ميزانية مفتوحة لمشروع يقضي على «الأمية» بين الرجال والنساء

شرط عمل المعلمين والمعلمات فيه إحضار خمسة أميين

TT

كشفت مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم لـ«الشرق الأوسط» عن مشروع ضخم يعد الاول والاشمل من نوعه يستهدف القضاء على الأمية ستنفذه الوزارة مطلع الفصل الدراسي، تقرر ان تكون له ميزانية مفتوحة وهو برنامج «مجتمع بلا امية» ينفذ على مستوى المملكة.

وأوضح الدكتور خالد بن سليمان الرباح مدير عام برامج محو الأمية بوزارة التربية والتعليم ان البرنامج الذي وصفه بالضخم والأكبر والاشمل من نوعه والموجه للقضاء على الأمية ستنفذه الوزارة مطلع الفصل الدراسي المقبل بعد أن اعتمدت له ميزانية مفتوحة وانتهت من إعداد وطباعة المقررات الدراسية والتي بلغت كميتها أكثر من 500 ألف نسخة فيما سيتم الإعلان عن موعد التعاقد مع المعلمين والمعلمات الذين سيكونون متفرغين تماما لمتابعة تلاميذهم الأميين بعقد مفتوح هو الآخر ينتهي عند محو أمية الدارس وفق نظام التقويم المستمر للمهارات المطلوب اجتيازها.

وأوضح الرباح أن عقد المعلم أو المعلمة سيكون بمرتب شهري قدره 3 آلاف ريال شاملة نظام التأمينات الاجتماعية وفق عقد موحد سواء للذكور أو الإناث مع احتساب مدة العمل في البرنامج كخدمة معترف بها سيستفاد منها لاحقا عند التقديم على وظائف التعليم العام ضمن عناصر المفاضلة والترشيح.

وقال الرباح لـ«الشرق الأوسط» انه سيشترط على المعلمين والمعلمات المتقدمين لشغل تلك الوظائف إحضار خمسة من الأميين عند تقديمهم للوظائف وسيكون هذا العدد هو الحد الأدنى والقاعدة التي ينطلق منها المعلم على أن يلحق به الدارسون الإضافيون وفق عدد المتقدمين وهو ما سيجعل المعلم يجتهد للبحث عن الأميين في نطاق مجتمعه المحلي الذي يعيش فيه، فيما ستقدم حوافز مالية للدارسين تبلغ 1000 ريال عند اجتياز المهارة المطلوب تحقيقها سواء في القراءة أو الكتابة أو الحساب. وأوضح أنه حاليا يوجد ما يقارب الألف مركز لمحو الأمية على مستوى السعودية ويعمل بها أكثر من 3000 معلم وأن برنامج محو الأمية المزمع تنفيذه سيكون بشكل مختلف ومغاير عن المدارس الليلية كونه غير ملتزم بالمدرسة كمقر رسمي وإنما ستقدم الدروس في أماكن مختلفة وذلك بالتعاون مع جمعيات تحفيظ القرآن الكريم وجمعيات البر الخيرية إضافة إلى عدم تقيد فترة الدراسة فيه بزمن محدد وإنما تتوقف على مدى إتقان الدارس للمهارات.

وحول نسبة الأمية في السعودية والعوائق التي أدت إلى عدم نجاح البرامج المقدمة سابقا بشكل كامل أوضح الرباح أن نسبة الأميين في السعودية بلغت 13.4 في المائة وفق إحصائية لمصلحة الإحصاءات العامة لعام 2005 شكل عدد الذكور منها ما يقارب 600 ألف والإناث 1.1 مليون أمية وتمثلت العوائق في ثلاثة محاور أساسية أولها تسرب الدارسين من الأميين بشكل جماعي وبعد وقت قصير جدا من بدء الدراسة والعامل الآخر هو مدة البرامج التي كانت تقدم، حيث كانت قصيرة ولا تزيد عن الشهرين فقط، أضف إلى ذلك قلة عدد العاملين في مراكز محو الأمية وهو ما جعل الوزارة تسعى حثيثا في محاولة لإيجاد الحلول للقضاء على الأمية، كما أن هناك لائحة عقوبات بالتعاون بين المنتدى الوطني للتعليم للجميع ووزارة الداخلية لإلزام جميع الأميين للانخراط في سلك التعليم والالتحاق ببرنامج محو الأمية.

هذا وقد كانت فعاليات اللقاء الخامس لمشرفي برامج محو الأمية بإدارات التربية والتعليم بالسعودية قد انطلقت صباح أمس الثلاثاء بحضور مساعد مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة للشؤون التعليمية عبد الرحيم المغربي ومدير عام برامج محو الأمية بوزارة التربية والتعليم الدكتور خالد الرباح وعدد من مديري ورؤساء إدارات محو الأمية في إدارات التعليم من مختلف المناطق وذلك بفندق هوليدي جدة.