حرائق مردم نفايات جدة تثير مخاوف السكان

المشهد خلال الفترة الأخيرة تكرر بشكل لافت

جانب من حريق للمردم الأسبوع الفائت (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

أعاد اشتعال النيران في مردم جدة الأسبوع الماضي، وبشكل اكبر مما كانت عليه في وقت سابق، التخوف لدى السكان الأحياء المجاورة له من انتشار الأمراض وأعاد المشكلة للواجهة مرة أخرى. وكانت مشكلة حرائق مردم النفايات فرضت نفسها كإحدى اكبر المشكلات التي واجهت المدينة وشهدت فصولها مدا وجزرا عن الجهة المسؤولة عن حرائقه ومشعليها وتم اتخاذ العديد من التدابير والإجراءات منها مراقبه المردم والقبض ومطاردة العمالة المخالفة التي تقيم فيه. ومع كل هذه التدابير والجهود تفاجأ سكان الأحياء القريبة منه بعودة تصاعد الأدخنة في المردم شرق الخط السريع مرة أخرى، إثر نشوب النيران داخله، مما تسبب في عودة المعاناة لهم وقامت في حينها فرق الدفاع المدني فور تلقي البلاغ بالتوجه لإخماده. أمانة جدة أيضا أشارت الى أنها تعاملت مع الحادث في حينها واستخدمت أكثر من 1500 «وايت» مياه صرف صحي و20 تراكتورا و35 قلابا للقضاء على الحريق في المردم.

وهو ما انتقدته إدارة الدفاع المدني في إحدى الصحف المحلية وقالت على لسان احد مسؤوليها خلال تقييمه لمشاركة الأمانة في عمليات الإخماد إنه لا توجد وسيلة لإطفاء نيران مردم النفايات إلاَّ بالمضخات المتطوّرة لدى الدفاع المدني؛ لأنها تصل إلى جميع جهات الحريق. مشيرا إلى أن استخدام مياه الصرف الصحي في عمليات الإطفاء غير مجدية بيئيا، خاصة وأن تلك المياه تقوم بالنزول إلى باطن الأرض، وتلوثها بيئيا. وحول الحريق أوضح مسؤول المراقبة بالمردم عبد الله السلمي أن أسباب الحريق ترجع لوجود عمالة مخالفة في المردم تعيش على جمع المعادن من الحديد والنحاس عن طريق حرق النفايات لتسهل عملية استخراج المعادن. وقد طالبت الأمانة بتكثيف عمليات المراقبة من قِبل الجهات الأمنية لعمل طوق أمني للحد من تواجد العمالة الأفريقية لحين الانتقال للمردم الجديد في بداية الشهر المقبل.

وكان المهندس خالد عقيل وكيل الأمين للخدمات قد أشار في مؤتمر صحفي قبل نحو الشهرين الى أن النابشين المقيمين داخل المردم الذين أشعلوا الحرائق في النفايات يقومون بذلك لاستخراج المعادن من الحديد والنحاس والألمنيوم، مما يتسبب في إطلاق الروائح والدخان الكثيف على سكان شرق الخط السريع، مشيرا إلى أن الأمانة كانت قد كلفت أكثر من 35 مراقبا لمتابعة المردم، لكن عدد العمالة المخالفة به يتجاوز إمكانيات الأمانة.

وتطرق عقيل إلى أن الأمانة تغرم جميع تجار الخردوات الذين يستغلون العمالة المخالفة بالمردم لشراء المعادن بأرخص الأسعار وعمل سوق رائج للمخلفات وأنها تعمل حاليا لوضع عملية تدوير النفايات لإنتاج الطاقة الكهربائية والاستفادة من المعادن ولكن هذه العملية ستكون بالمردم الجديد وليس القديم.

يذكر أن المردم القديم أنشئ قبل 25 سنة وأنه مع زيادة النمو العمراني أصبح محاطا بالعمائر السكنية. ولذلك قامت أمانة محافظة جدة قبل 3 سنوات بإنشاء مردم جديد بمساحة 4.5 مليون متر مربع وبتكلفة 30 مليون ريال ويبعد عن المجمعات السكنية أكثر من 35 كيلومترا.