سعودي يطلق موقعا للتبرع بالدم عبر الإنترنت

انطلق من الطائف لينقذ المحتاجين عالميا

TT

أطلقت المعاناة التي يعيشها المريض والمصاب للحصول على متبرع بفصيلة دم نادرة فكرة انشاء موقع للتبرع بالدم على الانترنت لدى خلف حسن الجودي، بعد تلقي اتصال في منتصف 2003، على جواله اثناء حضوره حفل زواج أحد أقاربه، ليستفسر المتصل عن فصيلة دمه لعلها تكون نفس الفصيلة النادرة (B-) التي تحتاجها مريضة في حالة خطرة بالمستشفى.

ولأن فصيلة دم الجودي لم تكن المطلوبه فقد توجه هو الآخر بلهفة للحضور سائلاً عمن يحمل الفصيلة المطلوبة للمريضة، فوجد شخصين، أحدهما لا يستطيع التبرع بالدم؛ لأنه يتناول أدوية خاصة، والآخر كان ابن عمه فيصل الجودي الذي أبدى استعداده التام للتبرع، فتوجها مسرعين معاً إلى المستشفى للتبرع بالدم، وكانت الكمية المطلوبة كبيرة واحتاج الأمر الى متبرع آخر فلم يجدوا حلا إلا بالاتصال على جهاز الشرطة التي تبرع أحد منسوبيها بدمه. اثناء ذلك سأل خلف موظف بنك الدم بالمستشفى: هل لدى المستشفى بيانات لمن يستطيعون التبرع بفصائل نادرة،؟ فأخرج الموظف سجلا قديما وغير منظم للراغبين في التبرع، وحاول الاستعانة به ولكنه فشل. وبعدها حاول تحديث هذا السجل بجهد شخصي ولكنه وجد صعوبة في ذلك، نظرا لقدمه. بعدها جاءته فكرة إنشاء موقع الكتروني يكون قاعدة بيانات تحتوي على أسماء الراغبين في التبرع وفصائل دمهم، ومكان سكنهم، وطرق الاتصال بهم، وتكون متاحة لمن هم في حاجة ماسة للدم. وانضم للفكرة غازي القرشي الذي يمتلك خبرة في مجال الانترنت، وبعد مرور ستة أشهر تم بناء الموقع وتجربته وإطلاقه في العشرين من أغسطس (آب) 2003 تحت مسمى www.freeblood.com. وتم تحديثه بعد ذلك على يد المهندس أيمن زيدان (غزة – فلسطين) ليصبح باللغتين العربية والانجليزية في أواخر 2003، ثم بعد ذلك على يد المهندس يوسف منصور لإظهاره بشكل جديد وخدمات جديدة.

ويضيف الجودي مدير الموقع «طلبنا من الإخوان والزملاء والأقارب في مدينة الطائف الدخول على الموقع وتسجيل أسمائهم وأرقام هواتفهم وجوالاتهم وفصائل دمهم، وان يدخل الموقع كل من يحتاج فصيلة دم، حيث يحصل على أرقام هواتف وجوالات المسجلين بالموقع الذين يمتلكون فصيلة الدم اللازمة، ومن ثم يتصل عليهم فيحضرون ويتبرعون له بالدم. وحتى الشهر الثالث من بداية المشروع لم يستفد من الموقع إلا أعداد قليلة من مدينة الطائف. وجاء أحد الإخوان من مكة المكرمة واطلع على الموقع وما يقدم من خدمات فنشر ذلك في مكة المكرمة، ونفس الحال حصل بالنسبة لجدة والمدينة المنورة وخلال ستة أشهر أصبحت تأتينا طلبات لتوفير متبرعين بالدم لإخوان في المنطقة الشرقية والرياض وغيرها من مدن المملكة. ثم انتشر بعد ذلك حتى بلغ عدد الأعضاء المسجلين في جميع الفصائل 10079 عضوا موزعين على مختلف أنحاء العالم، ومن جنسيات مختلفة عربية وبريطانية وأميركية وكندية وفرنسية وألمانية».

وعن آلية الاستفادة من الموقع يؤكد أن الموقع خيري بلا أي مقابل مادي، كما أن المسجل في الموقع لا يلزم بالتبرع، ويتيح الموقع لمن يحتاج إلى فصيلة محددة فرصة توجيه نداء يوضح من خلاله حاجته والمكان الذي هو فيه، كما يوفر الموقع وسائل الاتصال الأخرى بين المحتاج والمتبرع من خلال رسائل الجوال. كما تم استخدام تقنية الرسائل الالكترونية للمجموعات للتبليغ عن الحالات الحرجة في أي مكان بالعالم. وعلى جانب آخر دشن الموقع مشروعا جديدا يهدف إلى التبرع بالدم للأطفال الذين يحتاجون للدم بشكل دوري ولمدة طويلة، خصوصاً المصابين منهم ببعض أمراض الدم الوراثية، ولا يتطلب التسجيل للاستفادة من خدمات الموقع ـ حسب رأي الجودي ـ غير دخول المستشفيات ومراكز التبرع بالدم وأولياء أمور الأطفال المرضى للموقع والتسجيل وطلب متبرعين، وبتم توفير أرقام الاتصال في الحال في صفحة خاصة لصاحب الطلب، كما وفر الموقع الحماية للبيانات الشخصية، حيث يمكن لطالب الخدمة وضع «كلمة سر» لحفظ بياناته. ويذكر الجودي العديد من المواقف التي استفاد منها المحتاجون للدم، آخرها امرأة مصرية في الأربعين من عمرها تعيش في مدينة الإسكندرية كانت بحاجة الى التبرع بالدم، فاستنجدت بالموقع على الإنترنت للبحث عن فصيلة دم توافق فصيلتها، وبالفعل تم التنسيق مع إدارة الموقع لإيجاد الفصيلة المطلوبة وخلال دقائق معدودة تم الاتصال بأخرى تحمل نفس الفصيلة، تعيش أيضا في الإسكندرية وكانت قد سجلت اسمها وبياناتها في الموقع مثل سكنها وطريقة الاتصال بها. وتم الاتصال بالمتبرعة التي قامت بزيارة المريضة في المستشفى والتبرع لها بالدم.

وقصة أخرى عن امرأة بالسعودية بالطائف أصيبت بكسور ونزيف داخلي، فيما توفيت ابنتها نتيجة حادث سير، وكانت فصيلة دمها من نوع (B-) هي من الفصائل النادرة، وقد تمت الاستعانة بأشخاص مسجلة أسماؤهم وأرقامهم في هذا الموقع، وحضروا للمستشفى الذي توجد فيها هذه المرأة، وقاموا بتقديم كمية الدم التي تحتاجها، وذلك في الوقت الذي أفادت فيه جميع مستشفيات الطائف، حيث ترقد المصابة، بعدم توفر هذه الفصيلة لديها.