«المياه والكهرباء» تستفيد من خدمات «البريد السعودي» للوصول إلى انكسارات تمديداتها

الحصين أكد أن الاتفاقية أول مظاهر التكامل الحكومي

TT

بدأ المواطنون والمقيمون في السعودية، الاستفادة من خدمات البريد السعودي فعليا، وباتت معظم الخدمات التي يقدمها القطاع الخاص وبعض الجهات الحكومية تأتي إلى المستفيد بعدما كان المستفيد هو من يبحث عنها ويحاول الوصول إليها.

وقاد الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي هذا التوجه قبل أكثر من ثلاثة أعوام عندما تسلم حقيبة البريد في السعودية، وبدأ فعليا في أول عقبة تواجه تفعيل الخدمات البريدية، وهي تغيير العنوان البريدي وجعله أسهل للوصول والاستدلال وبكافة الطرق التقليدية منها والإلكترونية.

وجاءت نتائج هذه الجهود بعد رحلة من العمل المتواصل من مؤسسة البريد وإنجاز معظم مشاريع البنية التحتية الداعمة لمشروع الحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية، خاصة وأن هذا التوجه يتماشى مع عصر الاعتماد على التقنية والإنترنت.

وكانت ثمار هذا الجهد اتفاقية، أبرمتها مؤسسة البريد السعودي مع وزارة المياه والكهرباء، من شأنها تسهيل وصول خدمة المياه بكافة أشكالها ومشاكلها للمستفيد بمجرد اتصاله على رقم الطوارئ والإبلاغ عن المشكلة مع رقم صندوق بريده «واصل»، خاصة وأن وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله الحصين أبدى إعجابه الشديد بصندوق «واصل» ورغبته في تطوير التعاون ليكون رقم صندوق «واصل» هو الرقم المعتمد للمشترك في خدمة المياه.

وأوضح الوزير الحصين بعد توقيع الاتفاقية أن الوزارة وجدت ضالتها أخيرا في مشروع «واصل» بعد إطلاعها على تفاصيله وأهميته وتسهيله للعناوين، مشيرا إلى أن وزارة المياه باتت أقرب إلى المستفيد بعد هذا العنوان الجديد.

وأكد الحصين أن الوزارة تستطيع الآن الوصول إلى الانكسارات التي قد تحصل لبعض التمديدات أو التسربات التي قد تكون في بعض المنازل، معتبرا هذه الاتفاقية أول مظاهر التكامل الحكومي، بعد أن طورت مؤسسة البريد السعودي برنامج «واصل» الإلكتروني الذي يعتمد على النظام الجغرافي لإيصال الرسائل.

من جهته أوضح الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي، أن البريد السعودي وضع على عاتقه تفعيل الخدمة البريدية وجعلها موازية لما تقوم به الجهات الحكومية الأخرى، مبينا أن المؤسسة انتهت من مشروع العنوان البريدي الذي وضع لكل منشأة أو منزل عنوانا بريديا خاصا به يعتمد على الخرائط الرقمية وأنظمة الأقمار الصناعية.

وأشار الدكتور بنتن إلى أن وزارة المياه والكهرباء، ولحرصها على خدمة المواطنين والمستفيدين بحثت عن حلول عملية لمشكلة إيصال المياه في جدة، وأنهم استطاعوا أن يجدوا حلا لمشكلة تأخر صهاريج المياه والتي كانت تتأخر عن المستفيد لمدة تصل إلى ثلاث ساعات، وأنهم استطاعوا عبر اتفاقيتهم مع البريد في برنامج (سقيا) تجاوز هذه المشكلة والوصول إلى المستفيد بحدود 45 دقيقة بعد الاعتماد على العنوان البريدي «واصل» الذي سهل للوزارة والمستفيدين سرعة الحصول على صهاريج المياه وعدم الانتظار في أشياب المياه.

وتهدف الاتفاقية الموقعة بين الطرفين إلى الاستفادة من برامج المؤسسة في مجال الوصول إلى العناوين والتوزيع، وبما يفتح آفاقاً أكثر لاستخدام العنوان البريدي كبديل لعدادات المياه والكهرباء.

وتأتي هذه الاتفاقية استمراراً للتعاون البناء بين قطاعات الدولة المختلفة بما يخدم المواطن والمقيم ويساهم في رفع مستوى الخدمات التي تقدم للمستفيدين. ومن المقرر أن تستفيد وزارة المياه والكهرباء من خرائط العنونة البريدية في أعمال الوزارة كما تقوم الوزارة بالمساهمة في نشر استخدام العنوان البريدي مع المواطنين والمقيمين مما يعود بالنفع على الطرفين. وتقوم مؤسسة البريد السعودي بموجب هذه الاتفاقية بتسليم وزارة المياه والكهرباء نسخة كاملة من خرائط المعلومات الجغرافية المتعلقة بالعنوان البريدي لاستخدامها ضمن أعمال الوزارة وأن يكون العنوان البريدي أحد الخيارات الرئيسية في التعامل مع المستفيدين والمراجعين لمعرفة عناوينهم لغرض مشروع إيصال الصهاريج للمنازل عن طريق الهاتف (نظام سقيا) وكذلك لأغراض الفوترة والصيانة والوصول للمواقع لتقديم خدمات الوزارة.

كما تقوم وزارة المياه بموجب هذه الاتفاقية بالمساهمة في نشر استخدام نظام واصل المجاني بالإضافة لتزويد مؤسسة البريد السعودي بما لدى الوزارة من معلومات بقواعد المعلومات الجغرافية مع منهجية مشتركة لتبادل أي تحديث يتم لدى الطرفين.

وتشمل هذه الاتفاقية جميع مدن السعودية وسيكون العمل مبدئيا في نطاق مكة المكرمة والرياض وجدة والمدينة والطائف والمنطقة الشرقية ومستقبلا يتم التوسع لباقي المدن والمحافظات.

ويتوقع أن يكون للاتفاقية أثر واضح في تسهيل تحديد المواقع لجميع الخدمات التي تقدمها الوزارة وإتاحة خيارات متعددة للتواصل مع المستفيدين، حيث إن مؤسسة البريد السعودي قد وضعت من خلال الإستراتيجية البريدية عنوانا بريديا لكل منشأه ووحدة سكنية، إلى جانب عنونة كل متر مربع في المملكة لتمكين كل مواطن ومقيم من الحصول على عنوان بريدي يمكن الوصول إليه عن طريق المحدد السعودي، وكذلك أنظمة ملاحة للوصول إلى العنوان البريدي بكل دقه. وتم الانتهاء من تدشين هذا المشروع في معظم مناطق المملكة تمشيا مع توجهات الدولة لوضع بنية تحتية للحكومة الالكترونية وتوحيد الجهود وتكامل الجهات المختلفة في تسهيل تقديم الخدمات.