بعد رحلة الصعود من مكة المكرمة باتجاه متنزهات الطائف عبر تلفريك الهدا طيلة الصيف، تحول تلفريك منطقة الهدا خلال العشر الاواخر من رمضان نزولا باتجاه مكة المكرمة، حيث بيت الله حاملا معه الراغبين في أداء فريضة العمرة.
وكانت جهات حكومية وخاصة توصلت الى هذه الطريقة بأمر من أمير منطقة مكة المكرمة الامير خالد الفيصل الذي دعا الى استخدام هذه الوسيلة تسهيلا على الناس بسبب اغلاق طريق عقبة الهدا خلال الفترة الحالية للتحسينات.
عبد الرحمن القريعي المدير العام لشركة الطائف للسياحة والاستثمار، أكد ان تنفيذ المشروع بالشكل الجيد في تعاون وزارة النقل على توفير حافلات وسيارات لتأجيرها في منطقة الكر التي يهبط فيها التلفريك بالقرب من مكة المكرمة، مشيرا الى أن شركة الطائف للسياحة والاستثمار طلبت من وزارة النقل تأمين الاحتياجات اللازمة.
وأوضح مدير شركة الطائف للسياحة والاستثمار في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن أخطاء الصيف يجب تداركها، حيث وقعت الشركة في حرج مع المصطافين نظير عدم توافر الحافلات بالشكل المطلوب، مؤكداً «أن وجود حافلة كل ساعتين لنقل الركاب أمر يزعج السائح لأنه ليس لديه الاستعداد للانتظار ساعات من أجل الحصول على مقعد».
وبين عبد الرحمن القريعي أن مشروع نقل المعتمرين من الطائف وما جاورها كان بناءً على رغبة أمير منطقة مكة المكرمة في تسهيل مهام الراغبين في الذهاب إلى المسجد الحرام، خاصة في موسم شهر رمضان الكريم حيث ستبدأ شركة الطائف بتشغيل التلفريك بشكل يومي للعشر الأواخر من رمضان وسيبدأ بمشيئة الله عصر اليوم في الساعة الثالثة عصرا.
وبين «أن تنفيذ هذا المشروع كان من مبدأ تعاوني وإسلامي لخدمة قاصدي البيت الحرام»، موضحاً في ذات السياق أنها عملية غير مربحة مادياً حيث سبق ذلك تجربة نقل المصطافين ولم تكن عوائدها المادية بالشكل المأمول.
واعاد القريعي عدم نجاح التجربة في بعض الاحيان مثل الصيف إلى عدم توفر الخدمات المساندة من قبل القطاعات الأخرى بالإضافة إلى ان القصور الإعلامي في مواكبة الحدث أدى لعدم طمأنة المواطن بأنه لا توجد مشكلة في الانتقال، مشيرا الى ان تشغيل التلفريك خارج ساعات الموسم في الفترة الصباحية وهي فترة خدمية مع تعطيل عناصر المشروع الأخرى لم تؤت أكلها وكان من الممكن النجاح لو تم التعاون مع جهات الخدمات بشكل مثالي.
من جانب آخر أوضح المهندس مفرح الزهراني وكيل وزارة النقل لـ«الشرق الأوسط» أن هناك لجنة مشتركة اتفقت مع الشركة لتسيير الحافلات من مكة إلى التلفريك مع وجود محطة للنقل الجماعي في منطقة الكر ومكاتب لتأجير السيارات في منطقة الهدا وتم تفعيل هذا الموضوع مرة ثانية في شهر رمضان المبارك. ونفى وكيل وزارة النقل وجود أي مشكلة في النقل، مبيناً أن وزارته لم تتلق أي شيء في هذا الجانب وستقوم الوزارة كذلك بإرسال مراقبين لتسيير العملية والتأكد من سيرها بالشكل العملي المطلوب ووفقاً للآلية المقترحة والمتفق عليها.
وبين المهندس مفرح الزهراني أنه من غير المنطقي وجود حافلات كل خمس دقائق لأنها مسألة خاضعة للعرض والطلب، مشيراً الى ان الاتفاقية تنص على تشغيل التلفريك في ساعات محددة ومنصوص عليها، مضيفا انه ليس هناك انتظار بالساعات وهي عملية تشغيل وقتية ريثما يتم الانتهاء من فتح طريق الهدا ـ الكر قبل صيف 1429هـ.