20% نسبة ارتفاع أمراض القلب.. وإعلان مشروع متخصص لعلاج الأطفال المصابين

السعوديون يفحصون قلوبهم في حملة «نعم.. عرفت الآن»

TT

أكد الدكتور مصطفى بن عادل يوسف مدير مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب، عقب تدشينه للحملة الوطنية التوعوية الأولى لصحة القلب تحت شعار «نعم.. عرفت الآن» في مركز الفيصلية مساء أمس الأول الأربعاء، التي ينظمها مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب بمدينة الملك فهد الطبية، ان هذه الحملة التي ستستمر سبعة أسابيع متنقلة بين عدد من المراكز التجارية في مدينة الرياض، ستساهم في رفع مستوى الوعي الصحي بأمراض القلب والتعريف بالطرق الوقائية وأهمية الكشف المبكر عنها وايجاد برامج توعوية للحد من الاصابة بهذا الداء، مضيفا أنهم عملوا على مشاركة نخبة من الأطباء الاستشاريين المتخصصين بأمراض القلب في هذه الحملة، كما عملوا على تأمين عيادة متنقلة لاستقبال الزوار والكشف عليهم مجانا، وإجراء التحاليل اللازمة وإظهار النتائج خلال دقائق، مؤكدا أن التثقيف الصحي بأمراض القلب هو هدف إقامة هذه الحملة.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن نسبة حدوث أمراض القلب، أجاب الدكتور مصطفى بأن النسبة الحالية لهذه الأمراض هي 5%، لكنها اقل بكثير من المتوقع، والسبب هو ان الاحصاءات السابقة تعتمد على طرق محددة، أما الآن فيعمل هذا الفحص بالإضافة الى خدمة المجتمع عن طريق إعطاء الشخص نتيجته مباشرة لفحصه واخذ كامل معلوماته وبناء على ذلك يتم التأكد من نسبة حدوث امراض القلب والسكر والكوليسترول لدى المجتمع، فبالتالي ستساعد هذه العملية الادارة الصحية على التخطيط لما يحتاجه المجتمع بشكل عام في المستقبل، ففكرة انشاء الحملة في المراكز التجارية تهدف الى التمكن من رؤية جميع شرائح المجتمع الكبير والصغير والرجال والنساء ليس فقط المراجعين من المرضى، وذلك لمعرفة سلامة شرائح المجتمع من عدمها، فلكل شخص مراجع بيان واضح بدرجة خطورة الإصابة بتضيقات شرايين القلب، والأشخاص المصابون بأمراض القلب يتم إبلاغهم بكل سرية لمراجعة المركز لتأكد من حالتهم، وإذا كان الأمر لا يستدعي الخطورة يُكتفى فقط بنصحهم وتزويدهم بالتوعية اللازمة لتجنب هذه الأمراض.

وفي سؤال آخر عن نسبة الزيادة بأمراض القلب خلال العام المنصرم مقارنة بالأعوام التي سبقتها، وأسباب زيادتها، اجاب الدكتور مدير المركز، انه حسب الاحصائية الموجودة حاليا، وهي احصاءات قد تكون اقل من الواقع، فإن هناك زيادة حوالي 20% الى اكثر قليلا بحدوث امراض القلب لدى الكبار، وبالتحديد تصلب شرايين القلب، وغالبا فإن هذه الاحصاءات تعطي نظرة اقل دقة عن حدوث أمراض القلب، وترجع اسباب الاصابة بأمراض القلب هذه الى الأسباب الوراثية والضغط والسكري والكوليسترول والتدخين، بالاضافة الى زيادة الدهون داخل المعدة، وللأسف فإن هناك ازديادا واضحا في نسبة ارتفاع سكر الدم، حيث تشكل في السعودية 26% وهذه نسبة اعلى بكثير من غالبية دول العالم، بالاضافة الى ان نسبة الاستعداد للسكري يمثل 14% أي ان 40% من نسبة شريحة السكان، إما لديهم سكري او استعداد للسكري، بينما يشكل ضغط الدم من 23 الى 24%، وتسجل معدلات الكوليسترول درجات مرتفعة، أضف الى ذلك ازدياد نسبة التدخين بالرغم من تناقصه في دول العالم الغربي، غير ان السمنة ايضا وزيادة الدهون الداخلية في المعدة لها علاقة مباشرة في ارتفاع نسبة تصلب شرايين القلب.

واشار الى ان معظم المرضى المصابين بهذه الأمراض يفتقدون الى الوعي بمراجعة الطبيب، حيث لا يأتي العديد منهم إلا عند الشعور بأعراض واضحة مما يؤخر ترتيب العلاج ويتطلب علاجا اكثر، لافتا الى ان الوضع لعلاج الأمراض القلبية افضل من قبل بكثير، وهناك مشروع واعد لبدء العمل لإنشاء خدمة علاج امراض القلب لدى الأطفال، سوف تبدأ خلال السنة المقبلة ان شاء الله، وهذا سيساعد على علاج امراض الأطفال التي تعتبر في غالبيتها خلقية.

وعند سؤال الدكتور مصطفى عن مدى تعاون مراكز القلب مع بعضها بعضا، اجاب بأن مراكز القلب تكمل بعضها بعضا، والمركز لديه الرغبة التامة في التعاون مع جميع المراكز، مشيرا الى امتياز العلاقات مع المراكز الأخرى والتبادل الدائم للآراء، فهناك علاقة مشتركة بين جميع مراكز القلب على الأقل القائمة في مدينة الرياض.

من جهته قال الدكتور محمد الكردي استشاري أمراض القلب والشرايين والقسطرة ورئيس قسم أمراض القلب للكبار بمركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب رئيس اللجنة المنظمة للحملة، بأننا سخرنا الامكانات لاقامة هذه الحملة ونجاحها، وذلك من خلال اقامتها في المراكز التجارية لنكون قريبين من افراد المجتمع لنشجعهم على اجراء الفحص المبكر لأمراض القلب، مبينا بأنه ليس من الضروري ان يكون لدى الشخص احساس بالألم ليجري الفحص، داعيا الجميع لاجراء الفحص من اجل الاطمئنان على سلامة قلوبهم، مؤكدا بأن الحملة تستهدف جميع شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين.

جدير بالذكر ان الحملة تضم عيادة متنقلة تتنقل بين المراكز التجارية يتم من خلالها اجراء الكشف الطبي اللازم بمشاركة عدد من الكفاءات السعودية لتوفير النصح والمساعدة للمواطن والمقيم، فهناك طبيب استشاري واختصاصي صيدلي واختصاصي تغذية علاجية ومثقف صحي وممرضون، كلهم موجودون في معرض الحملة في المجمعات التجارية.