دراسة ميدانية تؤكد افتقار العمرة الداخلية إلى التنظيم

هناك من يؤديها يوميا إما عن نفسه أو عن ذويه

TT

كشفت دراسة ميدانية ان انظمة العمرة الداخلية الحالية تفتقر الى وضع آليات تحد من تكرار العمرة، التي من شأنها التأثير في مستوى الخدمات والامكانات التي تقدم لقاصدي بيت الله.

واوضحت دراسة اعدها الدكتور جمال رشيد الكحلوت، الباحث في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى «ان تنظيم العمرة المعمول به حاليا يفتقر الى وضع آليات تحد من تكرار أداء العمرة للقادمين من داخل المملكة».

وأظهرت الدراسة التي أجريت خلال العام المنصرم 2006، وشملت 2074 معتمرا كعينة عشوائية منهم 1786 معتمرا من خارج السعودية و288 معتمرا من الداخل أن 28.1 في المائة من إجمالي العينة المدروسة من داخل السعودية قد تكرر أداؤهم للعمرة ما بين 6 الى 10 مرات خلال الخمس سنوات الأخيرة وأن 20.8 في المائة كرروا أداء العمرة خمس مرات في الخمس السنوات أي ما يعادل عمرة واحدة كل عام.

وبينت الدراسة أيضا أن تكرار العمرة للقادمين من خارج السعودية لمرتين متتاليتين خلال الخمس سنوات قدرت نسبتهم بـ 32.9 في المائة فيما بلغت نسبة الذين أدوا العمرة ثلاث مرات خلال نفس الفترة 18.2 في المائة وأن 14.6 في المائة منهم أدوها خمس مرات.

الى ذلك تشير تقارير غير رسمية الى أن آلاف المقيمين، خاصة ممن يعملون أو يسكنون داخل مدينة مكة المكرمة أو في المدن والمحافظات المجاورة لها أو حتى من بقية المناطق السعودية الأخرى يحرصون على أداء مناسك العمرة أكثر من عشر مرات في شهر رمضان ومنهم من يصل به الأمر للقيام بأداء هذه الشعيرة مرة في اليوم الواحد للاعتقاد السائد لدى الكثيرين منهم، لا سيما من الجنسيات التي تنتمي لدول جنوب آسيا لأداء نسك العمرة في شهر رمضان نيابة عن والديهم أو بعض أقاربهم وذويهم ومنهم من يؤديها بالإنابة عن أشخاص من بني جلدتهم مقابل بعض المال ما يؤدي الى هذا الازدحام الشديد الذي يشهده الحرم المكي الشريف في رمضان.

ويرى البعض أن مثل هذا الازدحام الشديد يشتت الجهود المبذولة ويضغط على الخدمات التي تسعى كافة الجهات ذات العلاقة، بل وتحرص على توفيرها لراحة الجميع في ظل عدم توفر الآلية المناسبة لتنظيم عمرة الداخل الرمضانية. وتواجه كل الإمكانات والجهود والخطط التي تنفذها القطاعات المعنية بخدمة قاصدي بيت الله الحرام ضغطا كبيرا أمام التدفق الهائل لأعداد المعتمرين الذين تكتظ بهم جنبات المسجد الحرام طيلة شهر رمضان، خاصة في الأوقات التي أصطلح على تسميتها أوقات الذروة كالعشر الأواخر منه وأيام العطل الأسبوعية التي تتخلل الشهر الكريم والتي تصل فيها تلك الأعداد الى الملايين وهو ما تشير اليه مصادر امنية بقولها ان «خطة عمل خاصة للعشر الاواخر يتم العمل بها منذ بعد غد اول ايام الثلث الاخير من رمضان والتي تصادف في الغالب اجازات الاعمال وتزيد فيها الضغوط في المدن المقدسة».