السعوديون يبحثون عن الدفء بين النكات

موجات الصقيع ضربت معظم المناطق

TT

لم يجد السعوديون غير رسائل الجوال SMS التي لا تخلو من طرافة للاحتماء بدفئها اتقاء لموجات البرد القارس الذي شمل معظم مناطق البلاد منذ منتصف الاسبوع الجاري، ففي أثناء استقبال الموجة الباردة بالفرح والمتعة، والتباهي بالملابس الشتوية، غطت موجة من الرسائل الساخرة التي اتخذت قالب النكتة لاضفاء الحيوية على الشلل الذي اجتاح معظم المناطق.

الرسالة الأكثر سخرية تمثلت في مطالبة عنزة محلية بانضمام البلاد للاتحاد الأوروبي كونه اصبح أمراً طبيعياً لتماثل الطقس، خاصة عقب هطول الثلوج على مدينة عرعر. فيما فسّر مواطنون آخرون الانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة؛ بأنه نوع من التحالف لاستغلال طيبتهم، وتضامن مع ارتفاع الأسعار، تمثله زيادة البرودة بنسبة 30%، ما حملهم على تقديم دعوة مفتوحة لمقاطعة البرد، بعدم الخروج والمكوث في البيوت، مذكرة بضرورة مقاطعة بعض السلع الاستهلاكية التي ارتفعت اسعارها أخيرا.

وعلى إثر موجة الصقيع الباردة التي تضرب المناطق السعودية؛ عادت طقوس البرد بكل تفاصيلها؛ إلا انها وفي هذه المرة حملت معها طقساً انجليزياً خاصاً، تمثل في السؤال عن الطقس الذي أصبح بمثابة بسملة المتحدثين في اي حوار. السؤال عن أحوال الطقس الذي وجد فيه السعوديون نوعاً من الخروج عن المألوف، كونهم أكثر شعوب الأرض قاطبة، التي تدخل تصنيف الدول الواقعة عملياً تحت خط الاستواء، ما يجعل من أيامها ولياليها صيفية بامتياز. في حين يجعل من البرودة أمراً احتفالياً.

ولأن التغييرات المناخية وأعياد موجة الصقيع، لم تقف هذه المرة عند منطقة بعينها؛ بل اجتاحت معظم المدن، إلا أنها حملت معها طابع المناطقية، من خلال وضع تراتبية للمناطق الأكثر سخونة، في انخفاض مؤشر البرد. ما حدا بالمناطق الشمالية؛ لاحتلال المرتبة الأولى في القائمة. والتي بلغت فيها درجة الحرارة أدناها؛ بمعدل تجاوز الأربع درجات تحت الصفر، فيما جاءت المنطقة الجنوبية ذات الإطلالة الجبلية؛ والتي يُعد الجو البارد فيها؛ أحد عوامل الجذب السياحي لها؛ في المرتبة الثانية. في حين ظلت منطقة نجد بأكملها تحت وطأة حصار القلق والتحسب من صدق تحذيرات هيئة الأرصاد وحماية البيئة من هطول الثلوج على مناطقها؛ على الرغم من طبيعتها الصحراوية واعتيادها الأجواء الباردة الجافة في الشتاء. كل ذلك يأتي في وقت يشكل فيه منظر الغيوم، والأمطار والأجواء الباردة. متعة حقيقية لسكان المنطقة الغربية؛ كونهم المنطقة الوحيدة التي لا تعرف حداً فاصلاً بين مواسم الشتاء أو الصيف، ناهيك عن الشعور باعتدال الربيع.