مقعدة موهوبة لم ترتد المدارس تتحدى بريشتها بيكاسو

تساعد إخوتها في المذاكرة وتجاوزت أزمة الكرسي المتحرك وتحلم بالعالمية

لوحات بريشة عائشة
TT

علت الفرحة وجه غازي الحربي الذي يقطن في قرية على بعد عشرة أميال شمال غربي محافظة الرس في السعودية تسمى «الدليمية» وهو يشاهد ابنته المقعدة منذ ولادتها وهي تتحدى ظروفها الخاصة لتكون إحدى الموهوبات السعوديات، ولم يستطع والدها كبت فرحته وابنته «عائشة» تخبره بكل فرح بأنها تلقت مكالمة هاتفية تبلغها بانضمامها لقائمة الموهوبين السعوديين.

«عائشة» موهبة شابة تشكيلية من ذوي الاحتياجات الخاصة، لم تحظ بالتعليم المدرسي،ولكن بعزيمتها وإصرارها ملكت ريشة ألوان مميزة، لفتت إليها الأنظار، كانت البداية في مساعدتها لإخوتها الصغار في إحدى مسابقات الرسم المدرسية،لتفاجئ المعلمة بتلك اللوحات الرائعة وتواصلت مع عائشة مشجعة وسعيدة بهكذا موهبة تخطت الكرسي المتحرك.

وبينت عائشة في حديث لـ «الشرق الأوسط» كيف عملت بنفسها ودون مساعدة من أحد رحلة دمج الألوان، ومحبة الفن ما بين رسم زيتي ورسم بالرصاص، وتنوع في مواضيع اللوحات،في حين تظل الخيل ولحظات الغروب الأقرب لنفسها.

وبينت عائشة الحربي أنها تعلمت القراءة والكتابة من إخوتها الصغار الذين ارتادوا المدرسة، كونها كانت تستمع وتراقب إلى أن أصبحت الآن تساعدهم على استذكارهم دروسهم وحل واجباتهم. وأضافت أنها تحلم بالعالمية وبإقامة معارض للوحاتها كما أنها حريصة جداً على تطوير موهبتها وتتمنى أن تحظى بدورات فنية متخصصة وبدراسة الحاسب الآلي، لتتحدى بذلك الفنان العالمي «بيكاسو».

أقامت عائشة معرضاً صغيراً وحظيت لوحاتها بإقبال شديد من المتذوقين للفن التشكيلي، وشددت على أن من أكثر العقبات التي حالت دون إقامة معارض لها الانضمام لفعاليات في ذات المجال هو عدم ملائمة المراكز والأماكن التي تقام فيها من حيث المنزلقات، وعدم تهيئة مكان ملائم لذوي الاحتياجات الخاصة، مشددة على ضرورة تعامل تلك الجهات مع ذوي الاحتياجات الخاصة بإيجاد أمكان ومقاعد مخصصة لهم.

يذكر أن عائشة تحمل لقب «موهوبة» من برنامج تفعيل موهبة ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لمؤسسة الأميرة العنود الخيرية والذي ترأس مجلس إدارته الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبد العزيز. ويتمثل أبرز أهداف البرنامج في اكتشاف المواهب والتنسيق ما بين الموهوب من ذوي الاحتياجات الخاصة وما بين الجهة التي ترعاه وتساهم في تطوير وتنمية موهبته.