7 مليارات ريال تتكبدها خزينة الدولة لعلاج مصابي السكري

28% من سكان السعودية مصابون بالمرض

مبالغ طائلة تنفقها وزارة الصحة للحد من انتشار داء السكري بين المواطنين والمقيمين («الشرق الأوسط»)
TT

أكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن احمد خوجة أن هناك 28 في المائة من سكان السعودية مصابون بمرض السكري ممن هم فوق سن 30، أي ان هناك أكثر من مليون سعودي مصاب بمرض السكري.

وقال الدكتور خوجة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن مرضى السكري في السعودية سيتضاعفون عام 2020 ليصل عددهم الى أكثر من مليوني مريض، وعن تكاليف مرض السكري التي تتكبدها وزارة الصحة قال الدكتور خوجة إن تكاليف مرض السكري على المستشفيات والمرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة تقدر بحوالي 7 مليارات ريال سواء تكاليف مباشرة أو غير مباشرة.

وعن مواطني دول الخليج العربية، أشار الدكتور خوجة الى أن ما بين 5 - 4 من مواطني دول مجلس التعاون، إما مصابون أو سيصابون بالسكري خلال السنوات القليلة المقبلة. وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذا الوباء، فإن أكثر من 333 مليون أو 3.6 في المائة من السكان سيصابون بهذا المرض بحلول عام 2025، كل ذلك سيؤدي إلى العبء الكبير على تكاليف الرعاية الصحية.

وقال الدكتور خوجة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السكري تحت شعار «اتحدوا من أجل السكري» 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، إن من العوامل التي ساعدت على زيادة معدلات الانتشار لداء السكري، النمو السكاني، و«تشيخ» السكان وزيادة عدد المرضى الذين يتم تشخيصهم نتيجة الاهتمام المتزايد بذلك المرض ولإجراء المسوحات الكبيرة في شتى بلدان العالم.

وقال الدكتور خوجة إن داء السكري من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى العالم، حيث بلغت نسبة انتشاره ما يقارب الـ 5 في المائة من إجمالي سكان العالم وتزداد هذه النسبة كثيرا في بعض الدول، خصوصا الدول التي مرت بقفزة حضارية كدول مجلس التعاون التي شهدت تطورا وازدهارا في كافة المجالات وأخص هنا المجال الصحي، وذلك نتيجة للتغيرات التي طرأت على أساليب وأنماط المعيشة لما تحظى به المجتمعات الخليجية والإقليمية والدولية من رفاهية وما استتبع ذلك من ظهور وتزايد لمعدلات الإصابة بالأمراض المزمنة ومنها داء السكري.

وأوضح خوجة أن مرض السكري يرتبط ارتباطا وثيقا بعوامل خطورته والمتمثلة بالسمنة وقلة النشاط اليومي وزيادة السعرات الحرارية المستهلكة من قبل الفرد، إضافة إلى العامل الوراثي الذي يلعب دورا مهما، وقد أفادت الإحصاءات والدراسات الوبائية المبكرة في بعض دول مجلس التعاون انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني، فنسبة الإصابة قد تجاوزت 10 في المائة في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ومملكة البحرين هذا بالنسبة للإصابة بداء السكري، أما معدلات الإصابة باعتلال استقلاب السكر (وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلا) فقد تجاوزت نفس النسبة، وهذا يعني أن المجتمع مصاب أو سيصاب بالسكري بنسبة تزيد على 20 في المائة وهذه النسبة مرتفعة جدا إذا ما قورنت بالدول الأخرى.

وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية أخيراً أنه من المتوقع ارتفاع عدد المصابين بمرض السكري في العالم ليصل الى 370 مليون بحلول عام 2030 مما سيكلف ما بين 213 ـ 396 بليون دولار دولي بحلول عام 2025 مما سيلتهم نحو 40 في المائة من الميزانيات الصحية للدول. وعليه فإن مرض السكري يعد من الأمراض الأكثر تكلفة سواء التكلفة المباشرة التي تقدر بنحو 6 في المائة من الميزانية الكلية في الدول المتقدمة اقتصاديا وتصل هذه التكاليف إلى 60 بليون دولار أميركي في الولايات المتحدة، 94.16 بليون دولار في اليابان، 67.10 بليون دولار في ألمانيا وكذلك التكاليف غير المباشرة من جراء فقد عائل الأسرة والأشخاص المنتجين فيها والوقت المفقود وتأثير ذلك في الإنتاج.