تعليم الطائف يمنع نشر أسماء الطلاب المتورطين في عمليات الغش

تربويون يؤكدون أنه يفاقم من المشكلة

TT

حذرت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف على لسان مدير تعليمها محمد أبو راس من مغبة نشر أسماء الطلاب المتورطين في عمليات غش على الملصقات الجدارية تحت أي ظرف من الظروف، معتبرا ذلك سلوكا يتنافى مع الأهداف التربوية العليا التي وضعت في هذا المضمار، وقال «أرباب التربية يقفون صفاً واحداً تجاه المشاكل السلوكية ويضعون الحلول المناسبة لها».

من جانبٍ آخر شهدت بعض المدارس في السعودية ممارسة ذلك السلوك بوضع أسماء الطلاب المخالفين على اللوحات الجدارية بغية تأديب من تسول له نفسه القيام بعمل ما يسمى بـ«البراشيم» في لجنة الاختبار، ووصف مدرسون مؤيدون لهذه الطريقة بأنها طريقة مفصلية، فيها عظة وعبرة لبقية الطلاب من سلوك هذا الطريق واعتبروها الطريقة الافضل بعد ان اثبتت نجاحها على حد قولهم.

الى ذلك أشار الدكتور محمد كرم الله حاج اختصاصي علم النفس الى أن الطلاب الذين يميلون لممارسة الغش في الاختبارات يكون دافعهم عدم الاستعداد الجيد، والخوف من الرسوب، الذي يترتب عليه مشاكل أكاديمية وأسرية مختلفة، واعتبر ان هذه الشريحة من الطلاب يمثلون حالات استثنائية، إذ انهم وقعوا في الخطأ تحت هذا الإكراه النفسي وبالتالي يكون الغش عندهم لا يمثل عادةً ولا سلوكاً متأصلاً، بينما آخرون قد يمثلون العكس، بمعنى أن الغش عندهم سلوك وعادة، وربما يحتاج لوقفات تربوية ونفسية بالفعل.

ويوضح الاختصاصي النفسي أن هدف المدارس والمؤسسات التعليمية ككل هو غرس السلوك التربوي القويم، وقد تحتاج بالفعل إلى وضع نظم ولوائح تجرم أو تعاقب من يخالف لوائح السلوك التربوي الهادف، موضحاً أن من ضمن ما يوضع للطالب في حالات الغش هو لفت النظر والإنذار والفصل، وقال «ينبغي أن تنزل العقوبة متدرجة ولا ينبغي أن يشهر باسم الطالب في اللوحات الداخلية والخارجية لأي مؤسسة كانت».

وأكد الدكتور حاج أنه بدراسة حالة الطالب ومعرفة الدوافع التي ادت إلى الغش، يتم لفت نظره إلى حجم الخطأ المرتكب، وابلاغه بأنه في المرة المقبلة سينذر ويعلن اسمه على اللوحات الإعلانية للمؤسسة التربوية التي ينتمى لها، وهكذا يتم التدرج في العقوبة.

ويضيف أن الطالب المخادع يقع في عملية الغش نتيجة سهر أو تصرف خاطئ لا يقصد من خلاله الغش في حد ذاته، وربما يفهم المراقب بعض تصرفاته ويفسرها بطريقة خاطئة، مطالبا المراقبين بعدم التعجل في اطلاق الاحكام، وفي نفس الوقت لا ينبغي التساهل.

من جانبه أوضح عوض الجميعي اختصاصي الإرشاد الطلابي والأسري بالطائف أن الطالب الذي يتعاطى ظاهرة الغش يعاني من تراكمات نفسية وسلوكية، وأن التشهير به في حد ذاته معاناة وتكريس للمشكلة، ويضيف «يجب أن يخضع الطالب الغاش لجلسات إرشادية لمعرفة المسببات والمشاكل الأسرية والظروف المحيطة».

واضاف أن النزوة وعدم التوافق البيئي والنقص في التهيئة النفسية وزيادة الشحن النفسي من الأسباب الرئيسة، بالإضافة إلى التأخر الدراسي والضغوط الأسرية والاجتماعية التي تطالب بالتفوق بغض النظر عن الفروق الفردية والنفسية وهو ذات الشيء الذي يولد الطموح غير الموائم للإمكانيات والقدرات، وبيّن معارضته جملة وتفصيلا لأسلوب نشر اسماء الطلاب المخالفين لما له من ضرر مباشر على الطالب.