دراسة «ضخمة» بمشاركة 8 آلاف شاب وفتاة لتحديد «حجم» العنف في السعودية

للتعرف على حجم المشكلة خلال الـ10 أعوام الماضية.. وتحديد استراتيجيات مستقبلية لمكافحتها

صورة حصلت عليها «الشرق الأوسط» تعرض أحد الأطفال الذين تعرضوا لأعمال عنف وأشرف برنامج الأمان الأسري الوطني على حالاتهم
TT

أشهر قليلة تفصل الشارع السعودي، عن نتائج دراسة «ضخمة» ترمي لتحديد حجم العنف في السعودية، وهي الأولى من نوعها في ناحية الشريحة المستهدفة، حيث وزعت استبانات على ما يزيد عن الـ8 آلاف شاب وفتاة، للمشاركة في هذه الدراسة.

وكشف لـ«الشرق الأوسط»، مسؤول رفيع في برنامج سعودي مناهض للعنف ضد الأطفال والنساء، عن قرب إطلاق نتائج دراسة يعمل عليها فريق عمل في كافة المناطق السعودية، لقياس حجم العنف الممارس ضد أطفال ونساء بلاده، خاصة في مراحل الطفولة.

وتستهدف الدراسة الفئة العمرية المحصورة بين 18 و24 عاما، للذكور والإناث على حد سواء.

وقال الدكتور ماجد العيسى المدير الطبي لبرنامج الأمان الأسري الوطني، إن دراسة العنف التي شارفت على الانتهاء، تطرح مجموعة أسئلة «تتمحور حول مدى تعرض المشاركين في الدراسة للعنف في صغرهم، ومدى انعكاس هذا الأمر على حياتهم الحالية».

وأوضح العيسى الناشط في مناهضة العنف داخل السعودية، أن الدراسة ستحاول رصد حالات العنف التي وقعت خلال الـ10 أعوام الماضية، لافتا إلى أنه وبناء على النتائج التي ستخلص إليها الدراسة «سيتم رسم استراتيجيات وخطط مستقبلية لمكافحة هذه الظاهرة».

وتوقف المدير الطبي لبرنامج الأمان الأسري الوطني، وهو برنامج مستقل شكل بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أيام كان وليا للعهد، عن تحديد أرقام من الممكن الاعتماد عليها في عكس مدى استفحال ظاهرة العنف داخل البلاد.

غير أنه قال بأن «أي رقم معلن في هذا الوقت، لا يعدو كونه رقما بسيطا لحالات معلنة، وأن الحالات غير المعلنة تساوي أضعاف أي رقم قد يطرح في هذا الصدد». وبرزت في الآونة الأخيرة في المشهد السعودي، محاولات جادة، لحض من يتعرضون لأي نوع من أنواع العنف، بتبليغ مراكز الشرط بتلك الحالات، بغية كسر عزلة المعنفين وحاجز الخوف لديهم، الذي ظل عائقا أمام محاولات الحد من هذه الظاهرة لسنوات طويلة.

وتشير إحصاءات تقديرية، كشفت النقاب عنها رئيسة برنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها المنيف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى أن ظاهرة العنف ضد الأطفال تضاعفت لـ10 مرات، عما كانت عليه في عام 1999.

وفي محاولة البرنامج السعودي الناشئ للاستفادة من الخبرات العالمية، فسوف يستضيف الأسبوع المقبل البروفيسور سوزان بينت، وهي استاذة طب الأطفال والطب النفسي في جامعة أتاوا الأميركية، للمحاضرة عن مخاطر الانترنت على الأطفال والمراهقين، ومدى علاقة تلك المخاطر بثقافة العنف.

وسوف تحاضر بينت التي تترأس فريقا يعنى بحماية الأطفال من كافة مظاهر العنف شرق ولاية أونتاليو الأميركية، في مستشفيات تابعة للحرس الوطني، وزارة الصحة والقوات المسلحة.

وقال الدكتور ماجد العيسى إن شبكة الانترنت لها مخاطر مباشرة وغير مباشرة على المراهقين والأطفال بشكل خاص. في وقت أكد فيه أن كليبات العنف المرئية قد تكون «دافعا للفتيان لتعلم ممارسة العنف، وتطبيقها على أرض الواقع».

وتتقاطع المحاضرات التي يسعى برنامج الأمان الأسري الوطني لإقامتها في الفترة ما بين 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، مع تحذيرات أطلقتها جهات حكومية سعودية يوليو (تموز) المنصرم، من ألعاب إلكترونية تسهم في إيجاد ثقافة العنف والعدوانية لمستخدميها، بعد اكتشاف ألعاب في السوق المحلية السعودية والتي تقدر بـ700 مليون ريال (186.6 مليون دولار)، تصور معارك بين الأميركيين وتنظيم «القاعدة»، وهو الأمر الذي قد يفضي في الغالب إلى الميل للعمليات الانتحارية، بحسب تلك التحذيرات.