أطباء سعوديون ينجحون في إزالة ورم من دماغ طفل

في أول عملية جراحية من نوعها بالعالم

مؤتمر صحفي في مدينة الملك فهد الطبية عن إجراء عملية طبية (واس)
TT

نجح فريق مكون من 6 أطباء، في مركز العلوم العصبية بمدينة الملك فهد الطبية، في استئصال احد أنواع أورام جذع الدماغ جراحيا في انجاز يعد فريدا من نوعه عالميا، وقد كان العلاج التقليدي لهذا النوع من الأورام هو العلاج الإشعاعي، حسب إفادة أكثر من مركز عالمي متخصص.

أوضح ذلك الدكتور عبد الله العمرو المدير التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده المركز لإعلان نتائج العملية التي أجريت صباح أمس بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض.

وأضاف العمرو أن الطفل عبد الله أحيل إلى مدينة الملك فهد الطبية من مستشفى رعاية ثانوية، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة والتصوير الطبي بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ اتضح وجود ورم داخل الجزء الأوسط من جذع الدماغ مع امتداد جزء كبير منه إلى الجزء الأمامي لجذع الدماغ الذي يصعب الوصول إليه جراحيا لوجود أجزاء كثيفة من عظم قاع الجمجمة أمام وعلى جانبي الجزء المتوسط من جذع الدماغ.

وبين أن فريقا من جراحي الأعصاب عمل على مناقشة الحالة تفصيليا ومن ثم تم الاتفاق على أخذ آراء محلية وعالمية عن إمكانية استئصال الورم جراحيا مما يجنب الطفل الخضوع للعلاج الإشعاعي، مشيراً إلى أن جميع المرجعيات التي تم استشارتها محليا وعالميا رأت عدم إمكانية استئصال ذلك الورم لوجوده، اولا في منطقة يصعب الدخول إليها ولوجود خطورة من استئصاله من داخل الجزء المتوسط من الدماغ ثانيا، حيث إن مساحة جذع الدماغ ضيقة جدا وتحتوي على مناطق حساسة جدا مثل منطقة الوعي ومنطقة أعصاب الوجه والسمع والبلع والتنفس وضربات القلب وغير ذلك من الوظائف الحيوية المهمة.

وأفادت المراكز العالمية المتقدمة التي تمت استشارتها بأن ما يمكن عمله للطفل هو سحب عينة من الورم للتأكد من نوعه ومن ثم علاجه علاجا إشعاعيا، إلا أن التوجيه الدائم بوجود حلول أفضل من الموجودة عالميا وليس الاكتفاء بالانقياد وراء الجهات المتقدمة علميا في العالم الغربي هو ما دفع الفريق الى التعامل بشفافية عالية مع والدي المريض لتقديم آلية جديدة لعلاج مثل هذه الأورام، لا سيما وأن تكامل الخدمات ودخول التكنولوجيا المتكاملة وتوفر المحاور الثلاثة الرئيسية، وهي: جهاز الرنين المغناطيسي بغرفة العمليات، مراقبة الجهاز العصبي أثناء العمليات مع وجود جهاز الرنين المغناطيسي بغرفة العمليات وإمكانية الوصول إلى الجزء الأمامي من منتصف جذع الدماغ عن طريق إزالة جزء من عظم قاع الجمجمة تحت التخطيط العصبي، ساعدت الفريق في التوصل إلى أن نسبة النجاح ستكون عالية، الأمر الذي دفعهم إلى إجراء العملية الجراحية على جزءين وتكللت بالنجاح.

يذكر أن الطفل يتمتع حاليا بحالة صحية ممتازة ويستعد لمغادرة المستشفى خلال الأيام المقبلة.