المتسولون يتابعون مواعيد قدوم الشخصيات المهمة للمدينة المنورة

وسط تحذيرات رسمية من مساعدتهم ودعوة لتوجيه الصدقات إلى أماكنها المناسبة

تحذيرات رسمية من مساعدة المتسولين الذين يتزايدون مع اقتراب شهر رمضان من الانتهاء («الشرق الأوسط»)
TT

تحول المتسولون في المدينة المنورة إلى مخبرين يترقبون وصول الشخصيات المهمة للحصول على المال منهم، وسط تحذيرات رسمية من مساعدتهم التي أدت إلى تفاقم ظاهرة التسول، خاصة المتسولين القادمين من الخارج.

ويعتبر موسم رمضان في المدينة بحسب مصادر عاملة في مجال الفندقة، أكثر المواسم التي تزور فيها الشخصيات المدينة وتشهد تجمعات الفنادق زخما كبيرا وتجمعا من المتسولين، مشيرة إلى أن الجميع يقدمون المساعدة وهو ما ساعد على زيادة المشكلة.

وفي الوقت الذي قدر فيه عاملون في شركات العمرة عدد المعتمرين القادمين من خارج السعودية هذا العام بأكثر من 3 ملايين معتمر من جميع أنحاء العالم، أرجع باحثون في شؤون العمرة والحج أسباب تفاقم ظاهرة المتسولين بمختلف أشكالها إلى العمرة الوهمية وبيع التأشيرات وعدم تطبيق البرامج المتعاقد عليها.

وبحسب آخر إحصاءات الجهات المتخصصة، فقد بلغ عدد المتسولين الذين تم القبض عليهم منذ بدء شهر رمضان في المدينة المنورة 375 متسولاً، وتكثف لجان المكافحة جهودها بمواجهة تفاقم ظاهرة انتشار المتسولين بوتيرة عالية وبشكل لافت، وبظهور يشمل الذكور والإناث والأطفال بمختلف الأعمار وبممارسات شتى للتسول، بل إن ظهوراً لافتاً للمتسولين من المعتمرين والزوار شمل الإدارات الرسمية، ويمثل التسول الممنهج أو المنظم لشبكات التسول، ويعتمد على توزيع المناطق إلى مناطق نفوذ وتتم متابعة زيارات رجال الأعمال والمسؤولين إلى المدينة المنورة من قِبل عصابات التسول ويضعونهم أهدافا للتسول.

ويصف البعض التسول والافتراش والباعة الجائلين في محيط المسجد النبوي الشريف، بأنه مظهر غير لائق يتسبب فيه المعتمرون والزوار من خارج البلاد، خاصة في منظر الافتراش والنوم في الطرقات والساحات وتجول الباعة واختبائهم وهروبهم من متابعة المراقبين للأجهزة من وزارة الحج والبلدية والأمن.

وذكر المهندس يحيى سيف، مدير عام الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية، أن ظاهرة التسول في المملكة متعددة الجوانب، يتشكل السواد الأعظم منها للأسف من القادمين بتأشيرات العمرة أو متخلفين قدموا للحج ثم تسربوا إلى داخل البلاد للتسول، كما أن المدينتين المقدستين والمواطنين ومن يرتادونها وتسابق الناس إلى بذل الخيرات، تمثل بيئة خصبة لتنامي سلوكيات التسول، خاصة في ظل حرص الناس على البذل وعدم رد السائل.

وأضاف أن العمل على تفعيل قرار مجلس الوزراء بتشكيل لجان ميدانية في جميع مناطق السعودية بالاشتراك مع الشرطة والجوازات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، للقبض على المتسولين، هو دعم للجهود الجمعيات الخيرية وذلك باقتصار دور إدارة مكافحة التسول على المتسولين السعوديين فقط، والعمل على معالجة أوضاعهم، رغم أن تقرير وزارة الشؤون الاجتماعية ذكر أن نسبة المتسولين السعوديين في إحصائية أجرتها للعام الماضي بـ13.6 في المائة.

وتنشط وزارة الشؤون الاجتماعية لإعداد حملة إعلامية في إطار خطة وطنية لتبيان خطورة التسول على الفرد والمجتمع وتبيان أنه مهما كانت الدوافع التي تدفع بالفرد الإنسان للتسول، يظل التسول ممارسة مهينة لكرامة الإنسان وإساءته إلى سمعة السعودية.