استشاريون يؤكدون تعرض أجيال مختلفة لخطر الإصابة بأمراض القلب

اعتبرت المرض العامل الثاني لحصد أرواح سكان دول الخليج

TT

كشف عدد من الاستشاريين السعوديين عن ارتفاع نسبة أمراض القلب في السعودية، لتشكل العامل الثاني للوفيات بعد حوادث السيارات، في كل من السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.

وأشارت الدكتورة هويدا القثامي، استشارية أمراض القلب، إلى تنامي نسب الإصابة بأمراض مثل الذبحات الصدرية بين السعوديين والسعوديات، في مراحل سنية لم تكن تسجل هذه الحالات فيها، وقالت ان «مراكز القلب المتخصصة في السعودية، سجلت حالات ذبحات صدرية لشبان تقل أعمارهم عن الـ 30 سنة وبشكل مرتفع، في حين أن هذه الحالات كانت تسجل قبل 25 سنة في مراحل سنية متقدمة وكانت تسجل هذه الحالات في النساء بعد سن 45 سنة في حين كانت تسجل لدى الرجال في سن 55 سنة».

وأرجع معظم الاستشاريين هذه الحالة إلى تفشي ظاهرة التدخين سواء كان إيجابياً أو سلبياً بين الشباب والشابات، ففي حين كانت نسبة الوفيات بأمراض القلب لا تتجاوز 2 في المائة قبل 25 سنة من أجمالي عدد الوفيات في السعودية، ارتفعت هذه النسبة إلى 20 في المائة بحسب الدكتورة هويدا القثامي رئيسة قسم جراحة القلب من مركز الأمير سلطان لمعالجة وجراحة أمراض القلب بمستشفى القوات المسلحة بالرياض.

وأضافت القثامي أن العبء الطبي الذي يقع على مراكز القلب في السعودية، أغفل جانبا مهما وهو جانب الإحصاءات الدقيقة حول عدد المصابين بأمراض القلب في السعودية، مضيفة أن المراكز السعودية لطب وجراحة القلب تعد مع الجامعات السعودية في الفترة الحالية، لإطلاق برنامج زمالة في طب وجراحة القلب، وذلك للمركز المرموق الذي حققته المراكز السعودية على هذا الصعيد. وكانت الدكتورة القثامي قد أجرت تسع عمليات لأطفال تتراوح أعمارهم بين سن الـ3 سنوات والـ18 سنة، لتركيب صمام رئوي، من دون الحاجة إلى إجراء عملية قلب مفتوح، أو وضع المريض على القلب الصناعي، وتقول القثامي ان العملية تستغرق ما بين الـ 7 إلى 10 دقائق، ويمكن للمريض أن يعود إلى المنزل في اليوم الرابع للعملية.

من جانبه ذكر البروفيسور محمد التركي استشاري أمراض القلب، ورئيس جمعية القلب بالمنطقة الشرقية، أن نسب الإصابة بأمراض القلب تزيد في السعودية كل عام، مرجعاً ذلك إلى التغير في العادات الغذائية وتفشي مرض السكري، إضافة إلى انتشار عادة التدخين بين الشباب من الجنسين، كذلك عدم ممارسة الرياضة، وذكر التركي أن حصة أمراض القلب من الميزانية الصحية تصل إلى الثلث، وذلك لزيادة تسجيل الحالات سنة بعد أخرى.

في حين ذكر الدكتور مصطفى الرفاعي رئيس قسم القلب بمركز البابطين، أن غياب الإحصاءات الدقيقة عن أمراض القلب في السعودية، يخفي الحجم الحقيقي لمشكلة أمراض القلب، مبيناً أن الفترة الحالية يتم فيها تسجيل حالات إصابة بأمراض الشرايين التاجية تقل عن معدل تسجيلها السابق بـ 20 سنة.

من جهة أخرى ذكر الدكتور حامد العمران مدير مركز البابطين لطب وجراحة القلب، الجهة المنظمة للمؤتمر، أن هناك حملة تثقيفية يتم الإعداد لها لإطلاقها في كل من السعودية والبحرين والإمارات وعمان، وذلك في الفترة المقبلة وتهدف هذه الحملة إلى تكوين مفاهيم جديدة، إضافة إلى مناقشة سلوكيات خاطئة على رأسها التدخين والسمنة، كذلك زرع توجهات صحية جديدة لدى المواطنين والمقيمين في هذه الدول من خلال حثهم على الكشف المبكر على وظائف القلب بعد سن الـ 35 سنة، كضرورة صحية لتلافي المشاكل الصحية في المستقبل. وتمت دعوة 250 استشاريا بمختلف تخصصات القلب لحضور المؤتمر.