إلغاء شرط اجتياز «التوفل» في القبول للماجستير والدكتوراه لطلبة «الآداب»

بسبب نقص طلاب الدراسات العليا وتعثر الكثيرين في تجاوزه

TT

في موقف مفاجئ وغير متوقع، الغت جامعة الملك عبد العزيز شرط اختبار «التوفل» الذي تقرر رسميا قبل عامين بان يكون شرطا اساسيا للقبول في مواصلة دراستي الماجستير والدكتوراه في كلية الآداب والعلوم الانسانية، معيدة السبب على لسان مسؤول فيها الى النقص الحاد في طلاب الدراسات العليا بأقسامها.

وكانت الجامعة اصدرت في يناير (كانون الثاني) 2006، قرارا يقضي باقرار اجتياز اختبار اللغة الانجليزية «التوفل» كشرط أساسي للتقديم لجميع البرامج من دون استثناء ابتداء من الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2006، وهو الامر الذي وقف حجر عثرة في طريق المئات من الطلاب الراغبين في اكمال دراساتهم العليا، خاصة في مجال كلية الآداب والعلوم الانسانية التي لم تكن تخضعهم سابقا لهذا الاختبار.

وكشف الدكتور محسن احمد منصوري عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية لـ«الشرق الأوسط» ان الكلية تعي تماما أهمية معرفة طلاب الدراسات العليا للغة الانجليزية وانها مادة اساسية في عملية التحصيل العلمي ونظرا لوقوف شرط اجتياز اختبار «التوفل» كعقبة لقبول بعض الطلاب والطالبات، اقترحت الكلية التحاق طلاب وطالبات الدراسات العليا بعد قبولهم مبدئيا بدورة مكثفة في اللغة الانجليزية داخل الكلية بدل شرط اجتياز «التوفل».

وابان منصوري ان الطالب يمر بدورتين في اللغة الانجليزية، بحيث اذا لم ينجح في الاولى يكمل في الثانية وذلك مقابل رسم رمزي يدفع لصالح البرنامج.

واردف عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية: «ان البرنامج مفتوح لخريجي البكالوريوس لكلية الآداب فقط وبتخصصات «الجغرافيا، التاريخ، اللغة الانجليزية، اللغة العربية، مكتبات» وتنطبق على الطالب او الطالبة الشروط المتعاهد عليها والمبينة في لائحة الدراسات العليا للقبول المبدئي، وهي ان لا يقل تقدير الطالب عن جيد وان يكون لديه ثلاث توصيات من اعضاء هيئة التدريس في نفس التخصص.

ولاقى البرنامج صدى واسعا بين طلاب كلية الآداب واتفقوا انهم الآن بصدد تجاوز شبح «التوفل» للدخول إلى برنامج الدراسات العليا بحسب تأكيدات عدد من الطلاب.

وبالعودة إلى العميد منصوري، اوضح ان البرنامج قد رفع إلى مدير الجامعة لاعتماده رسميا وإطلاقه العام الدراسي المقبل، مبينا انه سيخدم شريحة كبيرة من خريجي البكالوريوس والذي كان التوفل عائقا رئيسيا عن دخولهم إلى الدراسات العليا والانخراط فيها. ويأتي ذلك في وقت كان قد شدد فيه الدكتور زهير بن عبد الله دمنهوري عميد الدراسات العليا على أهمية اجتياز اختبار «التوفل» بقوله: «لا بد من ان ندرك تماما ان إتقان اللغة الإنجليزية أصبح متطلبا أساسيا لأي خريج جامعي، إذ ان جميع جهات التوظيف الحكومية او الخاصة لا ترحب مطلقا بأي خريج جامعة لا يتقن اللغة الإنجليزية، كما ان آليات البحث العلمي لبرامج الدراسات العليا أصبحت تتطلب من الطالبة حدا معينا من إتقان اللغة». وأضاف «ان العمادة عندما وضعت شرط اجتياز امتحان التوفل أو ما يعادله من امتحان المجلس الثقافي البريطاني أو امتحان اللغة بجامعة الملك عبد العزيز لم تشترط درجة عالية وإنما وضعت درجة 400 كحد أدنى».

يشار الى ان جامعة الملك عبد العزيز قبلت العام الماضي اكثر من 160 طالبا وطالبة في مجال الدراسات العليا في عدد من التخصصات بينها الآداب والعلوم الانسانية وفي تخصصات محدودة منها.