«قرية تراثية» تعيد سكان جدة 50 عاما إلى الوراء

أقيمت على هامش احتفال العيد وضمت 60 حرفة شعبية

جانب من القرية
TT

أعادت احتفالات مدينة جدة التي اقيمت عشية امس الاول زوار جدة وسكانها إلى تاريخهم الذي مضى عليه عقود طويلة، فقد نقروا الزان وعزفوا السمسمية ورقصوا المزمار على امتداد شاطئ بحر ابحر من خلال قرية تراثية أنشئت على الشاطئ ضمت اكثر من 50 فعالية و60 محلا للحرف الشعبية القديمة لأهالي المدينة. ساكنو عروس البحر اختلطت مشاعرهم بين السعادة والانبهار بما مضى، يقول حسن محول عيسى وهو من أقدم سكان جدة ويبلغ من العمر أكثر من 80 عاما واستعين به لبناء بيت جدة في القرية الاثرية في مهرجان ابحر: هذه جدة القديمة ببساطتها وحلاوتها التي تراها الآن. وتحدث محول عن الحرف القديمة وكيف كانوا يبنون بيوتهم مشيرا الى انه من أقدم معلمي البناء في جدة القديمة وهو من كان رئيس المجموعة او ما يسمونه المعلم مبينا أن بناء بيت جدة في القرية الاثرية استغرق 5 ايام واستخدمت فيه نحو 15 ألف حجر.

الشباب الصغار الذين لم يعاشروا المكان كانت لهم اراؤهم أيضا فهذا علي الغامدي وهو ينظر بتأمل الى واحدة من أقدم الكاميرات الموجودة من أكثر من 50 عاما ويسأل عن كيفية الحياة التي كان يعيشها سكان المدينة مبديا اعجابه بما رآه.

العوائل أيضا حضروا في المكان بشكل كبير جدا ويعود السبب في ذلك الى التنظيم الجيد وفتح المكان للجميع كما أشارت ام خالد والتي كانت تتجول في القرية مع أبنائها وقالت ان المكان رائع جدا والأروع انه مفتوح للجميع.

وعن اكثر ما شد إعجابها في القرية بينت أم خالد ان كل ما في القرية مميز بداية من الحرف والمهن القديمة والقطع الاثرية، إضافة إلى معرض الصور كما ابدت ام خالد بعض الملاحظات مثل عدم وجود مسميات على محلات الحرف.

من جهته تحدث المهندس سامي نوار مدير عام السياحة والثقافة بأمانة محافظة جدة عن القرية وقال انها تعتبر الوجهة السياحية الجديدة بمدينة جدة ومركز الثقافة والترفيه لما تحتويه من فعاليات مشيرا الى أنها تعد الأكبر بمدينة جدة بمساحة 45 ألف متر مربع وتحوي أكثر من 50 فعالية طوال أيام العيد وتتضمن 60 محلا حرفيا ثقافيا تجاريا ومعرضا للسيارات التاريخية وساحة ضخمة للمسابقات والعاب الأطفال ومعرضا للمأكولات الحجازية وقاعة للشعر والعروض والأدوية الشعبية، إضافة الى معارض للفنون التشكيلية تتضمن لوحات تراثية للمباني والشوارع العتيقة ومعرضا لروائع الثياب النسائية التراثية لمناطق مختلفة بالمملكة إضافة الى معرض للإكسسوارات الحجازية وعروض الفرق الشعبية كما تم بناء بيت ضخم يتكون من دورين يسمى بيت جدة التراثي ومسرح عملاق مفتوح بمساحة 80 مترا. وحول الاعداد المتوقعة من الزوار بين نوار انه من المتوقع أن تستقطب أكثر من مائة ألف زائر خلال العيد لما تحتويه من فعاليات وأنشطة إضافة الى قطع نادرة جدا والاعمال الحرفية والمسرح والأزياء والمأكولات الخاصة التراثية. مشيرا الى أن أمانة جدة قسمت القرية إلى ثلاثة أقسام قسم منها يعرض تراث الحجاز والقسم الثاني يعرض تراث المناطق الأخرى بالمملكة والقسم الثالث يعرض جميع أنواع التراث بدول العالم لفتح الباب أمام الجاليات المقيمة بالمدينة.

وكان الأمير عبد الله بن سعود بن محمد رئيس اللجنة التنفيذية لمهرجان أبحر أشار في وقت سابق إلى أن الاعداد لمكان مهرجان أبحر هذا العام روعي فيه اهتمامات الجميع من الأطفال والعائلات بما يناسب كل الأذواق كما أن تزيين الكورنيـش بالتشكيلات الجمالية التي تستلهم التراث والتاريخ والفنون العالمية جعله كمتحف مفتوح للجميع.