لم تنس محافظة الغاط 250 كيلومترا شمال غربي الرياض وفي غمرة احتفالات المدن والمحافظات السعودية بعيد الفطر المبارك تكريم اثنين من ابناء السعودية لحضورهما المميز في المجالات التي عملا فيها والبصمات التي تركاها في مسيرتهما العملية الطويلة.
واقامت المحافظة مساء أول من أمس وضمن مهرجانها للموروث الثقافي الذي يقام سنوياً برعاية مؤسس المهرجان ومشجعه الاول الامير سعد بن ناصر السديري احتفالاً كبيراً كرمت فيه كلاً من الشيخ عبد الله بن محمد بن خميس الاديب والشاعر والمؤلف المعروف والذي كانت له بصمات ثقافية وادارية واعلامية على مدى اكثر من سبعة عقود، والدكتور احمد بن محمد ابانمي لخدمته للوطن والمحافظة من خلال جهوده وانشطته وبحوثه في مجال طب الاطفال.
وابلغ «الشرق الأوسط» عبد الله الناصر السديري محافظ الغاط ان تكريم ابناء الوطن نهج سارت عليه المحافظة منذ سنوات، معرباً عن سروره واهالي الغاط بتكريم الشيخ الاديب عبد الله بن خميس الذي خدم الموروث الثقافي في البلاد لعدة عقود ولمشاريعه العلمية ومؤلفاته ومقالاته وبحوثه التي يصعب حصرها والمناصب التي تقلدها في الدولة وعضويته في المجمعات العلمية والتاريخية والصحافية داخل السعودية وخارجها، وجهود الدكتور احمد ابانمي في مجال طب الاطفال وعضويته في القطاعات الصحية الوطنية.
وتضمن الحفل العديد من الوان الفنون الشعبية التي شاركت بها فرق من المحافظة والمحافظات الاخرى المجاورة اضافة الى العرضة السعودية التي ادتها فرقة عنيزة المشهورة بهذا اللون التراثي، كما تم تكريم الشعراء المشاركين، وتفاعل الحضور مع شعراء المحاورة (القلطة) التي شارك بها شعراء كبار على مستوى السعودية والخليج، وقدم المهرجان تعريفاً بالمكرمين لهذا العام وهما: الاديب الشيخ عبد الله بن خميس الذي ولد عام 1919 بقرية الملقا بوادي حنيفة قرب الرياض ثم التحق بمدرسة دار التوحيد بالطائف عام 1944 ونال الشهادة الجامعية من كلية الشريعة واللغة العربية في مكة المكرمة عام 1953 ليعين بعدها بسنتين مديراً لكليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض. وقد تولى الشيخ الخميس في عام 1956 إدارة رئاسة القضاء في السعودية، ثم بعدها بخمس سنوات عين وكيلاً لوزارة المواصلات ثم رئيساً لمصلحة المياه في الرياض الى أن احيل على التقاعد بناءً على طلبه عام 1992، وهو عضو في كل من مجمع اللغة العربية في دمشق ومجمع اللغة العربية في القاهرة وعضو المجمع العلمي العراقي إضافة الى عضويته في كل من مجلس الاعلام الاعلى ومجلس دارة الملك عبد العزيز ومجلس ادارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، ويعد من رواد الصحافة السعودية، حيث اسس مجلة «الجزيرة» التي تحولت الى جريدة يومية قائمة الى الان.
وللشيخ بن خميس رصيد كبير من المؤلفات والبحوث والدراسات التاريخية والجغرافية والادبية ودواوين الشعر والمعاجم ابرزها معجم اليمامة.
وحاز المكرم الخميس على جائزة الدولة التقديرية للادب في عام 1982، كما منح وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الاولى في مهرجان الجنادرية عام 2002 وكان الشخصية الثقافية المكرمة، وحصل على وسام تكريم وميدالية من مجلس التعاون الخليجي في مسقط عام 1989 كما حصل على وشاح وميدالية منظمة التحرير الفلسطينية، ووسام الشرف الفرنسي من درجة فارس وقلده اياه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا متران، كما حصل على وسام الثقافة من تونس وقلده اياه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.
اما المكرم الثاني الدكتور احمد محمد ابانمي المولود في الغاط عام 1363 هـ ويعمل طبيباً استشارياً للاطفال وهو اب لثلاث بنات ويجيد اللغات الفرنسية والانجليزية والعربية، فقد حصل على الشهادة الابتدائية والكفاءة المتوسطة من محافظة الغاط ودرس في ثانوية اليمامة في الرياض وتخرج فيها قبل 45 عاماً ليتجه الى فرنسا لدراسة الطب ويحصل من جامعة لويس باستير على شهادة البكالوريوس في الطب عام 1975، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في تخصص طب الاطفال من الجامعة ذاتها عام 1981، وعمل الدكتور ابانمي استشارياً لطب الاطفال ومديراً لمستشفى الاطفال بالسليمانية من عام 1985 وحتى عام 1991، ثم عمل استشاري اطفال في مجمع عيادات خاصة من عام 1991 وحتى الان.
ويحتفظ الدكتور ابانمي بسجل جيد من الخبرات العملية والانشطة، حيث قدم عدة بحوث في مجال طب الاطفال نشرت في مجلات علمية عالمية ومحلية، كما انه عضو في المجلس العلمي لطب الاطفال لدى الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لمدة ثماني سنوات، كما عمل عضواً ممثلاً للقطاع الخاص في اللجنة الوطنية للتطعيمات منذ اكثر من 10 سنوات وعضوا في اللجنة الوطنية الطبية في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض منذ عقد.