«تهامة» تستعد لاستقبال الهاربين من قسوة البرد

الأمير فيصل بن محمد لـ«الشرق الأوسط»: الباحة مناسبة في الصيف والشتاء

قرية ذي عين الأثرية الشهيرة في تهامة المخواة «الشرق الأوسط»
TT

تنطلق خلال الايام القليلة القادمة فعاليات مهرجان الشتاء في محافظة المخواة بمنطقة الباحة الذي دأبت على تنظيمه إدارة التنشيط السياحي بإمارة المنطقة في كل عام برعاية الأمير محمد بن سعود أمير المنطقة رئيس اللجنة العليا للتنشيط السياحي وبإشراف مباشر من نائبه الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود.

ويتخذ المواطنون والمقيمون في السراة وتهامة محافظتي المخواة وقلوة ومتنزهاتهما على امتداد مائة كم حتى القنفذة وشاطئها البحري وناوان والمظيلف، ملجأ للهروب من البرد القارس، حيث يتيح الانتقال بين تلك المناطق التحول من الطقس شديد البرودة الى الاجواء المعتدلة التي تميل للدفء في أقل من عشرين دقيقة عبر عقبة الباحة وعقبة قلوة المنحدرة من جبال بيضان والتي تشهد تعثرا في التنفيذ لأكثر من خمس عشرة سنة من الشركات المنفذة ليصل المواطن والمقيم إلى تهامة وسواحلها الرملية وجبالها الشامخة، حيث اعتدال الجو بعيدا عن موجة البرد الشديدة والضباب الكثيف الذي يغطي السراة بالكامل ويعدم الرؤية على كافة الطرق الداخلية والمخارج باتجاه الطائف وعسير  طيلة فترة الشتاء التي تزيد عن أربعة أشهر.

وأوضح الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود نائب أمير المنطقة واللجنة العليا للتنشيط السياحي لـ «الشرق الأوسط» أن منطقة الباحة تشكل غطاء مناسبا لأجواء الصيف والشتاء ببيئاتها المختلفة بين جبال السراة المعانقة للسحاب وتهامة المنبسطة على البحر الأحمر باتجاه القنفذة والبادية التي تتوسد صحراء العقيق بامتداد يصل لمحافظتي بيشة والطائف إلى جانب بيئة الأصدار المختبئة في أحضان جبال السراة جميعا.

وقال انها تعتبر مصيفا ومشتى وتزخر بالعديد من الثقافات الحرفية والمهنية التي تشكل منظومة من العمل المتكامل لراحة مرتاديها من داخل المملكة ودول الخليج الشقيقة وهي تحظى باهتمام الهيئة العليا للتطوير السياحي، حيث تم حصر عشرات المواقع الاستثمارية فضلا عن أنها تضم عددا من المواقع الأثرية التي تشهد على جذورها التاريخية منذ صدر الإسلام وحتى عصرنا الحاضر.

وأشاد الأمير فيصل بما شهدته المنطقة خلال العقدين الماضيين من نقلات نوعية في خدمات التعليم العام والجامعي والصحة والطرق والمياه والخدمات البلدية والسياحية وخدمات الاتصال والإعلام والثقافة والفنون، وأكد أن أمير المنطقة يكثف جهوده في سباق مع الزمن لتصبح بأجوائها وطبيعتها الجميلة وتوفر الخدمات العامة والموجهة مهوى أفئدة عشاق الراحة والجمال، داعيا رجال الأعمال للاستثمار في ظل تسهيل الإجراءات التي تلقى عناية إمارة المنطقة بصورة مباشرة.    من جهته، أكد عبد الله يعن الله مدير عام التنشيط السياحي، أن برامج ترفيهية وثقافية وفنية للنادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون بالمنطقة وزيارات ميدانية لآثار الباحة في الجزء التهامي ومنها قرى الخلف والخليف القريبة من قلوة وقرية عشم وجبل شدوان الأعلى والأسفل اللذان يقفان شامخين بعلوهما المرتفع لأكثر من ألفي متر عن سطح البحر وما يضمان من مزارع للبن الشدوي ومزارع الحمضيات وعدد من المظلات التي تشرف على الساحل حتى البحر الأحمر  إلى جانب أودية الأحسبة التي يصطف على جانبيها العديد من المنشآت الخدمية ومباني الشقق المفروشة والمطاعم والمقاهي لراحة الباحثين عن الدفء وليالي السمر على أضواء القمر في بيئة هي الأقرب لبيئة الصحراء بالصفاء مع فارق أنها تتزين بمزارع الدخن والذرة والمشاتل الزراعية وانسياب المياه القادمة من جبال السراة بما يعرف في الأوساط الشعبية بالسيول المنقولة حيث يفاجأ الزائر بقدومها دون سقوط الأمطار في تهامة.

ويتمتع الزائر بمشاهدة قرية ذي عين الشهيرة التي يزيد عمرها عن 400 سنة وهي محتفظة بطابعها المعماري الفريد على جبلها المكون من صخور المرو الأبيض والتي يتربع على هامتها مبان تتكون من طابقين إلى خمسة طوابق من الحجارة في طراز معماري فريد ما زال يصارع ويقاوم عوامل التعرية ورياح التغيير الطبوغرافية فيما أصبحت القرية ومزارعها التي تحيط بها المكسوة بأشجار النخيل وأشجار الموز البلدي النادر في شكله وطعمه حيث لا يكاد يسقط من ذاكرة الزائر والظفر به كأغلى هدية للأسرة إلى جانب النباتات العطرية ومنها الكادي والريحان والبعيثران والشيح.

وتطالع الزائر منابع المياه المنحدرة من علو شاهق يصل لأكثر من ألفي متر باتجاه عقبة الباحة وجبال بني ضبيان لتشكل جداول رقراقة من عيونها المحتجبة تحت صخورها الصماء، وفي المخواة يعقد السوق الشعبي كل يوم ثلاثاء يلتقي فيه الناس للتبضع وتبادل السلع إذ يشتهر ببيع المنتجات الزراعية والحيوانية ومنها منتج البن الشدوي الفريد من نوعه وبعض الفواكه الموسمية والحبوب كالدخن والسيال والدقسة والجلجلان والذرة الصفراء والبيضاء والحمراء والمصنوعات اليدوية كالخزف والمفارش وبعض أدوات الزراعة وكذا بيع الأغنام، خاصة التيوس التي تشهد إقبالا كبيرا عبر المطاعم المتخصصة في الشوي والسلات وصناعة الخبز البلدي المعروف بالشباتي.