عنترة بن شداد العبسي وقيمه في رسالة ماجستير في جامعة الملك فيصل

هل تصلح قيم بطل في العصر الجاهلي لإنسان العصر الحاضر؟

لجنة التحكيم تناقش الرسالة
TT

أثارت رسالة ماجستير قدمتها إحدى طالبات الدراسات العليا، في محافظة الأحساء حول (القيم الخلقية في شعر عنترة بن شداد العبسي، دراسة موضوعية وفنية) الكثير من التساؤلات حول القيم التي جاءت في شعر البطل العربي الشهير، إضافة إلى ضرورة الوقوف على هذه القيم الإنسانية من الناحية العلمية، ودراستها من النواحي السلوكية والنفسية والاجتماعية، لما تحمله من الكثير من المتضادات التي فرضتها البيئة الحياتية والثقافية في ذلك الزمن، مثل قيم الحرب وقيم الحب وكذلك الحرية والرق.

وتطرقت الدراسة إلى العديد، من الجماليات والصور الإبداعية في شعر عنترة وكذلك النواحي الفنية التحليلية للقيم السائدة التي جاءت في شعره، وتطرقت الدراسة إلى بعض القيم الخلقية التي كان يتمتع بها العصر الجاهلي وأشارت الباحثة إلى نبذ عنترة لهذه القيم، والتي كان على رأسها التمايز بين افراد المجتمع بسبب اللون أو القبيلة وغيرها.

وتمت مناقشة الرسالة في مقر كلية التربية بجامعة الملك فيصل في محافظة الأحساء، أمس والتي تقلمت بها الطالبة فاتن عبد اللطيف العامر. ولقي النقاش الكثير من التساؤلات حول المنهجية العلمية التي اتبعتها الباحثة في دراسة هذه القيم، كما تم طرح العديد من التساؤلات حول القيم الخلقية لشخصية الشاعر، ليفرز النقاش الكثير من التساؤلات والتي كان من أهمها، هل لهذه القيم مثل الشجاعة، الكرم، الحرية، حسن الخلق، الإيثار، الوفاء، الحب والقوة، حضور في الوقت الحاضر، أم أنها تراجعت في عصر الانفتاح والعولمة، وثقافة الاستهلاك؟

وطرح المناقشون بعض الملاحظات حول الرسالة العلمية، تباينت بين الإيجابية في الصياغة والأسلوب الجمالي الأدبي والمنهجي وتعدد المصادر والمراجع التاريخية، وبعض الأخطاء التي وقعت فيها الباحثة من الناحية النحوية واللفظية إضافة إلى عدد من التساؤلات التي لم ترد لها إجابات شافية في البحث بسبب اقتضابها واختصارها في بعض الفصول. واتفق المناقشون على جمالية الفكرة المطروحة، والتي تسهب في إظهار القيم الخلقية في شعر العصر الجاهلي العربي آنذاك، في حين أنها تجتهد في تلمس جمال القيم الإنسانية والتي لا تختلف من عصر إلى آخر، كما أن المنهج الذي اتبعته الباحثة خلال الرسالة، يطرح الكثير من التساؤلات القيمة والتي يمكن لها أن تثري مخيلة كثير من الباحثين عند قراءة الرسالة، لتفتح الطريق أمامهم في دراسات أخرى حول أفكار ومواقف تناولتها الدراسة. وأشاد كل من الدكتور ظافر عبد الله الشهري والدكتور مجدي محمد خواجي والدكتور شهير أحمد دكروري، المناقش للرسالة بما تضمنته الرسالة لاحتوائها على نواح إبداعية فنية وتحليلية في إظهار المأثورات والقيم الإنسانية في ذلك العصر.