مدرسة حكومية تقص شريط التوعية الفكرية بـ«الإيدز»

في تحرك رسمي لجهة تعليمية بعد صدور توجيهات للحديث حول «المرض»

جانب من المحاضرة التي ألقيت في باحة مدرسة الأمير نايف المتوسطة (تصوير: غازي مهدي)
TT

فتحت مدرسة حكومية متوسطة للبنين أبوابها في سابقة هي الأولى، أمام فريق من المركز الوطني لمكافحة الإيدز، لوضع الطلاب والمعلمين أمام حقيقة المرض وأخطار العدوى، وهي الخطوة التي ينتظر أن يتم تعميمها على مختلف المدارس في جدة.

وساد الوجوم ملامح أكثر من 500 طالب في متوسطة الأمير نايف بن عبد العزيز، وهم يستمعون لمعلومات عن الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب «الإيدز»، وبدا ذلك واضحا من حالة الهدوء التي سادت طوال 30 دقيقة، تحدث فيها متخصصون في التوعية ضد أخطار المرض.

وقال مسؤولون في فريق التوعية، ان الشريحة العمرية ما بين 13 الى 16 عاما، هي التي يرون أنها تمثل الصعود الهرمي ببرامج التوعية نحو خلق «مناعة اجتماعية تواجه المرض القاتل».

وتخللت البرنامج محاضرة دينية قصيرة من أحد التربويين في المدرسة، الذي ذكّر بعقوبة «الفواحش، الزنا، واللواط»، غير أنه أقحم مسائل ليس لها علاقة مباشرة بالاصابة بالمرض كـ«الاستماع للاغاني»، وهو ما دعا، أحد الطلاب لسؤال زميله: «هل الأغاني تنقل المرض».

من جانبه أكد محمد الشهري، مدير متوسطة الامير نايف بن عبد العزيز، الواقعة في إسكان قوى الأمن الداخلي في جدة، «ان توجيهات رسمية من الأمير خالد الفيصل تحث على توعية الطلاب بمثل هذا المرض وأخطاره ومسبباته»، داعيا أن «تكون هذه الخطوة، قصا لشريط برامج توعوية قادمة يشارك فيها الطلاب بفعالية أكبر».

الطلاب الذين افترشوا ساحة المدرسة، كانت أحلامهم في مستقبل وحياة آمنة تفترش هي الأخرى فضاء أفكارهم. يقول الطالب نواف القحطاني «ما تعلمته اليوم، سأخبر أصدقائي وعائلتي به.. كنت أستمع وأفكر في مستقبلي»، ويتأمل القحطاني سقف غرفة مديره، وكأنه يشاهده للمرة الاولى «أشكر مدرستي هذا الصباح.. لقد تعلمت أشياء كثيرة عن مرض الايدز وكيف أحمي نفسي منه».

عبد الله وريان الغامدي، الطالبان في المدرسة، كانا يتحدثان عن نظرتهما لمريض الايدز وكيف أنهما سيعيدان التفكير في طريقة التعامل معه فيما لو كان هذا المريض قريبا أو صديقا أو جارا.

من جانبه قال عبد العزيز الشراري، وهو مسؤول عن الاشراف التربوي، حول التجربة الاولى «شخصيا استفدت.. هذه الاسباب المتفرقة للاصابة بالمرض تجعلنا جميعا نعيد التفكير حول حقيقة المرض والتعامل مع المصاب»، كما أضاف حول تأخر دخول فرق التوعية للمدارس الحكومية في السعودية، «ان مرض الايدز كان من المحرمات التي يصعب الحديث فيها» مرجعا الغياب السابق «لما كان المرض يرتبط به من مسببات معينة كان لا بد من مواكبة المرحلة العمرية التي يمكنها إدراك أمور لا بد من شرحها توعويا».

وأضاف الشراري، ان اختيار مدرسة متوسطة هو الأنسب للبدء في برامج توعوية تنتقل مع الطلاب في مراحلهم المختلفة، وهو ما يضع الطالب أمام أسئلة حقيقية ومهمة.

وتميزت بعض أسئلة الطلاب بوعي واضح من خلال اهتمامهم بنوعية المرض، وتفاصيل علمية حوله، حيث بدت كلمات مثل «خلايا» و«فيروس» مفردات مألوفة لدى الطلاب، وهو الأمر الذي أشار له فريق التوعية القادم من المركز الوطني لمكافحة الايدز، بأنه «يشجعهم أكثر على التوسع في مثل هذا النشاط التوعوي المدرسي».