مجمع الأمل: 300% نسبة ارتفاع الطلب على خدمات علاج الإدمان.. و45% من الحالات تنتهي بالشفاء

80% من مرضى المستشفى تعافوا وأسرهم ترفض خروجهم

TT

كشف الدكتور محمد الزهراني مدير عام مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام، أن نسبة الطلب على خدمات الإدمان للعلاج في المجمع ارتفعت خلال الأربع سنوات الماضية، لتصل لأكثر من 300 في المائة، حيث يقوم الكادر الطبي بعمل شاق مع المدمنين خلال ساعات العمل اليومي، وملاحظة علاجاتهم يوميا. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، ان عدد المرضى من مدمنين ونفسيين في المجمع يصل إلى 320 مريضا، وهي الطاقة الاستيعابية السريرية للمجمع، وأوضح الزهراني، أنه يوجد في مجمع الأمل مستشفيان هما: مستشفى الأمل لعلاج الإدمان ومستشفى الصحة النفسية، إضافة إلى مركز الرعاية المستمرة لمرضى الإدمان، ومنزل منتصف الطريق لمرضى الإدمان، وعيادة مكافحة التدخين. وعن أنواع المخدرات التي يتعاطاها المدمنون، أشار الزهراني، إلى وجود اختلاف في الحالات التي تعالج في المستشفى من الإدمان فهي تختلف حسب نوع المخدر المستعمل من شخص إلى آخر، من حبوب مخدرة وهيروين وحشيش وبعض الأنواع التي تدخل ضمن المخدرات، مشيرا إلى أنه يوجد ما بين 160 إلى 180 رجلا مدمنا، وكذلك توجد 3 نساء مدمنات، في حين توجد في مستشفى الصحة النفسية 30 مريضة، مشيرا إلى أن نسبة المدمنين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 40 سنة.

وأضاف الزهراني، أن عدد المراجعين في مستشفى الإدمان ومراكزه يصل إلى 170 مراجعا يوميا، وأن البرنامج العلاجي للمدمنين يمر بعدة مراحل في تلقي العلاج، تصل من شهر إلى ثلاثة شهور، وهو ما يطلق عليه بالمريض الداخلي الذي يكون في داخل المستشفى، في حين تصل فترة علاج بعض المدمنين في مركز الرعاية المستمرة إلى سنة واحدة ، أو أكثر، وذلك حسب الوضع الصحي للمريض.

وأوضح الزهراني، أن الصعوبات التي تواجه الأطباء في عملية العلاج، هي الانتكاسة التي تواجه بعض المرضى، وهي العودة إلى الإدمان بعد التعافي منه، أو من خلال قطع مراحل كبيرة من العلاج، وهذا يسبب انتكاسة كبيرة للمريض، وأن نسبة الانتكاسة التي واجهها المستشفى خلال إحصاءات السنوات الماضية تعتبر ناجحة، مقارنة بمستشفيات بعض الدول العالمية،مضيفا أن نسبة نجاح علاج المدمنين في تعافيهم وعدم رجوعهم إلى التعاطي تمثل نسبة 45 في المائة، في حين تصل نسبة بعض الدول 35 في المائة.

ويرجع الزهراني، سبب عدم رجوع المتعافي إلى الإدمان مرة أخرى، إلى جوانب من حياة الناس، مثل مساعدة المتعافي في الدخول مع المجتمع في أنشطته وفعالياته الاجتماعية، خصوصا في الحياة الاجتماعية في أبعادها الدينية والإنسانية، وإشغاله في الخدمات الاجتماعية، وتشكيل رعاية من جانب أقربائه واحتوائه.

وأشار الزهراني، إلى أن 80 في المائة من المرضى المنومين في المستشفى قد تعافوا، غير أن أسرهم ترفض خروجهم من المستشفى أو تسلمهم، مشيرا إلى أن قسم الصحة النفسية يعاني من عدم تعاون بعض الأسر لحالات المرضى الذين استقرت حالاتهم وتعافوا، حيث إن وضعهم الصحي يؤهلهم للخروج من المستشفى وممارسة حياتهم اليومية من خلال متابعة أسرهم، مؤكدا أن المشكلة تكمن في أن هذه الأسر لا تعي ماهية الأمراض النفسية وحالاتها وعلاجها وتأثيرها على المريض، ما يؤدي إلى عدم تعاون الأسرة مع المستشفى في حال الاتصال بهم، لاستقبال المريض في المنزل لأن حالته مستقرة.

ويرى الزهراني، أن السبب في عدم تعاون بعض الأسر مع المستشفى هو استرجاع الأسر لحالة المريض قبل فترة علاجه، وما يسببه من إزعاج للأسرة عندما تكون الأعراض المرضية نشطة، وذلك قبل تلقيه العلاج اليومي والأدوية التي تساهم في تعافي المريض واستقراره والسيطرة عليه بشكل أفضل، ويشير إلى أن المريض بعد هذه المرحلة يستطيع ممارسة حياته مع الأسرة والأهل بشكل يزيد من استقراره النفسي والسلوكي، مضيفا أن هذه الخطوة تعطيه استقرارا نفسيا أكبر من مرحلة العلاج في المستشفى، وأرجع تخلي الأسرة عن هذه الخطوة العلاجية المهمة إلى قلة معلومات الأسر عن طبيعة الأمراض النفسية وعن احتياجات المريض النفسي.