الأجر والثواب، ومن الصعب أن أرفض تلك الأعذار».