دراسة: 90% من سجناء أحداث الرياض تأثروا بألعاب البلاي ستيشن

دقت ناقوس الخطر في بيوت السعوديين

TT

دقت دراسة سعودية ناقوس الخطر في البيوت السعودية، محذرة من الأخطار التي تحملها العاب الاطفال الالكترونية التي تمتاز بالتفاعلية والعوالم الافتراضية، منبهة الى امكانية تطبيق مجريات الجرائم العنيفة التي تحملها العاب البلاي ستيشن على وجه الخصوص.

وكشفت الدراسة العلمية التي نفذتها مجموعة من التربويين، بمشاركة جهات مختصة في العاب البلاي ستيشن، عن خطورة الالعاب الالكترونية على سلوكيات الاطفال، واجريت على شريحة مختارة من الأطفال المسجونين بدار الرعاية في العاصمة السعودية الرياض، أن 90 في المائة من هؤلاء الإحداث قد تأثروا بألعاب البلاي ستيشن، وحاولوا محاكاة الالعاب الخطرة على ارض الواقع.

وأكدت الدراسة أن هذه المحاور السلبية تضع المجتمع أمام قضية كبيرة وخطيرة تفوق في خطورتها مشاهد العـنف في السينما والتلفزيون، مبينة أن مصدر الخطر، يكمن في أنها وسيلة تفاعلية، تدمج الطفل ضمن آلياتها وتضعه دائما في موقف الشرير الذي ينتصر ويحصد نقاط الفوز على جانب الخير. واشارت الدراسة الى أن عقلية الطفل التي لا تميز غالبا بين الواقع الافتراضي والواقع المعاش، سرعان ما يتشرب الطفل مواقف العنف والشر الموجود في هذه الألعاب من خلال وضعه لساعات طويلة في موقف المحارب لرجال الشرطة أو المدمر لمباني الدولة او المعتدي على حرمات الناس.

واضافت أنه وبسبب مخاطرها على النشء أنبرت لمحاربتها منظمات وجمعيات تطوعية ـ ولوبيات مناهضة ـ في أمريكا والاتحاد الأوروبي والدول الصناعية في آسيا، وهي اليوم تمنع بقوة القانون ـ أو يـُـقيد تداولها ضمن سن معينة ـ في دول مثل أمريكا وكندا واستراليا والبرازيل والاتحاد الأوروبي.. وفي المقابل ما زالت الدول العربية والإسلامية تغط في سبات عميق فاتحة أبوابها على مصراعيها لدخول وتسلل هذه البرامج لعقول الصغار. وأوردت «من المفارقات التي تزيد من حجم المعاناة في بلادنا على وجه الخصوص هـو نسخ تلك البرامج بوسائل تخالف القوانين التجارية وحقوق النشر والتوزيع وفي غفلة تامة من الرقابة الرسمية، واليوم يمكن لأطفالنا شراء هذه ـ الأشرطة ـ بمبلغ زهيد جدا يتراوح ما بين ريالين وستة ريالات في حين أن نسخها الأصلية لدى الوكلاء والدول الأخرى تباع بمائة أو مائتي ريال، مما يجعلها بعيدة عن متناول معظم الأطفال».

الدراسة تشير ايضا في بنودها إلى أن طبيعة المشكلة تكمن في أن البرمجيات المتوفرة في أسواقنا المحلية، معظمها لا يضيف إلى الطفل مهارات إيجابية أو قدرات عقلية فاعلة أو يحث على تبني القيم السامية والعادات النبيلة، مما يعني أن الطفل لا يجني منها أية فائدة تذكر باستثناء إضاعة الوقت، اضافة الى ابتعادها عن براءة الأطفال واعتمادها الكبير على فلسفة البقاء للأقوى، وأخذ ما ليس لك بالقوة، والخروج على المجتمع المدني بأكمله بالسرقة والخطف والقتل والتدمير واستحداث وتزعم عصابات المافيا وحصد نقاط الفوز بهذه الطريقة. وتطرقت الدراسة أيضا إلى بعض ما يوجد في الألعاب من سلبيات وسلوكيات يتعلمها الطفل منها تعليم النشء الخروج عن النظام من خلال الهروب من رجال الشرطة ومواجهتهم بعنف ،خطف وقـتل أكبر قدر ممكن من رجال الأمن والتنكيل بهم، وايضا تنفيذ عمليات الاغتيال العنيفة للزعماء والعلماء ورجال الدولة بوجه عام، وتدمير ما يمكن تدميره من سيارات وأقسام الشرطة، ونسف المباني العامة وممتلكات الدولة بقنابل شديدة الانفجار أو حتى تدمير مدينة بأكملها بقنبلة نووية.

وافادت الدراسة بان الالعاب المذكورة تعلم الطفل امتهان السرقة وممارستها بكافة أنواعها وإشكالها، وتدفعهم نحو ارتكاب جرائم القتل ومخالفة أنظمة المرور، كل ذلك مقابل درجات عند النجاح في اعمال العنف تلك، مما يجعله يتصور إمكانية تطبيقه على أرض الواقع.

وعادت للتأكيد على ان الخطورة تكمن في ان تلك الالعاب تمثل عالما افتراضيا يمكن تطبيقه بحسب وجهة نظر الاطفال، وهي محاور سلبية تجعلنا أمام قضية كبيرة وخطيرة تفوق في خطورتها مشاهد العـنف في السينما والتلفزيون. ومصدر خطرها الكبير يكمن في أنها وسيلة تفاعلية تدمج الطفل ضمن آلياتها وتضعه دائما في موقف الشرير الذي ينتصر ويحصد نقاط الفوز على جانب الخير.