تكدس المسافرين في صالة المغادرة بمطار الملك عبد العزيز بجدة

إدارة المطار تحمل بعض شركات العمرة المسؤولية

TT

حملت إدارة مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة مكاتب العمرة وبعض شركات الطيران الدولية والخاصة مسؤولية تكدس المسافرين والمعتمرين في صالات المطار الدولية التي تقوم بإحضار المسافرين إلى صالة المغادرة قبل مواعيد سفرهم بأوقات كبيرة تصل إلى 48 ساعة أحيانا.

فيما عزا طارق بن حسن قدير، أحد مديري مطار الملك عبد العزيز المناوبين، سبب التكدس إلى العدد الكبير من المعتمرين الراغبين في المغادرة في مواعيد غير مواعيدهم، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن منهم من يأتي للمكان قبل رحلته بـ 48 ساعة وهو محمل بكميات كبيرة جدا من الأمتعة ويتمركز في أماكن وصفوف المغادرة، هذا في الوقت الذي التمس العذر فيه للمسافرين، إلا أنه حمل اسباب ذلك على أصحاب مؤسسات العمرة، التي يتبع لها المعتمرون، مبينا أنها تقوم باحضار الأفواج وتكديسها.

وأشار إلى أن إدارة المطار والعاملين فيه من ورجال الأمن يقومون بمجهود جبارة للحيلولة دون حدوث أي مشاكل ازدحام أو تكدس، وقال «رغم ذلك نواجه صعوبة كبرى»، وأوضح أن هناك مشكله أخرى «تتمثل في صعوبة التعامل مع بعض العقليات خصوصا من القارة الافريقية» والذين رأى استحالة إقناعهم بمواعيد رحلاتهم.

وأضاف قدير أن هناك أسبابا أخرى مثل أعمال التجديدات، والصيانة القائمة حاليا في المطار، مبينا أنها تسببت في اغلاق اثنتين من البوابات الرئيسة العاملة، فيما تعمل حاليا بوابتان، مشيرا إلى أن إدارة المطار تضطر في بعض الأوقات إلى إغلاق البوبات تماما «وذلك لتقليل نسبة الازدحام الكبير في الصالة» مقرا بأن ذلك تسبب في عرقلة ومغادرة الرحلات على بعض المعتمرين، بيد أنه استدرك القول «ولكننا مضطرون لذلك، ماذا نفعل؟ هل نتركهم يتزاحمون وتكون المشكلة اكبر».

من جانبه أكد محمد البركاتي، المشرف العام على الصالة، لـ«الشرق الأوسط» ما قاله طارق قدير، مشيرا إلى أن هناك عملية فرز تتم في احدى نقاط التفتيش الخارجية لبعض المجموعات «ولكن هناك من يأتون بسيارات صغيرة ويتسببون في ذلك الازدحام» وشدد على أن السبب يعود في ذلك إلى سوء تنظيم منظمي الرحلات وغياب التنسيق.

وعودة إلى مدير مطار الملك عبد العزيز المناوب، والذي أكد أنه لا توجد حلول سوى التزام الشركات والمؤسسات بمواعيد الرحلات، فقد شدد على حجم المعاناة الكبيرة التي يجدها العاملون، مؤكدا «إننا نواجه الكثير من اللوم من المسافرين وتصل أحيانا إلى درجة الانتقاد رغم أننا ليس لنا من الأمر شيء والسبب الرئيسي هي تلك الشركات والمسافر نفسه».

«الشرق الأوسط» وقفت ميدانيا على ساحات المطار والمسجد الملحق بداخله، حيث كانت أعداد كبيرة من المسافرين تتكدس في تلك الأماكن، وعند سؤال البعض منهم قال إن رحلته بعد 10 ساعات وحضر ومعه عفش يفوق الـ 70 كيلو.

فيما حمّل بعض رجال الأمن في الموقع الشركات مسؤولية ذلك التكدس وأشار احدهم بقوله بشيء من الضجر «إننا نضطر إلى ترك مواقعنا والحضور إلى الصالة والمساهمة في التنظيم مع إدارة المطار» وأضاف «إننا نضطر إلى حمل أمتعة بعض المعتمرين ووضعها في أماكن أخرى» ودعا وزارة الحج إلى ضرورة مراقبة هذه الشركات.

يذكر أن تقارير ذكرت أن صالات الحج بمطار الملك عبد العزيز شهدت قبل أيام حالات تكدس أكثر من 8 آلاف معتمر مصري، وهذا ما نفاه أحد المديرين العاملين في المطار، واشار إلى أن الانظمة الدولية تلزم الجهات المسؤولة عن نقل المسافرين إلى الفنادق من منطلق مسؤوليتها عنهم، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن صالات الحجاج هي لإنهاء الاجراءات والسفر ولا يمكن أن تكون مكانا لتكدس مثل هذه الاعداد.

فيما قالت التقارير ذاتها إن تكدس المعتمرين كان نتيجة تخلي شركة الطيران المصرية الخاصة عن الايفاء بالتزاماتها، وجدولة إعادتهم إلى ديارهم.