«قهوة الفريج» مسرحية كوميدية ساخرة تطرح قضايا اجتماعية واقتصادية

TT

تفاعل جمهور مسرحية «قهوة الفريج» مع أداء الممثلين، خصوصا مع المبدع الصغير عدنان بالعيس، الذي جسد شخصية صلوح القهوجي، والذي تابعه الحضور من خلال أدائه المسرحي بشغف، مقلدين له، ولشخصيته الكوميدية، أثناء أدائه لدوره، حيث يتمتع بالعيس باهتمام واسع ومتابعة فنية من الصغار والكبار بعد تمثيله دور «سعود» في مسلسل مجاديف الأمل.

واستعرضت المسرحية خلال ساعة واحدة، خلال ثاني وثالث أيام العيد، في مقر المخازن الكبرى في محافظة الأحساء، قضية طالما شغلت الرأي العام السعودي إلى يومنا هذا بجميع طبقاته وهي مشكلة الأسهم وغسيل الأموال التي جرّت على أصحابها الويلات، والذي نجح المخرج في تصوير حبكته المسرحية بطريقة درامية ساخرة، لا تخلو من بعض المواقف المأساوية، والذي استطاع من خلالها الممثلون إيصال الفكرة للحضور.

وتدور أحداث المسرحية من خلال شخصيات اجتماعية، تجتمع في أحد المقاهي الشعبية، وتقودهم شخصية ماكرة إلى إحدى الشركات الوهمية، فيقعون في فخ نصب لهم، مضيعين من خلال ذلك كل جنوه من أموال طوال أعمارهم، واقتبس مخرج المسرحية شخصياته من ذاكرة التراث الشعبي الأحسائي، أو بالأحرى الحياة الاجتماعية آنذاك، وهي مسميات شعبية مشهورة مثل صويلح وصلوح وسلوم وبو خليفة وبو سعد وبو عبد الله وبو حسن وبو حسين وبو راشد.

وكان للمكان والزمان دورهما في شد الحضور، من خلال الجدران العتيقة وأزياء الممثلين ذات الطابع القديم والأواني والكراسي المستعملة في القهوة الشعبية، ودورها في تبادل الأخبار المحلية، وتناول بعض القضايا الخلافية منها الصراع الدائر بين رجلين شريكين في القهوة بسبب المال. ولم تخلُ المسرحية من بعض النقد من خلال أداء بعض الممثلين الذين كانوا ضعيفين في تفاعلهم مع النص أثناء أدائهم، إضافة إلى عدم وجود صوت واضح في بعض الحوار الذي كان يدور بين الممثلين نتيجة للأخطاء الفنية في الأجهزة الصوتية.

وكانت خشبة المسرح الذي تواجد فيه حضور كثيف من قبل الرجال والنساء، في تجهيزاته وتصاميمه أيضا ضعيفا وهو الذي أضعف عمل المسرحية، لعدم توفر قاعة مسرحية خاصة مجهزة من كل النواحي الفنية والصوتية والإدارية، والذي يجد فيه البعض صعوبة في التكيف مع العمل رغم إبداع الممثلين لإظهار عملهم بصورة جميلة. والمسرحية من تأليف وإخراج عبد الله بالعيس، والممثلون هم عدنان بالعيس وعبد الكريم الموسى وحبيب المخيدير وأحمد العباد ومهدي العباد وعلي بوصالح وجعفر الشايب وعلى العواس وبدر الحميدي، إشراف أمين آل طالب.