«القبو» فيلم سعودي يغامر في حب السينما

اختلفت الآراء حول كونه فيلما

TT

اضطر حمزة طرزان مخرج فيلم «القبو» أن يوضح فكرة فيلمه بعد أن اختلفت آراء المشاهدين حوله، فهناك من قال انه استمتع بمشاهدة الفيلم، وآخر رأى أن ما شاهده ليس فيلما وأن لقطاته لا تشكل مشهدا.

وكان نادي المنطقة الشرقية الأدبي ضمن اهتمامه بالسينما وبالتعريف بالحركة السينمائية السعودية قد عرض الأحد الماضي فيلم «القبو»، وتناول حوله ندوة لطرح آراء المشاهدين والاستماع لوجهات نظرهم حول «القبو».

وقال حمزة طرزان في الندوة التي اشترك معه فيها ممثل الفيلم نضال أبو نواس وأدارها أحمد الملا ان لديه «هوساً» بالسينما جعله ينتج فيلمه القبو الذي هو ـ حسب طرزان ـ حالة إنسانية مر بها وحاول أن يترجمها إلى فيلم، وان اختياره لمفردة القبو عنوانا للفيلم، لتشابه القبو بما يحمله الإنسان في داخله، من تناقضات وهموم وأحلام وخبايا وتراكمات وتصورات. وقد تباينت الآراء حول الفيلم فمنهم من رأى أن لقطات «القبو» لا تشكل مشهدا فنيا مترابطا كي يقال عنه انه فيلم، وإنما هو مجموعة من اللقطات يربطها الممثل، وأن شخصياته تفتقر للعلاقة بينها وبين المكان الذي تقيم فيه، وآخر شبّه تمثيل أبو نواس بأنه تمثيل مسرحي، أو أن الفيلم توافر فيه فن القصة القصيرة، وأن الموسيقى التصويرية أحدثت خللا داخل الفيلم، وآراء أخرى أكدت استمتاعها بمشاهدة الفيلم الذي يحمل لقطات جميلة رغم الإمكانات المادية المتواضعة لدى المخرج.

من جهته برر طرزان مآخذ بعض المشاهدين على الفيلم بأن السينما باب كبير، وأردت في هذا الفيلم أن اطرح وجهة نظر خاصة بي، عن الإنسان الذي يحمل في داخله الكثير من التناقضات أو الأوهام أو حتى الصراخ والرفض لما يعيشه ويؤمن به أمام الآخرين، ولكنه من الصعب أن يظهر ذلك، ولكنه موجود لديه بشكل مستمر.

وقد نجح المخرج الذي قام أيضا بالتأليف والتصوير والإضاءة والمؤثرات الصوتية والمونتاج، في استغلال المكان ـ سينمائيا ـ الذي تم التصوير فيه، والذي هو عبارة عن قبو مهجور تتراكم فيه بقايا أشياء مستعملة ومهملة، مع الاعتماد الكامل على إضاءة المكان، وذلك ساهم في التعبير عن الحالة الشعورية الشخصية التي عاشها الذي يسكن في القبو، والذي قام بأدائه الممثل نضال أبو نواس، وشاركه في التمثيل لؤي القرشي.

حمزة طرزان مثل كثيرين من الشباب السعوديين الذين يهوون السينما، ويغامرون في حبهم لها، ويذهبون في ارتكابها وتسلق وعورتها من دون تمكنهم من أدوات تعينهم على إتقانها، ولعل أهم هذه الأدوات، صقل موهبتهم بالدراسة والخبرة التي تفتقدها ولا تزال الساحة السعودية بحاجة ماسة إليها، ولا تزال هذه «الساحة» تتغافل عن سماع صوت السينمائيين أو التحاور معهم، إلا أنهم رغم ذلك يشقّون الطريق، كي يؤسسوا لحركة سينمائية سعودية تمهيدا لجيل قادم سيتعامل مع السينما بوصفها ضرورة فنية.