تحويل منتجات البيئة إلى منتج اقتصادي في مركز النخلة للصناعات الحرفية

لتدريب الحرفيين ورفع كفاءتهم لتطوير المنتجات

شاب يتدرب في المركز
TT

يشعر عبد السلام العباد بالفرح وهو يستعرض قدرته في كتابة خطوط عربية مختلفة بأصابع محترفة أمام جمهور معرض «حروف» الذي أقيم مؤخرا في الأحساء، وعرض من خلاله 18 خطاطا نتاجهم في رسم الخطوط، ويعتبر هذا المعرض أحد أنشطة مركز النخلة للصناعات الحرفية بالهفوف.

ويهدف هذا «المركز» الذي تأسس عام 1424هـ وبدأ نشاطه الفعلي عام 1426هـ إلى توفير مكان دائم وملائم لمجموعة من المواطنين السعوديين كي يتمكنوا فيه من زيادة قدراتهم الفردية وإمكاناتهم أثناء مزاولة التدريب العملي وفقا للأسس والطرق المهنية العلمية الصحيحة في مجال الصناعات الحرفية المتنوعة وتحويلها إلى منتجات صالحة للاستعمال يتم عرضها أمام المشترين عبر القنوات التسويقية بكافة أشكالها. ويشير المهندس عبد الله بن عبد الحسن الشايب مؤسس ومدير «مركز النخلة» إلى أن تأسيس هذا المركز يأتي في إطار مساهمة القطاع الخاص في مجال تدريب الحرفيين ورفع كفاءتهم لتطوير المنتجات الحرفية وذلك بما يتلاءم مع أصالتها ويتوافق مع متطلبات المستهلكين وعلى مختلف فئاتهم، موضحا أن أهميته تكمن في توفير فرص العمل الشريفة للمواطنين السعوديين، إضافة إلى أهمية الاستفادة من الخامات الهائلة المتاحة وتحويلها من خامات غير مستغلة إلى منتجات ذات منفعة اقتصادية واجتماعية، وذلك ينعكس في زيادة دخل الحرفيين وحصولهم على فرص عمل ومساهمة قيمة منتجاتهم في الاقتصاد الوطني، وذلك من جانبين أحدهما إحلال المنتجات المحلية بدلا من المنتجات المماثلة المستوردة والجانب الآخر تصدير المنتجات إلى خارج المملكة وتوظيف قيمتها في تطوير منتجات المشروع. ويعتبر المهندس عبد الله الشايب أن هذا المركز نواة للمراكز التدريبية على الصناعات الحرفية الممكن إقامتها مستقبلاً على صناعات حرفية متنوعة وفي عدة مواقع متعددة ومنتشرة بين مناطق المملكة. ويعتبر مركز النخلة أول مركز مهني يتم الترخيص له من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وذلك في مجال الصناعات الحرفية.

ومن الأنشطة التي نفذها المركز بالتعاون مع قطاع تنمية الموارد البشرية السياحية «يا هلا» بهدف تطوير قدرات الشباب السعودي، تنفيذ 14 برنامجا تدريبيا على مستوى المملكة، في: الهفوف والقطيف والرياض وحائل وعنيزة والطائف وجدة والمدينة المنورة وأبها ونجران، في عدد من الصناعات الحرفية منها الخزف والخوص والسجاد وتقطير الورد والمجسمات الطينية. بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الحاضنات التدريبية في كل من الهفوف «مركز النخلة» والرياض بالتنسيق مع جمعية النهضة النسائية وأبها وجمعية الجنوب النسائية.

وقد حرص المركز على عرض منتجاته في الدورات التدريبية التي يقيمها في جناح الهيئة العليا للسياحة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية عام 1428 هـ، كما تم تنفيذ برنامج تدريبي في مجال الخزف بالتعاون مع برنامج الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز والتحق بالدورة 30 متدربا وكانت مدة البرنامج ستة أسابيع وذلك في عام 1427 هـ.