«حقوق الإنسان» تحقق في وفاة طفلة بعد موجة صقيع اجتاحت عرعر

هيئة الإغاثة: 1000 أسرة تسكن بيوت الصفيح في المنطقة

TT

أكد المتحدث باسم الجمعية الوطنية لحقوق الانسان، أنهم بصدد إرسال فريق تحقيق لمعرفة أسباب وفاة الطفلة «مشاعل» التي توفيت بعد موجة شديدة من الصقيع ضربت مناطق الحدود الشمالية دون أن تجد مأوى يقيها برد الشتاء.

وكانت مشاعل، 15 عاما، التي توفيت الخميس الماضي، وتدرس بالصف الثالث متوسط في هجرة الديدب 30 كلم شرق عرعر، تسكن في منزل ذويها المبني من الصفيح.

وأكد نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، المتحدث الرسمي الدكتور مفلح القحطاني لـ«الشرق الأوسط» أمس أن هناك زيارة من هيئة حقوق الإنسان الى المنطقة الشمالية في الأيام القليلة القادمة بالتنسيق مع مكتب الهيئة في منطقة الجوف، لإعداد تقرير عن الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، وللتعرف على قصور ونقص الخدمات التي يعاني منها بعض المواطنين وكذلك معرفة اسباب وفاة الطفلة، بعد أن وصلت درجة الحرارة الى ما دون الصفر بست درجات.

وقال مواطنون التقتهم «الشرق الأوسط» أن سبب وفاة الطفلة يعود إلى شدة البرد والثلوج التي تشهدها المنطقة منذ عدة أيام، خاصة أن كثيرا من الأسر ذات الدخل المحدود لا تستخدم وسائل تدفئة حديثة وتعتمد على وسائل تقليدية باتت لا تجدي مع هذه الأجواء.

وأضاف القحطاني ان من الضروري لفت نظر الجهات ذات العلاقة الى ما يحدث من نقص في الخدمات، محملا ما اسماه بالروتين وعدم الكفاءات الإدارية، وسوء التخطيط، أسباب غير مباشرة لوفاة الطفلة. ومطالباً وزارة الصحة بنشر المستشفيات في المناطق النائية والعناية الصحية بشكل جيد.

وعن عدد الأسر التي تقيم في بيوت الصفيح قال القحطاني «ليس لدينا احصائية تفيد بعدد ساكني بيوت الصفيح في السعودية، لكن هناك اعدادا كبيرة تسكن في هذه البيوت ـ الصفيح».

من جانبه أكد مدير الشؤون الصحية في منطقة الحدود الشمالية فارس الهداج لـ«الشرق الأوسط» أن وفاة الطفلة مشاعل (كانت طبيعية)، وقال أنها وصلت الى مستشفى عرعر وهي متوفاة، في حين رفض التحدث عن الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة في مدينة عرعر.

من جانبه أكد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الحدود الشمالية العقيد بندر الأيداء، خبر وفاة الطفلة مشاعل أول من أمس، مشيرا إلى أن مركز شرطة الفيصلية تلقى بلاغا يفيد بحالة وفاة بهجرة الديدب، وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الوفاة طبيعية، فيما تمت إحالة القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لمتابعة الموضوع وإكمال اللازم وذلك بحكم الاختصاص.

من جانبه اكد محمد الكلابي مشرف المستودعات التابعة لمكتب هيئة الإغاثة الإسلامية في مدينة عرعر أن هناك تعاونا بين هيئة الإغاثة الاسلامية وعدد من الجمعيات الخيرية، مضيفا انه يتنوع عمل هيئة الإغاثة بين كسوة الشتاء والدعم المادي. وعن بيوت الصفيح «الصناديق» قال الكلابي إن جل الدعم لأهل بيوت الصفيح، الذين معظمهم من المقيمين، في حين يتوقع ان عدد الاسر التي تسكن هذه البيوت في مدينة عرعر لا يقل عن 1000 أسرة ناهيك عن المناطق الاخرى.

وأضاف الكلابي انه انطلقت اول من امس «حملة دفء» الثانية التي ترعاها أسرة ومؤسسة الملك خالد، وتشتمل أكثر من 22 سيارة محملة بكسوة الشتاء من ألبسة وأغطية وفراء، بالإضافة إلى دفايات، بالإضافة إلى شاحنة سبق توزيعها بالجوف كانت محملة بالفحم.

ولفت العبد الكريم إلى أنه سيتم التنسيق مع الجمعيات في منطقة الجوف والمحافظات التابعة لها ليتم إيصال الكسوة للمحتاجين بأسرع وقت ممكن.

وأشار الكلابي إلى أن الحملة أنهت خلال الأسبوع الماضي توزيع أكثر من ثلاثين شاحنة، تقل على متنها أكثر من 63 ألف قطعة من الألبسة الشتوية والفراء والأغطية والكسوة الشتوية الأخرى، بالإضافة إلى شاحنتين تحملان كميات من الفحم وذلك بالتعاون مع الجمعيات الخيرية بمنطقة الحدود الشمالية.