دارة الملك عبد العزيز.. ذاكرة التاريخ وحاضنة التراث وداعمة الأبحاث

جهود مضنية لإعادة كتابة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للبلاد

TT

في قلب العاصمة السعودية الرياض وبجوار قصر المربع، الذي شهد انطلاق أسس الحياة السياسية والاجتماعية المستقرة بعد فترة استرداد الرياض وتوحيد البلاد على يد الملك المؤسس تقع دارة الملك عبد العزيز، التي تعد مركزاً للدعم العلمي والابحاث والدراسات العالمية، وحاضنة لاهم أوعية المعلومات التاريخية وذاكرة التاريخ السعودية والبلاد العربية والاسلامية.

وعشية حلول اليوم الوطني السعودي الـ77، الذي يصادف اليوم الاحد 23 سبتمبر (ايلول) الحالي، زارت «الشرق الأوسط» مقر دارة الملك عبد العزيز، وفتحت خزائن التاريخ التي احتفظت بها الدارة على مدى 35 عاماً، فخرجت هذه الحصيلة من المعلومات التي ترصد احداث تأسيس البلاد ونتائج هذا الحدث على المجتمع السعودي وعلى النسيج السياسي الاسلامي والعربي وعلى خريطة العمل الدولي.

وعرفاناً بإنجازات الملك عبد العزيز واعتزازاً بشخصيته التاريخية المميزة، انشئت دارة الملك عبد العزيز قبل 35 عاماً وتحديدا في عام 1972، وهي هيئة علمية مستقلة أشبه بمراكز الدعم العلمي والأبحاث والدراسات العالمية متعددة المناشط في إطار استراتيجية واضحة وأهداف محددة يدير شؤونها مجلس إدارة يرأسه الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وعضوية نخبة من المتخصصين والباحثين وممثلي عدد من الوزارات والهيئات المعنية، كما تحظى بقاعدة كبيرة من الأصدقاء والمتابعين داخل السعودية وخارجها، الذين يثقون بجهدها العلمي ويعتزون بأنشطتها التي تنظمها إما بصورة دورية أو بصورة طارئة، حسب الأحداث والمناسبات المستجدة التي تحتاج إلى نشاط علمي مساعد. وتصب أعمال الدارة في مجملها في تنشيط حركة البحث العلمي والإضافة إليها، سواء من خلال البحوث التي تقوم بها أو من خلال حث وتشجيع ومساندة البحوث والدراسات المعنية بأهدافها ودائرة اهتمامها التي تعنى بصفة خاصة بخدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية، وتاريخ البلاد العربية والإسلامية بصفة عامة، وذلك من خلال حزمة من الأهداف التفصيلية منها؛ ترجمة وتحقيق الكتب التي تخدم هذا الجانب وطبعها، وإعداد البحوث والدراسات وتنظيم المحاضرات والندوات عن سيرة الملك عبد العزيز خاصة، وعن تاريخ المملكة وحكامها وأعلامها قديما وحديثا، ومسح وجمع مصادر هذا التاريخ المدونة والشفوية والمحافظة عليها وتهيئتها للتداول بين الأجيال المتعاقبة وتجهيزها للمداولة في الأبحاث والدراسات المتخصصة في الجوانب التاريخية والجغرافية والآثارية والأدبية ذات العلاقة، كما تقوم بإصدار مجلة «الدارة» الفصلية منذ عام 1975، التي تعنى بنشر البحوث المحكمة في مجال الدراسات الإنسانية وإثراء الإعلام العلمي، حيث يشارك بمادتها الدورية عدد من الباحثين والدارسين من المملكة والعالم العربي والإسلامي.

* ذاكرة التاريخ هنا تحتضن دارة الملك عبد العزيز عددا من الشباب المؤهل في كافة أعمالها ومجالات أنشطتها المختلفة، الذين اكتسبوا خبرة عملية تراكمية بفعل المشاركة الدائمة في المناسبات العلمية داخل وخارج المملكة، ويقوم الموقع الإلكتروني للدارة www.darah.org.sa بدور تعويضي مؤقت في هذا الشأن، حيث يحظى بمتابعة عدد من الزائرين من الداخل والخارج، خاصة أنه يحوي شبكة المعلومات التاريخية الوطنية الالكترونية التي تتكون من عدد من القواعد المعلوماتية للأحداث والصور التاريخية للمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها حتى الآن، وكذلك للوثائق والمخطوطات وقاعدة معلومات عن الملك عبد العزيز في الصحافة العربية والعالمية وكذلك المحلية، وغيرها من المواد العلمية الالكترونية المتجددة التي تدعمها وتحدثها أقسام الدارة وأعمالها بصورة مستمرة، كما تستقبل الدارة عبر الهاتف المجاني 8001243535 كل ما يرد إليها من استفسارات وتقوم بتقديم خدماتها المجانية للباحثين والباحثات. وتضم الدارة عددا من الأقسام المتكاملة في خدمة أهدافها العلمية والعملية، منها قاعة الملك عبد العزيز التذكارية وقصر المربع، حيث تمثل القاعة متحفاً يحوي نماذج من المقتنيات التي تعود للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ووثائق وخرائط توثق الأحداث المختلفة لملحمة توحيد المملكة، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية النادرة التي تسجل جوانب مختلفة من بداية انطلاق الدولة السعودية الحديثة وانخراطها مجتمعاً وحكومة في العمل العربي والعالمي. وتتولى الدارة الإشراف على قصر المربع التاريخي بمكوناته الأصلية، الذي كان يمثل ديوان الملك عبد العزيز لإدارة شؤون البلاد، ويحظى هذان الموقعان التاريخيان بعدد كبير من الزيارات المنظمة من المواطنين والمؤسسات العلمية المحلية ومن زوار وضيوف المملكة على مدار العام، كما قامت الدارة بتنظيم «أمسية قصر المربع» بشكل شبه دوري داخل باحة القصر تتطرق لمختلف الموضوعات التاريخية والجغرافية والفكرية ذات الشأن المحلي في محاولة لإحياء الدور السياسي والفكري والريادي للقصر. وتتولى القاعة أيضا عرض وبيع إصدارات الدارة من الكتب والأفلام.

* 3 ملايين وثيقة نادرة ويعد مركز الوثائق والمعلومات أحد الحاضنات المحلية المهمة لأهم أوعية المعلومات التاريخية، التي تحفظ ذاكرة تاريخ المملكة العربية السعودية بوجه خاص والبلاد العربية والإسلامية بوجه عام، حيث يقوم بجمع الوثائق بأنواعها المختلفة ووصفها وتصنيفها حسب موضوعاتها وفترتها الزمنية وفهرستها وحفظها بأحدث الوسائل والطرق في هذا المجال، وكذلك جمع المواد التاريخية مثل فهارس الوثائق الأخرى وتقديمها لخدمة الباحثين والباحثات في المملكة والوطن العربي، حيث أصبح المركز أحد الوسائط العلمية الثرية بين الباحثين والدارسين وهواة الاطلاع من جهة والتراث الوثائقي من جهة أخرى حتى بات ملتقى ومنتدى يوميا لهم.

ويتخذ المركز عدداً من الوسائل لأداء مهمته في جمع الوثائق، منها المشاركة في المعارض المحلية والدولية التي تحرص الدارة دائما على الوجود فيها لاستكشاف الجديد في عالم الوثائق، ومد جسور التواصل مع المؤسسات العلمية مثل الجامعات والمراكز الإرشيفية والبحثية في العالم، والتواصل المستمر مع المهتمين باقتناء الوثائق النادرة للحصول على نسخ من الوثائق المحفوظة لديهم، كما فتحت الدارة الباب للأسر السعودية والأفراد، خاصة من لهم علاقة بالعمل الحكومي أو من كانوا قريبين من أصحاب القرار أو من المؤثرين في المجتمع أو العلماء أو الأدباء لتسليم ما لديهم من وثائق، في محاولة من الدارة للمساهمة مع أصحابها ومقتنيها في حفظها بعد إجراء جميع العمليات الفنية للمحافظة عليها من الإهمال والنسيان أو التلف، وإبراز قيمتها التاريخية والعلمية، بالإضافة إلى اتفاقيات التعاون التي وقعتها الدارة مع مراكز الوثائق العربية والأجنبية التي تحوي في جانب منها تبادل مصورات المواد العلمية والتاريخية المشتركة.

ويحتفظ مركز الوثائق والمعلومات بمجموعات ضخمة ونادرة من الوثائق المحلية الأصلية والمصورة التي تتجاوز ثلاثة ملايين وثيقة تشمل مراسلات تاريخية وصكوكاً وملكيات ووقفيات وخطابات رسمية وقرارات وبيانات وتقارير، إضافة إلى عشرات الآلاف من الوثائق العثمانية والأميركية والبريطانية والفرنسية والهولندية والألمانية والهندية والروسية والإيطالية ذات العلاقة بتاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية وتاريخ باقي أنحاء العالم العربي والإسلامي، حيث قام المركز بترجمة العديد منها وعمل ملخصات لها باللغة العربية وتقديمها للدارسين والباحثين، كما يضم المركز قسما للأوراق الخاصة تودع فيه الأوراق والوثائق الخاصة الشخصية من مراسلات ومذكرات لأعلام وشخصيات أسهمت في صناعة تاريخ المملكة العربية السعودية. وتضم الدارة وحدة للمخطوطات، حيث يتكامل مركز المخطوطات في جهوده العلمية مع مركز الوثائق والمعلومات في اقتناء وحفظ التراث التاريخي والفكري، إلا أنه يهتم بالجانب المخطوط من المؤلفات، حيث يحتفظ المركز بأكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة أصلية ومصورة في مختلف الموضوعات ويحظى بالتواصل مع المهتمين بهذا الجانب في كافة مناطق المملكة، سواء مع الأفراد أو المؤسسات المتخصصة.

* توثيق التاريخ الشفوي ولإيمان دارة الملك عبد العزيز بأهمية التاريخ الشفوي، باعتباره مصدرا مهما من مصادر التاريخ الوطني ورافدا مكملا للتاريخ المكتوب أنشأت الدارة عام 1997 مركز التاريخ الشفوي، وقامت الدارة قبل انطلاق أعمال المركز بالتنسيق مع جمعية التاريخ الشفوي الأميركية وجمعية التاريخ الشفوي البريطانية بحكم عضويتها في هاتين الجمعيتين للاستفادة من خبراتهما العملية لتحقيق أقصى أهداف المركز، الذي قام في بداية عمله بتسجيل العديد من المقابلات مع الذين عاصروا الملك عبد العزيز وتوثيق رواياتهم عن تلك الفترة التاريخية وإجراء لقاءات مع الأشخاص ممن لهم إسهامات في الماضي ضمن مشروعها المستمر لتوثيق المصادر التاريخية الوطنية وتنظيم رحلات إلى مناطق ومدن وقرى المملكة، لتسجيل لقاءات مع المعمرين وكبار السن والمهتمين من المعاصرين، بالصوت والصورة بلغت أكثر من 5000 خمسة آلاف مقابلة تتعلق بالأنساق التاريخية والاجتماعية والثقافية في مناطق المملكة العربية السعودية.

وتقوم فرق المركز المؤهلة جيدا بتصوير الأماكن الآثارية والمواقع ذات الدلالة التاريخية والآثار العمرانية في كل منطقة وتدوين مرصودات أعضاء الفريق عن المكان وامكاناته التراثية، وتكوين قاعدة أصدقاء للدارة في تلك المناطق، وكذلك بث رسائل توعوية بين كافة الشرائح في المجتمع بأهمية الوثائق التاريخية وضرورة حصول الدارة على نسخ منها، إما بالتصوير أو الإهداء لحفظها والعناية بها، باعتبار ذلك واجبا وطنيا يهم الجميع ويحقق شمولية نشر التراث الوطني.

* إصدارات وموسوعات بالعشرات وتعد إدارة البحوث والنشر ركنا مهما في إستراتيجية نشاطات الدارة، حيث تقوم بالإشراف على طباعة أكثر من 200 إصدار، بما فيها الكتب المترجمة من وإلى اللغة العربية وتحظى هذه الإصدارات بمتابعة مستمرة من الباحثين والمتخصصين والمؤسسات المعنية في داخل وخارج المملكة لجودتها وجدتها العلمية.

وتتولى إدارة البحوث والنشر الإشراف على جوانب البحث العلمي سواء في دراسة المؤلفات المقدمة من الكتاب والباحثين والمترجمين من وإلى اللغة العربية بغرض تبني طبعها ونشرها ضمن إصدارات الدارة وتقديم التوصية العلمية حولها ومدى جدواها المعرفية أو في الإشراف على الندوات والمشروعات العلمية المشتركة بين الدارة والجهات العلمية داخل المملكة وخارجها، كما تقوم بتنظيم الموسم الثقافي للدارة الذي يتضمن العديد من المحاضرات المتنوعة والندوات العلمية المتخصصة بمشاركة نخبة من المفكرين والأدباء والمتخصصين وتحاول الدارة في هذا الجانب تنويع أنشطتها المنبرية في مختلف الجوانب والموضوعات الإنسانية لجذب كافة فئات المجتمع، بما يخدم حركة الثقافة المحلية، بالإضافة إلى مراجعة المؤلفات التاريخية ذات العلاقة بالمملكة العربية السعودية وتزويد المؤلفين والباحثين بأي ملحوظات أو إضافات مهمة تفيد في إثراء تلك المؤلفات والدراسات. وتشرف الإدارة على الأعمال الموسوعية التي إضطلعت بها الدارة مثل: موسوعة الأطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية، وموسوعة الأعلام، وموسوعة الأحداث السعودية، وموسوعة مواقع الأحداث في السيرة النبوية الذي تتعاون فيه الدارة مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتنفيذه خلال الفترة القادمة. بالإضافة إلى مشاركتها في معارض الكتب والندوات العلمية التي تنظم داخل المملكة وخارجها.

* مركز للباحثات ونتيجة التوسع والتطور الأفقي والعمودي لأعمال وأنشطة دارة الملك عبد العزيز لخدمة التأريخ المحلي والنتاج العلمي في هذا الشأن، أنشأت قبل 8 اعوام مركز الباحثات لخدمة المرأة الباحثة من أعضاء هيئات التدريس والطالبات والمطلعات والباحثات، ودعمت أعماله وأهدافه بكوادر نسائية مؤهلة ومدربة على الخدمة العلمية وبإمكانات تقنية ومادية ومكانية متطورة ليكون وسيطاً فاعلاً بين حركة البحث النسائية في المملكة ومقدرات الدارة العلمية والمعلوماتية، وكذلك تقديم المشورة العلمية للباحثات ذات العلاقة باهتمام الدارة وأعمالها وإمدادهن بالإرشادات والملاحظات قبل وأثناء البحث، بالإضافة إلى التنسيق والتعاون مع المراكز المحلية المماثلة لخدمة الجهود العلمية للمرأة السعودية.

ورغم النشأة الحديثة للمركز إلا أنه استطاع استقطاب شريحة عريضة من الباحثات في مختلف مناطق المملكة ومن خارجها وخدمتهن والتيسير عليهن عن طريق الهاتف أو الفاكس أو عبر البريد الإلكتروني للمركز ([email protected] ) وتسخير كافة خبرات المركز العملية لذلك الهدف، وبالإضافة إلى الجانب الخدمي المهم، فالمركز يشارك في المناشط الميدانية التي تقع ضمن اهتماماته، مثل المشاركة السنوية في أيام المهرجان الوطني للتراث والثقافة النسائية لعرض الخدمات المتاحة للدارة وبث التوعية بأهمية دور المرأة في حفظ مصادر التاريخ المكتوبة والشفوية، خاصة في ما يتعلق بالجانب النسائي وحث الزائرات لجناح الدارة على التعاون في تحقيق هذا الهدف الوطني، وكذلك يهتم مركز الباحثات بالنشاط المنبري سواء بالمساهمة في تنظيم الندوات والمحاضرات والمؤتمرات التي تقيمها الدارة أو في تنظيم الندوات والمحاضرات والملتقيات العلمية النسائية حول موضوعات ومحاور تهتم بدور وعطاءات المرأة في التاريخ السعودي التي تنظم خارج الدارة.

* ترميم وأرشفة ومن ضمن اقسام الدارة مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية حيث يقدم المركز الخدمات الفنية المساندة لدور الدارة في حفظ الوثائق والمخطوطات، من خلال أقسامه الأربعة: الترميم والتعقيم والتجليد والمصغرات الفيلمية؛ كما يقدم هذه الخدمات للمواطنين والمكتبات الخاصة والعامة مجاناً وأيضاً من خلال رحلات فرق التاريخ الشفوي لمناطق المملكة، وذلك لإطالة عمر الوثيقة والمخطوطة والكتب النادرة وحمايتها من التلف وحفظها يدويا وآليا وتهيئتها تهيئة كاملة للمستفيدين بلا عناء.

وحظي المركز قبل عامين بنقلة نوعية في تجهيزاته التقنية الخاصة تلبية لتوسع نشاطات الدارة في هذا الجانب وتزايد أعداد المستفيدين منها والمتعاملين معها وذلك بتحديث إمكاناته الآلية والكيميائية وتطعيمه بكوادر بشرية أخرى متخصصة لرفع جودة وأداء العمل بالمركز الذي يعمل وسط اشتراطات صحية متشددة للحفاظ على سلامة وأمن العاملين به.

ويقوم عمل المركز على ترميم الوثائق والمخطوطات وما شابهها من خلال عدة خطوات تبدأ بتشخيص حالة الوثائق بواسطة مختبر خاص للمعالجة الكيميائية ومعالجة عيوبها آليا ومن ثم تعقيمها وفق معايير الجودة العالية المعمول بها وتجليدها ـ إن لزم الأمرـ بما يحافظ على صورتها الفنية ومتانتها الورقية، كما يقوم قسم المصغرات الفيلمية بالمركز بعمليات تصوير وتحميض واستنساخ الوثائق بدرجات عالية من الدقة الفنية وكذلك عمل الأرشفة الميكروفيلمية لحفظ الوثائق التي تقتنيها الدارة أو تمتلكها أجهزة حكومية أو عامة، وفي جانب آخر يقدم مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية الاستشارة المجانية للمراكز الجديدة المماثلة في الجهات الأخرى. وتضم الدارة مركزاً لارشيف الصور والأفلام التاريخية حيث تعد الصورة، سواء الثابتة أو المتحركة، أحد التوثيقات التاريخية المهمة التي قد تقرأ أكثر من مرة فتختصر عشرات الصفحات المكتوبة، ومن هذا المنطلق اهتمت دارة الملك عبد العزيز بالصورة الفوتوغرافية باقتنائها والمحافظة عليها وتصنيفها جنباً إلى جنب مع الوثيقة التاريخية المدونة والتسجيلات الشفوية، بالإضافة إلى إنتاج المواد التلفازية والسينمائية القديمة التي تحكي جوانب من تاريخ المملكة، فقد أنجز المركز ثلاثة أفلام وثائقية؛ «البناء والتوحيد» عن الملك عبد العزيز وفيلم «نداء الشهامة» عن مشاركة الجيش السعودي في فلسطين عام 1948، وكذلك فيلم تعريفي عن الدارة تميزت بالقيمة الفنية والتاريخية.