السرعة وعدم ربط الحزام والانشغال.. «ثلاثي الموت» في حوادث السعودية

184 حادثا تقتل 50 شخصا في الطائف

TT

جاءت السرعة الجنونية وعدم ربط حزام الأمان والانشغال أثناء القيادة، كأهم ثلاثة أسباب للحوادث في مختلف المناطق السعودية في جميع الدراسات التي أعدتها الجهات المرورية.

وأوضح المقدم محمد بن عوض الثبيتي، مدير شعبة الحوادث في محافظة الطائف، في محاضرة عنوانها «حوادث المرور وطرق الحد منها»، نظمتها كلية الملك عبد الله للدفاع الجوي بالطائف ضمن الأسبوع الذي تنظمه الكلية عن الحوادث المرورية ومخاطرها، أن السرعة تعد من أكبر الأخطاء في داخل المدن وخارجها، مبيناً أن وراء كل حادث مروري سرعة غير قانونية تخلى قائد المركبة فيها عن الالتزام بالحد المعلن للسرعة، بالإضافة إلى الانشغال عن قيادة المركبة وعدم ربط الحزام، مفيدا أن الدراسات النظرية والميدانية أفضت لمحاصرة معظم الحوادث في السعودية للأسباب الثلاثة.

وأبان مدير شعبة حوادث الطائف «أن الإحصاءات أثبتت وقوع السواد الأعظم من السائقين في مغبة الانشغال وعدم التركيز على الطريق والمركبات المجاورة»، معزياً أن الجوال والمكالمات والالتهاء بالمسجل الصوتي والراديو من المؤشرات في تنامي حالات ارتفاع الحوادث في السعودية، موضحاً في محاضرته أنه «ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه أثناء القيادة».

وأعلن المقدم الثبيتي أن الإدارة العامة للمرور في الطائف، رصدت مائه وأربعة وثمانين حادثاً شنيعاً في شهر رمضان المنصرم، تكللت عن قتل خمسين شخصاً، وهي مؤشر خطير في شهر واحد كانت السرعة هي المسبب الرئيس في هذه الحوادث جميعها، مبيناً أن هذا العدد رقم عالمي كبير في إحصاءات حوادث السير ويدق نواقيس الخطر وينذر بمأساة كبيرة ما لم يصل المواطنون والمقيمون إلى مستوى توعوي ينطلق الجميع من خلاله للحد من زيادة الوفيات.

وأشار المقدم محمد الثبيتي أن الحوادث على الطرق السريعة، ناتجة عن السرعة في المقام الأول، يليها الإرهاق وعدم أخذ قسط وافر من الراحة، مبيناً أن الحوادث في الطرق السريعة سجلت ارتفاعات كبيرة في وجود تنامي في الحوادث داخل المدن، وهو ذات الشيء الذي لم تكن تعرفه السعودية منذ عشرات السنين، فأصبحت وبلغة الأرقام ارتفاع المعدلات داخل المدن والوفيات بسبب وجود مركبات متطورة جداً وذات تقنية ومزودة بأحدث وسائل السرعة في يد أحداث وأطفال صغار بعضهم سيمضي بقية عمره في مستشفيات المعاقين وجثةً لا حراك بها.

وأشار الثبيتي إلى أن سلامة المركبة وإطاراتها وأجزاءها الداخلية، مطلبٌ مهم يتساوى في أهميته مع الأجزاء الخارجية التي للأسف هي جل اهتمام الشباب، متناسين أن إهمالاً بسيطاً في داخل المركبة قد يدفع ثمنه السائق طيلة عمره، موضحاً في ذات السياق أن الإدارة العامة للمرور بالطائف حصرت أماكن التفحيط العامة وستقوم بآليات معينة وفق خطط مدروسة توعوية وجزائية للحد من ظواهر التفحيط في الطائف، حيث ستقوم حملات التثقيف المرورية بزيارة للمدارس وإلقاء المحاضرات لأن سجن الأحداث بين مع الوقت عدم نجاعته ويسهم بشكل كبير في انحراف سلوكيات معظم الشباب.