إغلاق مجمع في العاصمة المقدسة لتعبئة ماء زمزم.. يرفع الأسعار 100%

فيما ظل باب الاختلاف الشرعي حول «جواز بيعه» مفتوحا

خلاف شرعي حول بيع ماء زمزم
TT

في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار بيع ماء زمزم خارج بيت الله الحرام بنسبة 100 في المائة، وزيادة انتاج مصانع البلاستيك السعودية لانتاج جوالين الماء في شهر رمضان بنسبة 200 في المائة، تضاربت آراء علماء دين بين معارض لبيعه باعتباره وقفا، وبين مجيز له.

وبينما اعتبر الشيخ محمد العريفي بيع ماء زمزم جائزا، أصر الشيخ عبد الله المطلق الذي فضل إرسال رده لـ«الشرق الأوسط» عبر رسالة نصية بأن ماء زمزم «يعتبر وقفا لا يباع في مكانه».

وأوضح بائعون جائلون في مكة المكرمة، أن سبب ارتفاع سعر غالون زمزم على اختلاف حجمه وسعته، يعود إلى منع التعبئة من مجمع «كدي» وهو المكان المخصص حتى وقت قريب لتعبئة غوالين ماء زمزم.

ولوحظ ارتفاع سعر ماء زمزم على اختلاف حجم الغالون، فبعد أن كان يباع ماء زمزم المعبأ في غالون صغير بـ10 ريالات، أصبح يباع بـ20 ريالا، والسبب كما يقول محسن بكر، احد الباعة «نبذل جهدا كبيرا لتعبئة الغوالين من بيت الله الحرام، إضافة إلى المشوار والوقت المستغرق بسبب الزحام».

وحول ارتفاع سعر الغالون المصنوع من البلاستيك والمنتج محليا يقول خالد أبو طالب مدير مبيعات احد المصانع السعودية للبلاستيك، ان الزيادة تقدر بـ16 هللة للغالون الواحد والأسعار متفاوتة، فالغالون ذو الـ5 ليترات سعره لا يتجاوز الريالين و16 هللة، والسبب يعود إلى ارتفاع أسعار المواد الخام. ويؤكد أبو طالب أن الإقبال كبير لشراء تلك الغوالين في موسمي رمضان والحج، مما يعوض عليهما الركود الدائم طوال العام ويقدرها بنسبة 200 في المائة. وغالبا ما تكون الهدية المنتظرة لأهل الحاج أو المعتمر غالون ماء زمزم، الماء الذي يطيب به كل داء، والمستحب الدعاء عند شربه، كما جاء في الصحيح.

وقال مصدر مسؤول في شؤون الحرمين بمكة المكرمة (فضل عدم ذكر اسمه) ان سبب منع تعبئة ماء زمزم بمجمع كدي يعود إلى «عدم وجود آلية نظامية، تنظم وتضبط آلية التعبئة، مما سبب في مطلع الشهر مشاكل مع البائعين أنفسهم، وأثاروا بلبلة وفوضى في المكان»، مشيرا إلى أن امارة العاصمة المقدسة، أمرت بإقفال المجمع لحين ضبط الأمور فيه.

في المقابل يقول إبراهيم الدوسري نائب مدير اللجنة الميدانية المشتركة العاملة في المنطقة المركزية «بيع ماء زمزم ممنوع، لأنه ماء سبيل، لكن للأسف استغل الكثير من الناس الماء السبيل لبيعه وتوزيعه ليصل إلى جميع الدول تقريبا».

وعن كيفية حصول زوار البيت على تلك الغوالين المعبأة بماء زمزم وحملها كهدايا لأوطانهم يقول الدوسري «مسموح لكل شخص أن يحمل معه 5 غوالين على اختلاف الطريقة التي تعبأ بها وقد يقوم بنفسه أو يوكل شخصا ما، لكن من دون شرائه أو بيعه».

وعن سبب منع التعبئة في مجمع كدي، يقول الدوسري بأنها تعود لأعمال الصيانة ليس أكثر، ويؤكد بأن اللجنة بعملها الميداني تضبط الباعة المتجولين، ومنهم بائعو ماء زمزم ويغرم صاحبها إن كان «سعوديا» ويسجن، ويتم ترحيل غير السعوديين إلى أوطانهم.