خبير صحي: أدعياء الطب الشعبي يقطعون الطريق على مرضى «السكري» في العلاج

وسط تحذيرات من وصفات «مشبوهة» قد تؤدي للعمى

شخص يجري فحصا على السكر «الشرق الأوسط»
TT

حذر الدكتور محمد علي زاهر استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر بالمركز الطبي بينبع الصناعية، من اتباع وصفات المشعوذين من الأعشاب وغيرها التي انتشرت اخيرا عبر مواقع الانترنت وبعض الناس الذين يدعون أنهم علماء في الطب الشعبي، مؤكدا عدم وجود دواء لمرض السكري الا عن طريق الأنسولين والأدوية المعتمدة من وزارة الصحة السعودية وهي توزع في المستشفيات وتباع في الصيدليات بمختلف أنواعها.

وذكر الدكتور زاهر انه من اخطر أسباب اتباع هؤلاء المشعوذين،الذين يدعون أنهم علماء في الطب الشعبي، ان المريض يقوم بالابتعاد عن الأدوية المعروفة والاتجاه إلى الوصفات غير الطبية وهذا الأمر من شأنه جلب مضاعفات كبيرة، مثل الفشل الكلوي والاعتلال البصري وفقدان البصر في ما بعد غير الأمور الأخرى المستقبلية من الجلطات وغيرها جراء عدم أخذه الدواء واتباع الوصفات الغريبة. وقال زاهر «دائما ما يستفسر مرضاي من هذه الوصفات وانصحهم بعدم أتباعها وعدم وقف استخدام الدواء الا باستشارة مني».

وشدد زاهر على النساء المرضى بالسكري من استشارة طبيب السكر الذي تراجع لديه في قرار الحمل، ولا تقوم باتخاذ هذا الأمر من تلقاء نفسها لإمكانية حدوث تشوهات للجنين أثناء فترة الحمل أو تسمم الحمل أو الإجهاض، ويجهل معظم النساء هذا الأمر ويفاجأ طبيبها بهذا الأمر في وقت لاحق وتضعه في موقف لا يمكنه صنع شيء».

وزاد زاهر «تتمثل خطورة الحمل على مرضى السكري، حيث تأخذ المريضة حبوبا قبل فترة الحمل. وأثناء فترة الحمل يجب أن توقف المرأة الحامل الحبوب وتستخدم ابر الأنسولين، لان الأنسولين لا يخترق جدار الرحم وليس له أي أضرار على الجنين على خلاف الأدوية الأخرى، وخلال فترة الحمل يزود الطبيب المعالج المرأة الحامل بجرعات اكبر كلما اقترب موعد الولادة لان الهورمونات في الجسم تعمل على منع وصول الأنسولين وهذا هو سبب الزيادة».

وطلب زاهر من المصابين بالسكري مراجعة طبيبهم بأنفسهم واجراء فحوص بشكل مستمر عن طريق الأجهزة الحديثة التي يمكن استخدامها في المنزل، لأننا نلاحظ أن بعض المرضى يوجد لديهم استهتار بهذا المرض، ويقوم بإرسال احد أبنائه أو بناته من اجل جلب الدواء كالمعتاد وهذا يعتبر جهلا من قبل المريض وأسرته، ويجب حضور المريض أو المريضة بنفسه لمتابعة الحالة والوقوف على آخر التطورات في الجسم لان مرض السكري له مضاعفات سريعة لا يمكن السيطرة عليها الا عن طريق المعرفة المسبقة لحالة المريض.

واضاف زاهر: هناك تأثير مباشر لمرض السكري على العلاقات الزوجية، سواء للرجال أو النساء لأنه يؤدي عند الرجال إلى ضعف التوصيل الشرياني مما يخل بوظيفة الانتصاب، كذلك حدوث خلل في الأعصاب الطرفية مما يؤدي إلى خلل في الديناميكية فضلا عن إمكانية حدوث خلل في المستقبلات العصبية وهورمونات الذكورة، بالإضافة إلى الاكتئاب والتوتر وهذا من شأنه التأثير في العلاقات الزوجية، مضيفا أن مرض السكري يؤثر في النساء من خلال زيادة الحساسية والالتهاب في المهبل نتيجة زيادة مرات التبول عند المرأة المصابة بالسكري، الذي يؤدي بدوره إلى حدوث برود جنسي. وتقول فتحية بالي مثقفة سكر في المركز الطبي بينبع الصناعية «ان الشريحة الأكبر المعرضة لمرض السكري في هذه المنطقة هم النساء بسب العادات اليومية ووجود الخادمات في المنازل وهذا من شأنه زيادة الوزن عند النساء ومن ثم الإصابة بالسكري، وعن طريقة تعاملي مع من هن معرضات للإصابة بالسكري من النساء انصحهن دائما بتغيير نمط الحياة والخروج للقيام بالرياضة وان تقي الواحدة نفسها من السكري قبل أن يأتي إليها، واذكر لهن على سبيل المثال تجربتي الشخصية في ممارسة الرياضة يوميا والمحافظة على وزني وأقدم لها اقتراحات للاماكن المخصصة وأقدم لهن كل المعلومات التي من شأنها مساعدتهن للوقاية من مرض السكري، أما المصابون بمرض السكري فيوجد بيني وبينهم خط مفتوح لاستقبال التساؤلات وغيرها من هذه الأمور، بالإضافة إلى تقديم بروشورات وكتيبات بشكل مستمر عن مرض السكري». يذكر أن المركز الطبي بينبع الصناعية قام بحملة لفحص الدم في ينبع الصناعية خلال يوم السكري العالمي في 14 نوفمبر، وتوزيع كتيبات وبروشورات على الحضور وقدم عدة ندوات تعريفية بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني.