الروس والأفارقة يحيون تجارة الحج بالخلطات والمناظير

خلال تأديتهم المناسك العام الحالي

TT

جاءت الأدوية والخلطات وكذلك المناظير والسكاكين في مقدمة حضور بسطات الباعة الحجاج القادمين من دول افريقية وآسيوية خلال موسم الحج. وفي وقت اقتطع فيه الروس حصة من تجارة الحج التي اعتاد الحجاج على استغلالها، كانت السكاكين الروسية والمناظير الليلية الأكثر حضورا في أسواق العاصمة المقدسة وقبل ذلك في المشاعر.

ولم تقف اللغة العربية أو غيرها عائقا بين تبادل المبيعات بين الحجاج فهذه إحدى البائعات الروسيات الموجودات في مكة، لا تحفظ من اللغة العربية الا بعض الكلمات وأنواع وأرقام العملات وعندما اشرنا لها قالت «خمسين ـ جلد» في إشارة الى احد الملابس الثقيلة التي كانت تبيعها.

يقول احد أقربائها ويتحدث العربية بأنهم أتوا من قيرغستان وقطعوا آلاف الأميال للوصول الى مكة واداء فريضة الحج بواسطة سيارتهم الروسية الصنع، مشيرا الى قضاء معظم الوقت داخلها». مشيرا الى انهم اختاروا هذا المكان للبيع لانه قريب من تجمعات ومساكن البعثة الروسية.

الأفارقة المقيمون في مكة المكرمة هم الآخرون يستغلون وجود الحجاج ويبدأون في بيع ما يصنعونه من خلطات يزعمون انها مفيدة وخارقة، تقول احدى البائعات الأفريقيات التي تفترش احد ارصفة مكة: إنها من سكان احد الاحياء القريبة وأتت المكان بصحبة اشقائها الذين يعملون في توصيل الناس بدراجاتهم النارية فيما تقوم هي ببيع بعض المنتجات اليدوية والطبية.

العمال المخالفون هم الآخرون نشروا بسطات السبح والإكسسوارات المقلدة على كل ناصية حي وشارع، خاصة تلك البعيدة عن اعين الرقابة التي وقفت حائلا بينهم وبين البيع في الامكنة العامة والمواقع المفتوحة.

حضور السعوديين بالشراء كان مغريا في انحاء مكة وكذلك الحال في مدينة جدة، اذ يقول خالد العتيبي من الحجاج القادمين من الخرج: إنه سمع عن هذه السوق وما تحتويه من تحف وأشياء غريبة عن طريق زملائه الذين جاءوا الى الحج في السنوات الماضية، مشيرا الى الازدحام والرواج الكبير للبضائع.

جدة هي الاخرى بدأت تستقبل جموع الحجاج القادمين اليها من مكة، وعطفا على ذلك بدأ الباعة الحجاج في افتراش اسواق جدة من جديد، لعرض ما لديهم قبيل وداعهم للأراضي السعودية عسى ان يغادروا وقد باعوا كل ما حملته ايديهم من بلادهم واستبدالها بمنتجات سعودية مختلفة.

ويحظى سوق البلد الشهير في مدينة جدة القديمة بنصيب الأسد من هذا الحضور الروسي الإفريقي، خاصة إذ تفترش السيدات ارصفة السوق وممرات السيارات عارضات كل ما في جعبتهن في ظل اهتمام كبير من المتسوقين باعتبارها تجارة موسمية، اذا لم يستغلوا فرصة وجودها يجب عليهم انتظار عام مقبل في ظل وجود اسعار منطقية ومعقولة ومقبولة.

ولأن الحج «فيه منافع للناس» فيبدو ان ذلك التبادل التجاري وإن ظل محدودا في نطاق الأفراد ومتاحا من دون قيود الا ان غالبية الحجاج القادمين من الخارج يحرصون على استمراره، ليس فقط من اجل المادة، بل احياء للسنة وللعادة التي جرت.