هدم حصن أثري في منطقة الباحة يثير خلافا بين السكان والأمانة

رئيس بلدية بلجرشي لـ «الشرق الأوسط»: الحصن لا قيمة له

عمليات الهدم التي جرت في حصن الفرح
TT

اثار هدم حصن اثري في محافظة بلجرشي التابعة لمنطقة الباحة خلافا حادا بين المواطنين وبلدية تلك المنطقة على اثر هدم الحصن الذي يرى الاهالي انه اثر وتاريخ لا يقبلون بازالته في الوقت الذي تؤكد البلدية انه ليس له أي قيمة تراثية أو عمرانية أو تاريخية.

وكانت احدى الشركات المنفذة للطرق قد قامت بهدم الحصن بحجة انه يقع في حرم الطريق وقريب جدا منه وهو ما اعترض عليه الاهالي مؤكدين انه بعيد عن حرم الطريق.

ومعروف ان الحصون تمثل احد اهم الآثار التاريخية السعودية بشكل عام وعلى مستوى السعودية بشكل خاص وفي منطقة الباحة تحديدا، اذ سبق ونشرت «الشرق الأوسط» رفض جهات الاختصاص عن الآثار هدم حصن يقع في وسط حوش مواطن سعودي في محافظة المندق التابعة لمنطقة الباحة هي الاخرى، برغم تأكيدات صاحب المنزل لـ«الشرق الأوسط» بمحاولاته هدم ذلك المنزل، إلا ان تلك الجهات رفضت بحجة انه اثر لا يسمح بازالته مهما كانت الاسباب.

وقلل سعيد الغامدي رئيس البلدية في محافظة بلجرشي من أهمية ذلك الحصن كونه ليست له قيمة تراثية أو عمرانية أو تاريخية، إضافة إلى دخوله في حرم الخط ما يجب إزالته للمصلحة العامة، مشيراً في الوقت نفسه إلى ان أهالي القرية هدفهم إثارة البلبلة حول أمور بسيطة لا تستدعي تلك التشنجات.

وأكد الغامدي أن هيئة السياحة لا علاقة لها بذلك الحصن كونه لا يدخل ضمن الأشياء التي تهتم بها الهيئة، مضيفاً ان الحصون تنقسم إلى أربعة حصون، حصن «استراتيجي»، و«حدود»، و«مراقبة»، و«زراعي»، وأن الحصن الذي تمت إزالته يندرج تحت قسم حصن المراقبة الذي لا يمثل قيمة تراثية، مشبهاً ذلك الحصن بـ«العشة» أو مبنى قديم يشوه المنظر الخارجي ويعيق تنفيذ الطريق المزمع تنفيذه.

وحضر الشعر ليرثي سقوط آخر حجر في حصن قرية الفرح الذي هدم بأمر بلدية بلجرشي، اذ يقول شاعر القرية «الحصن ما هو حصى بالي ولا ماضي.. الحصن دم الجدود ورمز للهيبة»، ليذهب غرم الله درويش شيخ قبيلة فرح الى أن هدم الحصن الذي يقع شرق القرية أساء لنا جميعاً كونه معلماً وتراثاً للقرية نفسها، مضيفاً أن الحصن ليس في حرم الخط الذي يبلغ عرضه 40 مترا، إذ يقع في 10 أمتار بعد 40 مترا. وأضاف أن «أهالي القرية تفاجأوا بوجود آليات ومعدات تعمل على إزالة الحصن دون أن تشعرهم أو شيخ القبيلة بذلك، إذ تمت مناقشتهم حول أسباب هدم الحصن والتي بررها المقاول أنه داخل في حرم الخط، وخوفاً من انهيار الحصن على حرم الخط، مطالباً في الوقت نفسه بإعادة بناء الحصن كون حصى الحصن لا زال أهالي القرية محتفظين بها»، مؤكدا في الوقت نفسه أن أهالي القرية تقدموا بخطابات اعتراض واستهجان إلى الجهات المعنية حول هدم معلمهم التراثي دون إذنهم أو إخبارهم، واصفاً إزالة حصن «الخربة» بمثابة موت أحد كبار القرية.

ويرى علي عياش أحد أهالي القرية أن هدم الحصن لم يكن مبرراً كونه لم يكن داخل حرم الخط، مشيراً إلى أن المتعارف علية أنه في الأماكن الضيقة والسكنية يكون حرم الخط 40 مترا، فيما يكون في الأماكن الواسعة 60 مترا، مؤكداً في الوقت نفسه أن المقاول اعترف بالخطأ الذي وقع فيه بهدم الحصن ووعد شفهياً بإعادة بنائه.

وطالب عياش بكل شدة باعادة بناء الحصن وبنفس الطريقة السابقة إضافة إلى كف اليد عن إزالة مثل تلك الآثار التراثية التي يتفاخر بها أهالي القرية.

من جهته يقول عبد الرحمن الخازم اختصاصي التسويق بجهاز تنمية السياحة بمنطقة الباحة، بأن إزالة الحصن جاء متناقضاً مع توجيه الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية جميع الأمانات والبلديات بضرورة التنسيق مع الأمانة العامة للهيئة العليا للسياحة قبل تنفيذ أو إزالة مباني التراث العمراني، كون الهيئة لم تبلغ من قبل الجهة المعنية، بل بُلغت من قبل الأهالي بعد ما تمت إزالته.

وقال الخازم لـ«الشرق الأوسط» ان هيئة السياحة حريصة على مثل ذلك التراث العمراني، إذ تم إرسال أحد المختصين للوقوف على الموقع ليتسنى له رفع تقريره النهائي للأمانة، مشيراً إلى أن التقرير بين أن الحصن الذي هدم كان قريباً من حرم الخط، ولم تكن هناك بدائل وهذا الأمر لا يبرر هدم أي من المباني التراثية كون المنطقة تزخر بالمباني والقرى التراثية إذ تبلغ الحصون في منطقة الباحة أكثر من 200 حصن.

وألمح الخازم إلى ضرورة التنسيق مع هيئة السياحة قبل إزالة أي تراث عمراني ليتسنى للهيئة التنسيق مع المجتمع المدني، مضيفاً ان منطقة الباحة تزخر بمواقع وقرى تراثية تعود إلى عقود من الزمان وحصون يعود تاريخها إلى 200 سنة.