دراسة: مخرجات التعليم العالي تسوق الطلاب نحو الوظائف وليس الابتكار

93% من الطلاب يتجهون للوظائف ويحجمون عن اقتحام المشاريع الخاصة

TT

كشف الدكتور طارق النفوري أحد منسوبي كلية الهندسة الكهربائية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عن دراسة أجراها على طلاب الجامعة أخيراً كشفت عن نتائج، من شأنها أن تعيد النظر في سياسة التعليم الجامعي في السعودية، حيث توصلت الدراسة إلى مجموعة من الحقائق السلبية، التي تبين مدى قصور التعليم الجامعي في السعودية، في إنتاج أفكار إبداعية، من شأنها أن تثري الاقتصاد الوطني، وتنتج نوعاً من الأعمال، التي تستقطب كفاءات متطورة جداً.

يقول الدكتور طارق النفوري: إن الدراسة أجريت على 256 طالبا من طلاب الجامعة تم استطلاع آرائهم من خلال استبيان، بسؤالهم عن (هل ترغب في إنشاء عمل خاص أو العمل في وظيفة؟). يقول الدكتور النفوري إن النتيجة كانت أن 7% من الطلاب كانت إجاباتهم أنهم يرغبون في إنشاء عمل خاص، بينما 93% من العينة كانت إجاباتهم بالرغبة في الوظيفة.

بعد ذلك تم استطلاع رأي الراغبين في الوظيفة وتوصل الاستبيان إلى أن 77% من العينة يرغبون في إنشاء عمل خاص بعد الوظيفة. بينما توصلت الدراسة إلى أن 11% فقط من خريجي الجامعة لديهم أعمالهم الخاصة، وهؤلاء بدأوا في الخمس سنوات الأولى بعد التخرج.

وأضاف النفوري، الاستنتاج الذي توصلت له هذه الدراسة، أنه لا بد من الأخذ في الاعتبار ضرورة تهيئة الطالب في مراحل الدراسة الجامعية للابتكار والإبداع، وإنتاج الفرص الوظيفية عوضاً عن البحث عنها بعد التخرج. وكانت الجامعة على ضوء هذه النتائج، قد أطلقت مسابقة في الابتكارات بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية والجمعية الهندسية العالمية للمهندسين الكهربائيين، تقدم لها 45 فكرة بعد تقييمها استبعد 25 فكرة منها وطلب من الطلاب الـ 20 تطوير افكارهم.

وفاز بالمراكز الثلاثة الأولى ثلاث أفكار، الأولى كانت (حزام السباح) والثانية (المهد الهزاز للطفل الباكي) والثالثة كانت عن (التواصل عن طريق لوحة السيارة). وأضاف الدكتور طارق النفوري. هذه الأفكار تحاط بسرية تامة للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للطلاب إلى حصولهم على براءات اختراع في هذه الأفكار، ثم إيجاد المستثمرين الذين يحولون هذه الأفكار إلى واقع ملموس، يستفيد منه الطالب والمجتمع. وقال: هذه الأفكار لا يعرف طريقة تنفيذها، سوى الطلاب والمحكمين فقط. مضيفاً أن هذه الأفكار والسبعة مراكز التالية حتى المركز العاشر من الأفكار التي وصلت إلى المرحلة النهائية من المسابقة، سيتم تطويرها وتأهيلها للدخول في المنافسة الوطنية، التي يجريها وادي الظهران التقني على مستوى السعودية.