ندوة في أدبي الشرقية: فقر شديد في المادة الثقافية المقدمة للطفل في السعودية

طالبت بالكتابة للصغار بالفصحى كي تساهم في إثراء مخزونهم اللغوي

غياب كتب الطفل ساهم في تغييب ثقافة الجيل الجديد
TT

في ندوة أقيمت في الدمام لمناقشة عزوف الأدباء والمثقفين والمؤسسات الثقافية عن الاهتمام بأدب الطفل، خرج أحد المحاضرين عن السياق، ليعلن أنه يخصص وقتاً يومياً لمشاهدة أفلام الكارتون، تماماً كما يفعل أطفاله الصغار، بيد أن الحضور من جمهور المثقفين الذين لم تعقد ألسنتهم المفاجأة، صرحوا انهم جميعاً يشاهدون أفلام الكارتون ويتابعون بعض حلقاتها.

وكان نادي المنطقة الشرقية الأدبي قد عقد أمسية مساء امس الأول بعنوان «الكتابة للطفل»، حاضر فيها رئيس النادي جبير المليحان، والقاصة رباب النمر، أعلن فيها المليحان أنه يشاهد أفلام الكارتون ويستمتع بها، وأنه يفضل مجموعة من القنوات المخصصة للأطفال، على تلك التي تقدم الثقافة الشعبية المستهلكة، ورد معظم الحضور من القاعتين النسائية والرجالية، بأن لديهم نفس الميول.

وخلصت الندوة إلى وجود فقر شديد في المادة الثقافية المقدمة للطفل في السعودية خصوصاً وفي الوطن العربي عموماً، سبب هذا الفقر هو النظرة السلبية للطفل واعتباره مادة خام للتلقين، يمكن حشوها بأي شيء، وبالتالي عدم العناية بما يوسع مداركه، على اعتبار أنه أقل شأناً من الآخرين.

وبين المحاضران في الندوة وهما الأديب جبير المليحان رئيس نادي الشرقية الأدبي، والقاصة رباب النمر، أن للأمية المتفشية في المجتمع دورا رئيسيا في ذلك، معتبرين أن هذه الأمية، تبدأ من الأسرة ثم الإعلام، وصولاً إلى وزارة التربية والتعليم، التي تطلق البرامج تلو البرامج كل عام لمحو هذه الأمية ولكن لا يحدث شيء على أرض الواقع.

وأكد المليحان أن الأعمال المطروحة في السوق غير مصنفة وهذه معضلة جديدة، فبالإضافة إلى قلة هذه الأعمال إلا أنها غير محددة في توجهها لفئة عمرية بعينها، كما اشار إلى تجربة إصدار مجموعته القصصية بالتعاون مع شركة أرامكو، التي تم تنفيذ هذا المشروع بنجاح وطبع من المجموعة 150 ألف نسخة، قامت الشركة بتوزيعها بالكامل، مما يعني حاجة السوق إلى هكذا أعمال، وأضاف ان الجهود الفردية لا يمكن أن تكون أدباً حقيقياً يخاطب الطفل، ما لم يكن هناك مؤسسات ترعى هذا المشروع وتساهم في إنتاجه على أعلى المستويات، لكي يكون جاذباً وممتعاً للطفل.

وقال المليحان: الكثير يعتقد أن الطفل محدود الخيال، أو غير مدرك لكثير من الأشياء التي تحيط به، مضيفاً عقدت عدة ورش عمل في مجال الكتابة للطفل، في إحدى المرات كتبت قصة وحذفت نهايتها، وأعطيتها لزملائي وطلبت وضع نهاية مناسبة لها، لكن لم يلتزم سوى واحد من المجموعة، وعندما أعطيت نفس القصة للأطفال، الجميع وضع نهاية للقصة، ووجدت أطفالا وضعوا نهاية لم تخطر على بالي، وفي غاية الروعة.

وتطرقت المحاضرة إلى أهمية كتابة الأعمال الموجهة للأطفال، باللغة الفصحى لكي تساهم في إثراء مخزونهم اللغوي، كذلك وجود فن تشكيلي يخاطب عقلية الطفل، يترافق مع هذه الأعمال، وأخذ هذا الجانب بجدية لأن الرسوم ستضيف عامل تشويق مهماً جداً للطفل، وهو ما سيساهم في نجاح هذه الأعمال.

الندوة ذهبت إلى تصنيف المجلات المخصصة للأطفال، واعتبار ان أكثرها يستهلك شخصيات الكارتون، من دون تقديم مادة ثقافية أو إنسانية للطفل الذي تتوجه له.