مكة المكرمة الأولى في حالات التسمم الغذائي تليها الشرقية

دعوات بإغلاق المحلات المتهمة فورا

TT

سجلت منطقة مكة المكرمة والمحافظات والمدن والقرى التابعة لها اعلى نسبة في تسجيل بلاغات التسمم الغذائي في السعودية، فيما جاءت المنطقة الشرقية في المركز الثاني. وكشف الدكتور غسان الطبري أستاذ صحة اللحوم في قسم الصحة العامة البيطرية بكلية الطب البيطري بجامعة الملك فيصل على هامش افتتاح دورة الوقاية من التسمم الغذائي والصحة الغذائية التي تنظمها حاليا الجمعية الطبية البيطرية السعودية برعاية بلدية محافظة الأحساء أن سبب ارتفاع حالات التسمم في منطقة مكة المكرمة يعود الى انفتاح المنطقة على الوافدين من المعتمرين والحجاج.

وأرجع الدكتور غسان الطبري اسباب ارتفاع هذه الحالات في المنطقة الشرقية الى التسمم الناتج عن اللحوم الحمراء وتمثل الدواجن المصدر الأكبر للتسمم في بقية مناطق المملكة الأخرى.

وبين ان الاحصاءات سجلت اقل نسبة تسمم في الحليب بسبب الكفاءة العالية لمصانع الحليب في المملكة. إلا ان مشتقات الحليب وخصوصا اللبن تسجل النسب الأكبر من التسمم ويرجع ذلك الى اسباب الحفظ غير الصالح او انتاج لبن منزلي بأساليب غير صحية. وحول التسمم الميكروبي واشكاله والأعراض الناتجة شدد الدكتور محمد الجزيري استشاري الطب الوقائي في مجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران على اخطار التسمم الميكروبي كالسالمونيلا في اللحوم. وخلال توضيح اشكال التسمم الكيميائي والإشعاعي، أوضح الدكتور يحيى احمد حسين استاذ علم السموم والطب الشرعي بقسم الدراسات الإكلينيكية بكلية الطب البيطري بجامعة الملك فيصل ان اهم اجراء يجب اتباعه خلال التسمم بالمواد الكيميائية هو العلاج الوقائي من خلال اعطاء المواد التي تمنع او تقلل بشكل كبير امتصاص المواد الكيميائية.

وشدد على مخاطر عدم الاهتمام في تنظيف الخضروات من المبيدات الحشرية بشكل جيد. وأكد ان الاهمال قد لا يكون له نتائج آنية بل ان تناول الخضروات الملوثة بالمبيدات قد يكون له اثر تراكمي لا يظهر إلا بعد فترة طويلة من تراكم المادة في الجسم. كما دعا المزارعين والمربين الى الامتناع عن تجريع مواشيهم ببعض انواع المبيدات الحشرية لغرض منع اصابتها او علاجها من بعض الأمراض الطفيلية وذلك لتراكم هذه المواد في الشحوم ومن ثم انتقالها الى المستهلك. من جانبها تحدثت الدكتوره تماضر كردي مسؤولة برنامج الأغذية بالإدارة العامة للصحة الوقائية بوزارة الصحة عن اسباب وطرق تلوث الأغذية والتقنيات الحديثة في تشخيص التسمم الغذائي والاستقصاء الوبائي الميداني لحوادث التسمم الغذائي وأكدت على اهمية تعميم تقنيات الاستقصاء الوبائي على الإدارات المعنية بصحة الغذاء لما له من دور بارز في التعرف على مصادر التسمم وأشكاله والبؤر التي قد ينتشر من خلالها التسمم الغذائي كما دعت الى تطبيق التعليمات التي اقرتها اللوائح الخاصة الصادرة من الجهات المعنية في تشديد الرقابة على المحال التي لا تطبق الشروط الصحية بصرامة وجدية. وقد أكدت ان التعليمات تقتضي اغلاق المحلات والمراكز التي يكشف فيها مصدر للتسمم حال التعرف عليها دون الانتظار الى الحصول على نتائج التحليل المخبري كما اشار الى ذلك قرار مجلس الوزراء الصادر بهذا الصدد.

وفي حديثها على التقليل من مخاطر التلوث بمسببات التسمم في المنازل والمطاعم ابدت جملة من النصائح منها التأكيد على نظافة الأيدي وعدم محاولة فتح الحافظات المحتوية على مختلف مواد المستخدمة في الطهي قبل تنظيفها وحفظ ادوات الطهي الخاصة باللحوم كالسكاكين بعيدة عن تلك الخاصة بتقطيع الخضروات منعا لتلوثها.