تظاهرة علمية في «العلوم والتقنية» لتسليح المجتمع تقنيا

بإشراك الجنسين والأطفال بموضوعات عن الأقمار والفلك والمواد المشعة

الدكتور محمد السويل يرافقه الأمير الدكتور تركي بن سعود آل سعود وعدد من المسؤولين في افتتاح الأسبوع العلمي («الشرق الأوسط»)
TT

انطلقت في وقت مبكر من صباح أمس في الرياض تظاهرة علمية وتقنية لتسليح المجتمع تقنياً ومعرفياً، وتزويده بجرعات معرفية وتقنية مكثفة في جوانب ومجالات علمية متعددة، في ظل ما يوصف بـ«تحديات» تفرضها الثورة العلمية والتقنية في الوقت الراهن على المجتمع، وتنعكس على حياته إذ «تتطلب منه مواجهتها بالمزيد من العلم والاكتشاف».

وتستضيف «مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية» مسؤولين وباحثين ومشاركين، كما تستضيف رجالا ونساء وأطفالا خلال التظاهرة التي أطلقتها أمس تحت شعار «أسبوع العلوم والتقنية 2» وتقوم بإشراكهم على مدى 6 أيام بورش عمل ومحاضرات ومعارض تتعلق بالأقمار الصناعية، الطيران، الفلك، نظم المعلومات، البترول، الغاز، التقنيات الحيوية، المياه، البلاستيك، المواد المشعة، والحاسب الآلي.

ويعد هذا الأسبوع الذي تستمر فعالياته ومناشطه لـ«6 أيام» متتالية مرحلة مهمة في خارطة التوجه التقني والعلمي الذي تنتهجه السعودية منذ سنوات، خاصة في ما يتعلق بالاختراعات والاكتشافات التكنولوجية المتعلقة بأنظمة المعلومات والطيران والتقنيات الحيوية المتعددة. ومن المتوقع أن يكتسب «الأسبوع العلمي» الذي تعقده المدينة في دورته الثانية متابعة وحضورا كبيرين بسبب ما تحمله أيام الأسبوع من موضوعات مهمة وجلسات تعلق عليها آمالٌ عريضة يتضمنها جدول أعمال المحاضرات والمعارض، وتأتي على رأسها جلسة تستعرض «نظام براءات الاختراعات في السعودية، وأخرى عن «البترول والصناعات البتروكيميائية»،إلى جانب جلسة هامة تتناول «الحاسب والتجارة الإلكترونية».

وتحدث مسؤولون أمس في أعقاب إطلاق الأسبوع الذي تعلق عليه السعودية آمالاً في النهوض بالمستوى العلمي والتقني عن «ضرورة تسليح المجتمع بمجموعة من الأساسيات الثقافية العلمية كي يكون قادراً على مجابهة التحديات التي يفرضها الواقع».

وفي هذا السياق أكد الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بأن الأسبوع جاء ليحقق التواصل بين المدينة والمجتمع، مشيراً إلى أن قطاع العلوم والتقنية بات يتحكم في جوانب متعددة من الحياة خلال السنوات الأخيرة، واضاف:«يمكن للمواطن أن يطور جوانب حياته إذا تسلح بأساسيات الثقافة العلمية».

وبحسب السويل فالأسبوع الذي يفتح أبوابه منذ الصباح الباكر وحتى المساء لكل أفراد المجتمع بلا استثناء، يأتي ضمن أدوار يمليها نظام عمل المدينة يشكل 3 محاور رئيسية تتمثل في التواصل مع المجتمع ودعم التوجهات الوطنية والإسهام في المعرفة الإنسانية، مضيفاً بأن ذلك سعي لدعم التوجه نحو تحقيق التواصل الفاعل مع أفراد المجتمع، وردم الفجوة القائمة بين الفرد من جهة والعلوم والتقنية من جهة أخرى «لبناء بنية علمية حقيقية تنشر التفكير العلمي بين كافة طبقات المجتمع».

من جهته أوضح الدكتور طارق الخليفة المشرف على معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء رئيس اللجنة التحضيرية للأسبوع أن هناك توجها قويا لمد جسور المعرفة بين المدينة وهي المؤسسة المعنية بالبحث العلمي والمجتمع، ونشر الوعي والثقافة العلمية بين أفراد المجتمع، وإبراز أنشطة وجهود المدينة في مجال العلوم والتقنية، فضلا عن تثقيف طلبة المدارس والجامعات بأهمية العلوم والتقنية في مشروع التنمية الوطنية.

ويناقش باحثون خلال الأسبوع الذي ينتهي الخميس 6 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، موضوع التقنيات الرقمية، الاقتصاد المعرفي، حقوق الملكية الفكرية، فيما سيتم استعراض منح البحوث التي تقدمها المدينة، إلى جانب مصادر المعلومات وحماية الاختراعات.

ويطرح الباحثون والمشاركون خلال اليوم الثالث والرابع موضوعات تتعلق بالبترول والصناعات البتروكيميائية، وتقنيات الفضاء والفيزياء والرياضيات، تتزامن مع ذلك عروض لمشاهده نماذج من الأقمار السعودية التي تم تصنيعها في مقر المدينة، إضافة إلى التقنيات الجيوفيزيائية.

ويتضمن المعرض العلمي الذي يصاحب الأسبوع العديد من الصور والمجسمات العلمية والوسائط المتعددة التي تعرض العديد من القضايا العلمية والمنتجات التقنية التي تنفذها المدينة في مراكزها البحثية، بشكل جذاب ومشوق، يساعد على اكتساب المشاركين تصورات عامة عن المجالات والقضايا العلمية وأساسياتها، فضلاً عن تنمية مهارات التفكير والبحث العلمي لديهم. بالاضافة الى فتح المشاركة أمام جميع الراغبين فقد خصصت المدينة أماكن للنساء والأطفال، فيما تم تخصيص جلسة خاصة بالسيدات تتناول موضوعات على هامش فعاليات الأسبوع أحدها يتعلق بـ«سرطان الثدي» لدى السعوديات.